تهرب من صغيرتها التي أصرت على صحبتها في ممشاها بين الصخور .
رياضة المشي هي الكفيلة بإخراجي من كابوس أبيها , فما بالها تصر على ملاحقتي ؟!!
لن أستطيع إخراجه من حياتي .. ربطني برباط وثيق , هذه الصغيرة ستبقى حبلا يشد به حياتي ,ويرخيه متى شاء .
وقفت تتأمل الصخور المحيطة بها ,و تخالها همومها التي جثمت على صدرها ,اختنقت أنفاسها فحاولت الصعود أكثر.
يلاحقها نداء ابنتها كلما حالت بينهما صخرة
غاب صوتها , وخشخشة أقدامها
قفز قلبها ,وأرهف سمعه ...
لاحت على ثغرها ابتسامة وهي تسمعها تتعثر بقراءة حروف كتبت على صخرة ((هــ نا سـ قـ ط ح لمي ))
برزت في مخيلتها صورة صغيرتها ,وهي تتبع إرشادها لها في القراءة , أقرئي الكلمة ,ومن ثم اربطي حروفها بعقلك , ثم انطقيها , أتاها صوتها مرة أخرى ((هنا سقط حلمي ))
وبزفرة آآآآه يا صغيرتي لو تعلمين كم من الأحلام سقطت بين يدي
- ماما ..هل تسقط الأحلام ؟
- نعم .. عندما نصحو تتساقط أحلامنا
- تتساقط كالمطر أم كالصخور ؟
- أحيانا كالمطر , وأحيانا كالصخور
- ماما ... هذا الحلم سقط كالمطر
- وما أدراك يا حبيبتي ؟!
- لأن الحشائش نمت في المكان الذي سقط به الحلم .. تعالي وانظري
شارفت عليها من أعلى الصخرة , رأت الحشائش تغطي قدميها الصغيرين , وهي تقفُ في وسطها كوردة تفتحت للربيع