عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 07-20-2009, 07:54 PM
الصورة الرمزية الزهراء
الزهراء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: الدنيا الفانية
المشاركات: 4,297
افتراضي رد: نِسَاءٌ مُبَشّراتٌ بالجَنَّة ؛ أم المؤمنين خديجةُ بنتُ خُوَيْلد رضي الله عنها

\7





* قال تعالى : (( وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ (10) أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ )) [الواقعة: 10-13].
* و قال تعالى : (( إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ (7) جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ )) [البيّنة: 7-8].

* للطّاهرة أمِّ المؤمنينَ خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - منزلةٌ عظيمةٌ في حياة المصطفى صلى الله عليه و سلم ، و قد ظلّت مكانتها سامية عند النَّبيّ رسول الله صلى الله عليه و سلم طوال حياته، ثَبَتَ في الصحيحين أنَّها خيرُ نساءِ زمانها على الإطلاق، و قد بشَّرها صلى الله عليه و سلم بالجنَّةِ مراراً؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
* أتى جبريل النَّبي صلى الله عليه و سلم فقال : ((أقرئ خديجةَ من الله و مني السَّلام، و بشِّرها ببيتٍ في الجنَّة من قَصَبٍ لا صخبَ فيه و لا نَصَب)) (1) .
* و في لفظٍ آخر روى أبو هريرة - رضي الله عنه - بشارة الطَّاهرة خديجة بالجنَّةِ فقال :
* ((أتى جبريل عليه السَّلام إلى النَّبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله هذه خديجة أَتَتْكَ معها إناء فيه إدام طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السَّلام من ربها و بشِّرها ببيتٍ في الجنَّة من قَصَبٍ لا صخبَ فيه و لا نَصَب )) (2) .
* و في هذا الحديث الشريف - عزيزي القارئ - فضيلةٌ عظيمةٌ مباركة للطَّاهرة أمِّ المؤمنينَ خديجة - عليها رضوان الله -، حيثُ إنَّ الله سبحانه و تعالى قد أقرأها السَّلام و كذلك جبريل عليه السَّلام ، و إنَّه سبحانه و تعالى لا يقرئ السَّلام إلا لمن كانت عنده منزلة عالية ، و مرتبة رفيعة ، كما أنَّ الله قد بشَّرها ببيتٍ في الجنَّةِ ليس فيه صياح و لا منازعة، و لا ما يوجب المشقة و التّعب.
و للسُّهيلي - رحمه الله - تعليقٌ لطيف على هذا الحديث يشير إلى مكانة الطَّاهرة خديجة أمّ المؤمنينَ - رضي الله عنها (1)-.


* و الطاهرة خديجة تتلقى السَّلام من الله وهي عند النَّبي عليه الصَّلاة و السَّلام ، فعن سيّدنا أنس - رضي الله عنه - قال:
((جاء جبريلُ إلى النَّبي صلى الله عليه و سلم و عنده خديجة فقال: إنَّ الله يُقرئ خديجة السَّلام . فقالت: إنَّ اللهَ هو السَّلام ، و على جبريل السَّلام ، و عليك السَّلام و رحمة الله و بركاته)) (2) .

* و ذكر أهلُ العلم أنَّ هذا الجواب مِنَ الطَّاهرة خديجة يدلُّ على فقهها ووفور عقلها و حسن أدبها - رضي الله عنها -.

* و في حديث آخر - يرويه ابنُ عباس - رضي الله عنهما- إشارة إلى بشارة الطاهرة أمّ المؤمنين خديجة بالجنَّة فيقول:
* خطَّ رسولُ الله صلى الله عليه و سلم في الأرض خطوطاً ، قال : ((أتدرون ما هذا؟)).
قالوا: اللهُ و رسوله أعلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((أفضلُ نساء أهل الجنَّة خديجة بنت خويلد ، و فاطمة بنت محمّد ، و مريمُ بنت عمران، و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون)) (3) .

* و عن سيّدة نساء العالمين فاطمة الزَّهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنَّها قالت للنَّبي صلى الله عليه و سلم : أين أمّنا خديجة؟.
قال: ((في بيتٍ من قَصَب لا لغو فيه و لا نَصَب بين مريم و آسية)).
* قالت: مِنْ هذا القَصَب؟.
* قال : ((لا، بل مِنَ القصبِ المنظوم بالدُّر و اللؤلؤ و الياقوت)) (4) .

* نعم فقد كانت الطَّاهرةُ خديجة وزيرة صدق على الإسلام، ووفَّرت كُلَّ وسائل الرَّائحة للنَّبي صلى الله عليه و سلم في دنياها، فكان جزاءً وفاقاً أَنْ يوفرَ اللهُ سبحانه لها كلّ وسائل الراحة و النَّعيم في أخراها. ((إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً)) [الإنسان: 22].

* و بعد، فهذه صفحاتٌ مباركة مشرقةٌ مِعْطار من حياة الطَّاهرة أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها و أرضاها - سيّدة نساء العالمين؛ التي شرّفها الله فجعلها أولى زوجات النَّبي الطَّاهرات رضوان الله عليهن.

* و الحديث - أخي القارئ - عن الطَّاهرة أمِّ المؤمنين خديجة حديث ممتعٌ و طويل، و لكنّي حاولتُ إبراز بعض مواقفها العطرة و تبيان كرامتها و بشارتها بالجنّة - رضي الله عنها و أرضاها -.

* مرة أخرى نقول: رضي الله عنِ الطَّاهرةِ خديجة أمّ المؤمنين ، و قبل أَنْ نودّعَ أمّنا في عليين عند العلي القدير نقرأ قوله تعالى : ((إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)) [القمر: 54-55].





(1) الحديث أخرجه الشيخان ، و انظر فضائل الصحابة للنسائي (ص 75) ، و انظر مجمع الزوائد (9/ 223 و 224).
(2) رواه الإمام البخاري.
(1) راجع هذا إن شئت في كتاب ((الروض الأنف)) للسهيلي (7/ 428 و 429).
(2) فضائل الصحابة للنسائي (ص 75 و 76).
(3) المصدر السابق.
(4) انظر مجمع الزوائد (9/ 223).
رد مع اقتباس