منتدى سليم - مصطلح الكشوف الجغرافية

بسم الله الرحمن الرحيم

الكشوف الجغرافية:هي الحملات البحرية التي قامت بها كلاً من أسبانيا والبرتغال_بعد سقوط غرناطة آخر المعاقل الإسلامية في الأندلس سنة897هـ -1492م:-

حيث إتجهت إسبانيا بعد إستيلاءها على موانئ المغرب العربي صوب الغرب حيث إخترقت أساطيلها بحر الظلمات"المحيط ألأطلسي"وتم لها إكتشاف الأرض الجديدة"الأمريكتين"سنة 897هـ -1492م وهو الإكتشاف العظيم الذي جلب الموارد الطبيعية والثروات الهائلة التي ساعدت على دفع الصناعات في اوربا.

أما الحملات البرتغالية فقد استولت على بعض موانئ المغرب العربي المهمة مثل سبته وطنجة...
ثم إتجهت أساطيلها جنوباً بمحاذاة الساحل الإفريقي الغربي حتى تمكنت من الوصول إلى رأس الرجاء الصالح سنة 891هـ -1478م ومن ثم تمكنوا من الوصول إلى الهند سنة 904هـ -1498م ليتم لهم تنفيذ أكبر المشروعات الكشفية وهو الدوران حول أفريقيا والوصول إلى الشرق وإكتشاف طريق جديد للتجارة البحرية العالمية..وبذلك ضرب البرتغاليين إقتصاد دولة المماليك في الصميم بهذا الإكتشاف، لأن المماليك كانوا مسيطرين على طريق التجارة البحرية الوحيد"البحر الأحمر-البحر المتوسط"وعليه يقوم إقتصادهم..وقد مهد إكتشاف رأس الرجاء الصالح والوصول إلى الشرق إلى سقوط دولة المماليك على أيدي العثمانيين سنة 923هـ .
وكان العثمانيون قد أحكموا قبضتهم على الطرق البرية بين الشرق والغرب بفتح القسطنطينية سنة 859هـ-1453م.
دوافع وأهداف الكشوف الجغرافية إلى الشرق:-
1-الإلتفاف حول العالم الإسلامي من أجل محاصرته وإخضاعه والنفاذ إليه لتحقيق الأهداف الصليبية.
2-المنافسة الإقتصادية بين القوى الأوربية وسعيها_في ظل التطورات الجديدة_لإيجاد طرق بديلة للتجارة العالمية إلى الشرق بعد إحتكار المماليك والعثمانيين لهذه الطرق.

خاتمة:-
*كانت هذه الحملات بداية عصر النهضة وتجسيداً لتاريخ اوروبا الحديث وتغير موازين القوى لصالحهم بسبب ضخامة الموارد عبر الطرق الجديدة ومن ثم إقامة الصناعات الكبيرة والإختراعات العظيمة.
*أدت الكشوف الجغرافية إلى التدهور الإقتصادي للشرق الإسلامي مما سهل إستعماره بصورة مباشرة وبصورة غير مباشرة.
*تعتبر هذه الهجمة الأوربية الصليبية الثانية بعد الحروب الصليبية في العصور الوسطى.

يعتبر فهم طبيعة هذة الفترة التاريخية وتفاعلاتها والمتغيرات التي حدثت أثناءها أمراً مهما لمعرفة كيف تغيرت موازين القوى بين المسلمين والغرب..ولأنها تعتبر مرحلة فاصلة بين التاريخ القديم و التاريخ الحديث..