السلام عليكم ورحمة الله
مباراة بين منتخبين في كأس العالم للدور ما قبل النهائي ، صادف عملي وقت المباراة
، لا مجال للاستئذان ، الحل وجدته سريعاُ الذهاب لغرفة أصدقائي محمد وأبو بكر وفهد ، الغرفة مكونة من أربعة أسرة السرير الرابع شاغر . أمام كل من محمد وأبو بكر جهاز تلفزيون وجهاز استقبال بث فضائي ، ولكن فهد لا يملك فهو لا يشاهد مباريات ولا مسلسلات ولا دعايات أيضا، طبيعي جداً أن أجلس بجانب محمد لأن لديه كيس من الشيبس بطعم البيتزا فهو يسلي أثناء مشاهدة المباراة ،
مباراة حماسية جداً
محمد افسد حماس المباراة بطلبه ، يطلبني أن افتح له كيس الشيبس كان صعب الفتح حاولت وحاولت فتحة ولكن بصعوبة ، حتى فتح .
هدف التعادل يأتي ،
المباراة تشتعل محمد يطلب مني أن أضع قطعة من الشيبس في فمه أعطيته إياها وأنا عيني على المباراة ،
يدي تصطدم بأنفة تارة وتارة بين حواجبه حتى ألقمته إياها وسرعان ما ينتهي الشوط الأول .
محمد يطلب ثانية وثالثة ورابعة ، الحمد لله القطع الأخرى كانت إلى فمه مباشرة ،
محمد يعتذر من طلبه وإزعاجه لي
أخبرته أن ليست هناك مشكلة طالما الشوط الثاني لم يبدأ ،،،، ولكن لا تكرر طلبك الشوط الثاني
بداء الشوط الثاني المباراة كانت حماسية أكثر من قبل ،
محمد يطلب قطعة شيبس ،
محمد ليس هذا وقتك فانا مشغول بالمباراة ،
محمد بصوت خافت ولو قطعة واحدة
(محمد أنت ما تشبع )
أعطيته إياها على مضض حقيقة ليس إلا لأنه حرمني متعة المشاهدة.
هجمة وقطعة شيبس حتى انتهت المباراة وقارب معها الكيس من الانتهاء ، محمد يعتذر عن إزعاجه لي ثانية ، وأنه كان جائع ويتمنى أن يكون الممرض كعادته قريباً كي يعطيه ما يريد أكله . في الحقيقة تأثرت لكلامه ، لدرجة أني تمنيت أن لم أشاهد المباراة فلقد تأثرت بهذا الكلام من صديقي محمد ، وضعت نفسي مكانه ومكان الآخرين من هم بجواره بالغرفة .
محمد وأبو بكر مشلولين بالكامل عافانا الله وإياكم لا يمكن لهما أن يحركا إلا رأسيهما وأما فهد في عالم أخر غيبوبة مستمرة لا يستطيع معها إلا أن يحرك عينيه فقط ولكن دون تمييز لشيء أمامه .
نعم الله عديدة علينا وتجدنا نتضجر من أي شي حتى ولو كان تافهاً . وننسى ان هناك منهم أسوأ منا كثيراً .