عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 04-09-2012, 04:32 AM
الصورة الرمزية عوض البقيلي
عوض البقيلي غير متواجد حالياً
نائب المدير العام للمنتديات
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: جـــدهـ _ الرياض
المشاركات: 8,104
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى عوض البقيلي
افتراضي رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...

عالم آخر هنا

خلف القضبان

يسكنه علماء

لهم من الخبرات زالتجارب الكثير

ولو بقيت أكتب وأكتب عنها فلن

أصل الى نهاينها

.
.

حكاية اليوم لشاب صغير

لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره

يحفظ القرآن الكريم

ويدرس في حلقة من حلق التحفيظ في المسجد

يسكن مع أهله

.
.

كان يصلي بنا في الزنزانة

وله صوت شجي

ووجه مشرق .. وابتسامة آسرة

اسمه فيصل

وقد كنت أستغرب حين أسمع أنه يحفظ القرآن

كيف يأتي الى هنا

لابد من أن وراءه حكاية

وقررت اقتحام عزلته حيث يجلس بالساعات

يراجع القرآن ..

.
.

اقتربت منه .. وسلمت عليه

وكعادته .. ابتسم ورد السلام بهدوء عجيب

وكنت أريد أن يدور الحديث

حتى يأتي دكر أسباب الدخول

الى السجن

وبقيت أياما أدور حوله

حتى كنا دات مساء

نتحدث وكنت ألوي مسار الحديث

لأحكي له حكايتي

حتى أتشجع وأقول له

ماهي حكايتك

.
.

وفعلا

جلس يحكي لي

.
.

أنا ياصاحبي ( وهي كلمته دائما )

كنت طالب في مدرسة تحفيظ القرآن

وتخرجت من الثانوية بامتياز

ولم أقدر ألتحق بالجامعة أو الكلية

لأن أبي كبير في السن

ومريض .. وجلست أنا مع أهلي

أدور على شغل قريب

وبعد بحث متعب .. لقيت شغل في المسجد

مؤدن .. ومعلم تحفيظ

وكنت أؤدن للصلوات الخمس

مند 3 سنوات تقريبا بعد تخرجي من الثانوية

وبعد العصر الى المغرب

أجلس في حلقة التحفيظ مع أطفال ابتدائي

ويوم ورا يوم

أصبحت ولله الحمد معروف في الحي

وأصبح الأطفال يحبونني كثيرا

ويحافظون على الصلاة معنا في المسجد

وفي يوم الأربعاء كنا نسوي

مراجعة للتحفيظ بسرعة .. ونخرج

نلعب كورة مع الأطفال عشان

نحببهم في أنشطة المسجد

.
.

ومرت الأيام

وكان فيه واحد من الآباء

اللي ساكنين جنب المسجد

يتخاصم معي دائما .. ويقول شيلوا مكرفونات

المسجد لأنها تزجنا وتصحينا من النوم

.
.

وطبعا أنا لاحول لي في الأمر

لأن الأوقاف هم المسئولين عن المسجد

لكن الرجل يخاصمني لأن صوتي في المكرفون

مزعج حتى أنه كان يقول صوتك صوت حمار ( أجلكم الله )

ولم يعد يأتي للمسجد للصلاة

أما أولاده اثنين فيأتون للمسجد

ومحافظين على الصلاة معنا

لأن أمهم وهي تعرف أمي

حريصة على أن يتعلموا القرآن ويتعلقون بالصلاة

.
.

وفي يوم جاء الأولاد يوم الجمعة الساعة 9 الصباح

وأنا كنت أنظف المسجد وأجهز المكرفونات

وأرتب المصاحف

وبعدين طلعت للدور الثاني اللي فيه العود والمبخرة

عشان أبخر المسجد .. وطلع واحد من الأولاد خلفي

.
.

ولم أهتم للأمر .. لأنه طبيعي

وبقيت أنا وأنفخ في الجمر وأجهز العودة

والولد جالس يطالع فيني

.
.

وفجأة سمعت صوت الرجال أبو الأولاد

وهو طالع ينادي باسم ولده

وخرجت أنا والولد

.
.

وكانت المصيبة والله المستعان

صرخ الرجل في وجهي وأمسك بثوبي من الرقبة

وقال وش تسوي بالولد ياللي ماتخاف الله

وبدأ في الضرب والركل

وأنا تجدمدت مكاني

ما أعرف وش اللي صاير

.
.

سحبني الرجال وما أعطاني فرصة

وكان يصيح في ولده أخرج ياحيوان أنت

.
.

وكان في ه>ا الوقت جاء مجموعة

من كبار السن وجماعة المسجد

اللي يبكرون لصلاة الجمعة

وحسيت حلقي نشف .. ولساني أنخرس

والدنيا صارت سوداء في عيني

والناس يطالعون فينا

والرجال يقول لهم شوفوا قليل الدين

الحيوان هدا لقيته فوق ماخد الولد

ويبي سفعل به الفاحشة

والناس يطالعون

وأنا كنت ميت خوف

.
.

وطبعا طلع الجوال وقال للناس خلوكم شهود

وأتصل بالشرطة

وجت الشرطة وقال لهم هدا لقيت مختلي بولدي

في الدور الثاني من المسجد

وهدولا الناس شهود

.
.

وطبعا الشرطة ما أنتظرت وسحبتني يوم الجمعة

ودخلوني الزنزانة بعد ماسحبوا جوالي

وقالوا خليك الين بكرة عشان يجي الضابط يحقق في الموضوع

.
.

وبقيت في الزنزانة ساعات كأنها سنين

ما بكيت ولا طلعت مني دمعة واحدة

لكن قلبي يتقطع حسرة

على أبوي وأمي وش بيصير

ادا سمعوا هدا الكلام

أعرف اني مظلوم

وايماني بالله أكبر وأعظم

ولست خائفا على نفسي فان الله معي

لكن أمي .. أبوي .. أخواتي البنات

.
.

وزفر فيصل زفرة حرقة خفيفة .. تغطيها ابتسامته المشرقة

والتفت الي وقال

أنا ياصاحبي .. طول عمري ماعرفت الدرب الملفوف

طول عمري أحب الصراحة .. والصدق

وكل الناس من جماعتنا وأقاربنا يعرفون

من هو فيصل الـ ..

لكن يوم التحقيق والمحاكمة

وطلب الشهود ماشفت منهم أحد

وجاتني أخبار أنهم صاروا يقولون

( صحيح ان فيصل يحفظ القرآن .. لكن الشيطان طلع أقوى منه )

.
.

وجاب الرجال أبو الولد

شهود بالاختلاء بالولد

وأعترف الولد أننا كنا لوحدنا

وكشفوا على الولد ولقيوه سليم

ولم يتعرض لأي اعتداء

ولكنهم دكروا في التقرير

اعتداء خارجي

.
.

وجيت الى هنا ياصاحبي

على قدر الله وعلمه

وحكمة هو يعلمها

.
.

أبوي مات من الصدمة

وأمي زارتني

ووقفت خلف القضبان تنظر لي

والدموع مغرقة عيونها

وبقينا نطالع في بعضنا

ساعة .. ماقالت شي

غير حسبي الله

ونعم الوكيل على من ظلموك ياولدي

.
.

تعرف ياسعيد من اللي دافع عني بقوة

أقولك وما حتصدق

أم الأولاد

جت للمحكمة مع أمي ودخلت

على القاضي المسئول عن القضية

وقالت أنا أم الأولاد .. وأنا اللي سجلتهم

في التحفيظ لأني أعرف أم فيصل

وأعرف سمعة فيصل

أما زوجي فهو

انسان ظالم

ومشاكله كثير علينا

حتى انه مايصلي في المسجد

.
.

وقال لهم القاضي

قدموا طلب استئناف لأن الحكم صدر

وقدموا حكم استئناف

وهدا أنا أنتظر

.
.

كان هدا فيصل

الشاب الدي تقرأ في وجهه

علامات الصدق والبساطة

والابتسامة التي

تجبرك على

أن تقول

ماشاءالله

.
.

كان فيصل يحكي لي الحكاية وبروح معنوية عالية

ووجه مشرق

كان مختلفا عن البقية الدين

تتلوى وجوههم وهم يحكون لي المشكلة

وما حدث .. وشعور الحزن والندم

أما فيصل

فكان

حالة

مختلفة
__________________
...............
رد مع اقتباس