منتدى سليم - للقلب ستة مواطن

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني مدير ومشرفي وأعضاء وقراء منتديات بني سليم وفقني الله وإياكم لكل خير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

فهذه فائدة وقع عليها النظر وهي جديرة بالمطالعة والفهم ، وسمها راقمها(مواطن القلب)

فقال :للقلب ستة مواطن يجول فيها ،ثلاثة عالية وثلاثة سافلة ، فالعالية علم يتبن به ، وعقل يرشده ، وإله يعبده ، والسافلة ، دنينا تتزين له ، ونفس تحدثه وعدو يوسوس له.

قلتُ : معنى قوله علم يتبن به ، أي يتبين به حكم الشرع في معرفة المسائل والحوادث ،التي تجري فيها الأحكام الخمسة وهي الواجب ، الحرام، المكروه،المسنون، المباح ، وبالعلم يعرف العبد ما يجب لله وما يمتنع في حقه ، قال وعقل يرشده ، فالعقل هو مناط التكليف وهو محل خطاب الله جل وعلا ، فبه يميز الإنسان بين الضار والنافع، قال تعالى ( حم ، والكتاب المبين ، إنا جعلناه قرءنا عربيا لعلكم تعقلون) أول سورة الزخرف ، قال : وإله يعبده ، نعم، فلابد للعبد من معبود ولابد أن يكون – ذلك المعبود - حقا فمن عبد إلها غير الإله الحق تبارك وتعالى فعبادته باطلة وسعيه عائد عليه بالخسران المبين ، قال الله تعالى ( وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه )الآية سورة الإسراء (23) ويجب أن تعلم أيها القارئ الكريم أنه لا يمكن لأحد من الخلق أن تكون عباداته و تعاملاته وتصرفاته منضبطة وصحيحة ما لم يكن العلم أساسها والحاكم عليها ، كما أن أصل الضلال ناتج عن نقص العلم الصحيح وعن سوء القصد والإرادة. والموفق من فقه في دين الله .

قال : والسافلة ، دنيا تتزين له ، لاشك أن الدنيا تخدع أهلها بزينتها وزخرفها ، فمن ركن إليها غرته ومن تورع عما يضره منها - في أخرته – ولم يسر في ركاب من خدعته فأرجو أن لا يكون ممن صرعته ، قال الله تعالى ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب ) سورة الشورى ، فمن أردا حرث الآخرة فله الزيادة ومن كانت الدنيا هي غاية مراده فلن ينله منها إلا ما قدر له ، وماله في الآخرة من نصيب ،ومن ليس له نصيب في الآخرة فهو الذي خسر دنياه وآخرته ، (ذلك هو الخسران المبين ).

قال : ونفس تحدثه .
قال الله تعالى ( وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) سورة يوسف(53) فمادامت نفسك التي بين جنبيك من جملة الأعداء المتآمرين ، فاحذرها كما تحذر السباع الضواري .

قال :وعدو يوسوس له :

ولا أظنه يقصد بذلك العدو سوى الشيطان ،فهو أبو الشر كله ، فلا يمنعه عن نيل مآربه من بني آدم إلا إدامة ذكر الله والاستعاذة بالله منه فالمعوذتان كافيتان – بأذن الله - في دحره وصد سهامه . والله خليفتي عليكم وعلى كل مسلم فهو حسبنا ومولانا وبه ثقتنا وعليه اعتمادنا . ونختم بالصلاة على نبينا فصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.