منتدى سليم - قيس بن نشبة السلمي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد أقدم لكم موقف من مواقف صحابي من بني سليم
قَيْسُ بن نَشَبَة
كان يسمى حبر بني سليم لاطلاعه على الأخبار والسير وقصص الناس، والنظر فيما يعبدون. له مكانة في بني سليم..
تحدثوا عنه فقالوا:
جاء قيس بن نشبة السلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الخندق فقال: إني رسول من وراء قومي وهم لي مطيعون. وإني سائلك عن مسائل لا يعلمها إلا من يوحي إليه. فسأله
قال‏:‏ أتعرف كحل
قال‏:‏ هي السماء
قال‏:‏ أتعرف محل
قال‏:‏ نعم هي الأرض
قال‏:‏ لمن هما
قال‏:‏ لله تعالى ولله الأمر من قبل ومن بعد
فأسلم قيس بن نشبة ورجع إلى قومه فقال يا بني سليم
قد سمعت ترجمة الروم وفارس وأشعار العرب والكهان ومقاول حمير، وما كلام محمد يشبه شيئاً من كلامهم فأطيعوني في محمد فإنكم أخواله فإن ظفر تنتفعوا به وتسعدوا، وإن تكن الأخرى فإن العرب لا تقدم عليكم. فقد دخلت عليه وقلبي عليه أقسى من الحجر، فما برحت حتى لان بكلامه.
وعبر عن ذلك شعرا فقال
تابعت دين محمد ورضيته
كل الرضا لأمانتي ولديني
ذاك امرؤ نازعته قول العدا
وعقدت فيه يمينه بيمني
قد كنت آمله وانظر دهره
فاللَّه قدر أنه يهديني
أعني ابن آمنة الأمين ومن به
أرجو السلامة من عذاب الهون
وتحدثوا عنه فقالوا:
إن قيساً قدم مكة في الجاهلية، فباع إبلاً له فلواه المشتري حقه أي مَطَلَه فكان يقول:
يا آل فهر كنت في هذا الحرم.
في حرمة البيت وأخلاق الكرم.
أظلم لا يمنع مني من ظلم.
قال: فبلغ ذلك عباس بن مرداس فكتب إليه أبياتاً منها:
وائت البيوت وكن من أهلها مددا
تلق ابن حرب وتلق المرء عباسا
قال:
فقام العباس بن عبد المطلب وأخذ له بحقه.
وقال: أنا لك جار ما دخلت مكة،
فكانت بينه وبين بني هاشم مودة حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوفد عليه قيس وكان قد قرأ الكتب فذكر قصة إسلامه وأنشد في ذلك شعراً.
وقالوا: كان قيس بن نشبة يتأله في الجاهلية، وينظر في الكتب فلما سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه
فقال له: أنت رسول الله؟
قال نعم.
قال فانتسب له
فقال: أنت شريف في قومك وفي بيت النبوة فما تدعو إليه؟
فعرض عليه أمور الإسلام، وعرّفه ما يأمر به وينهي عنه
فقال: ما أمرت إلا بحسن وما نهيت إلا عن قبيح.
فكان النبي صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم يسميه حبر بني سليم وكان إذا افتقده يقول يا بني سليم أين حبركم؟
المصادر :
أسد الغابة
المنمق في أخبار قريش