بدأ بها الكـــون العظيم ..
وكونت المياه ..
حملت عرش الإله الكريم ..
ومصرف الرياح ..
التي تأخذها من هنا ..
إلى هناك ..
فتحملها من أقاصي الأرض ..
إلى أعالي ..

السماء
عمادة الكون الوسيع ..
غطاء كل عبد فقير ..
هبة الرحمن الكريم ..
صورة الإبداع في الخلق الجليل ..
تغمرنا بخيراتها ..
تغدقنا بنورها ..
بجمال ظلماتها ..
بروحانية رسومها ..
وكواكبها ..
ونجومها ..
تأخذها من هنا ..
إلى هناك ..
لتساقطها متناثرة ..
بصورة إلهية نادرة ..
وبزخات كريمة متفاوتة ..
لتنتهي على سطح ..

الارض
منبت النعم ..
التي منها خلقنا ..
وإليها نعود ..
ومنها نخرج تارة أخرى ..
موطن جذورنا ..
خيراتنا ..
نعيمنا الذي لا ينقطع ..
نعمة الله التي لا يستطيع الآخرون سلبنا إياها ..
إلا حينما نرغب نحن في ذلك ..
هي مضجعنا ..
هي مأوانا ..
هي ملاذنا الذي لا ينقطع ..
تدور فيها ..
تدور ..
وتدور ..
دون توقف ..
حتى تأتيها دعوة من السماء ..
من شمسها المشرقة ..
فتحملها من هنا ..
إلى هناك ..
وترتقي بها إلى ..

السماء
إلى هناك من جديد ..
تعود لموطنها التي لطالما أحبت تجوالها فيه ..
لتعود من جديد إلى موطنها الآخر مرة أخرى ..
في تقدير آخر ..
وزمن آخر ..
فهي لا تقوى على المواصلة في موطن واحد ..
كيف لا ..
وقد حباها الله بموطنين ..
لها حرية التجوال أينما تشاء ..
ووقتما يشاء الرحمن ..
حتى تزلزل الأرض زلزالها ..
وتخرج من باطنها أثقالها ..
حينها تكون وقفتها الأخيرة على كوكب ..

الارض
هبوطها الأخير ..
حين يأمرها رب العزة والجلال بالاستقرار ..
تنتهي رحلتها التي بدأتها منذ بداية الكون ..
تسقط سقوطها الأخير ..
على أجسادنا ..

لتنتهي رحلتها ..
وتبدأ رحلتنا ..

فماذا أعددنا لتلك الرحلة ؟!