عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-27-2010, 01:34 PM
السلمي الجزائري غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 527
افتراضي رد: الضرورات الشعرية للشيخ عبد الرحمن عوف كوني

بسم الله الرحمن الرحيم


الضرورات 2


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-
فهذا هو أحد المجالس المباركة مع شيخنا المفضال أبي محمد عبد الرحمن بن عوف الكوني حفظه الله تعالى وذلك في مساء يوم الخميس الموافق لـ24/1430 هـ
وهو أحد المجالس المتعلقة بالضرورات الشعرية وما يكون في هذا الباب , ومن ذلك شيخنا بارك الله فيكم :
1- سؤال هو : ما حكم قصر الممدود ومدِّ المقصور في مفردات اللغة العربية ؟ وأي ذلك يدخل في باب الضرورات ؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله : مد المقصور وقصر الممدود إنما يقعان في كلام العرب الشعري ضرورةً , أما في النثر فهذا ليس معروفاً , إلا أني وجدت كلاماً لبعض الفضلاء المتأخرين الجامعين لعلوم كثيرة وهو الشيخ الأستاذ الإمام محمد الطاهر بن عاشور شيخ جامع الزيتونة في وقته بتونس , ألف كتاباً اسمه ( موجز البلاغة ) وافتتح الكتاب بمقدمة ظاهر هذه المقدمة أنه قصَر الممدودَ في النثر ، وسبق أن قلت آنفاً : بأن هذين مد المقصور وقصر الممدود إنما يكونان في الشعر ضرورةً هذا المعروف
قال السائل : هل تقع الضرورة فيهما معاً ؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله : أي نعم يؤتى بهما في الشعر ضرورةً وهذا هو المعروف .
قال السائل : يعني هل لك أن تقول في ليلى ( ليلاء ) ضرورةً ؟ .
قال الشيخ الكوني حفظه الله : هذا نعم يجوز مد المقصور في ضرورة الشعر , ولكن بشروط عند الفَّراء, وأما عند الجمهور فهم لا يرون مد المقصور ضرورةً .
قال السائل : فهل قصر الممدود سائغ ؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله : نعم قصر الممدود سائغ وأشار إلى ذلك ابن مالك رحمه الله في خلاصتة المباركة فقال :

وقصْر ذي المد اضطراراً مجْمع * * * عليه والعكس بخُلْفٍ يقعُ .

يعني أن قصر الممدود مجمعٌ عليه ومد المقصور فيه خلاف .
وقدا أشار إلى هذا العلامة عبد الودود الألفغي الشنقيطي من شيوخ شيوخنا في تلك البلاد ، يقول في تفصيل الفراء هذا وقد نظمه من الأشموني يقول :

ومد مقصور خلافه اشتهـرْ * * * وفصَّل الفراء تفصيلاً بهر


فجوَّزَ المدَّ لمـا لم يذهبِ * * * بالمد عن نهج لسان العربي


فمِرمىً آلةً يجيز مـدَّه * * * وفي اللِّحى اللِّحاءُُ جاز عنده


إذ شابهـا المفتاح والرِّماحا * * * بهذه فالاحتجـاج لاحـا


ولم يُجز مدَّاً لما كالمـرمى * * * مفتوحةً ولا اللًُّحى إن ضُمَّا


لفقْد ذا الوزن ولم يحفل بما * * * قال سواه من فحول العُلَما

فالفراء قد ذهب إلى هذا التفصيل فقال : إذا مددنا المقصور ولم يخرج بمده عن وزن من أوزان اللغة العربية فلا مانع , لكن إذا مددنا المقصور وخرج بهذا المد عن الأوزان العربية فلا يجوز .
قال السائل :هل المراد بالأوزان هنا غير الأوزان الشعرية ؟ .
قال الشيخ الكوني حفظه الله : نعم غير الأوزان الشعرية بل هي أوزان الكلمات العربية.
قال السائل : بارك الله فيكم .

2- سؤال آخر :-
يقول الشاعر :

يا أقرَعُ بنَ حابس يا أقرعُ * * * إنك إنْ يُصرعْ أخوك تُصرعُ

السؤال : حقه أن يقول : "تصرع" بسكون العين أي في الثانية جواباً للشرط فهل تحريكه إلى الضم من باب الضرورة الشعرية ثم لماذا لم يحرَّك إلى الكسر ؟ لماذا لم يقل "تصرعِ" ؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
أولاً : هذا ورد أنه قد يرفع جواب الشرط وحقه الجزم ضرورةً , ولذلك وقع في الشعر هذا .
وثانياً: لماذا لم يقل يصرع بالكسر ؟ لأن ضم الفعل هو المعروف فـ"يصرع" ليس باسم إذن فوقوع الكسر فيه في هذه الحالة ليس بجيد , إلا إذا كان مجزوماً فكسِر للقافية لعلك تريد هذا .
فهذا قد يكون , لكن يقدَّم عليه الضم سماعاً أولى من الكسر , وكان الأصل أن يكون ساكناً , وما كان ساكناً ففي القوافي يحرَّك إلى الكسر.
قال السائل : هل يمكن أن تكون ضرورة أخرى باعتبار أن القافية مرفوعةٌ فلهذا احتاج أن يرفع؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله : لا , هذا لا يعتبر ضرورة ثانية , لان الفعل معروف أنه جواب الشرط , فما فيه إلا الجزم , أما مراعاة كون القوافي مرفوعة فهذا لا يجعله يرفعه لأنه سيخالف الإعراب لو رفعه, لكنه ورد سماعاً هكذا أنه بالرفع .
ورفع جواب الشرط المضارع بعد فعل الشرط المضارع المجزوم ضعيف كما قال ابن مالك : ورفعه بعد مضارع وَهَنْ ،
وأما إذا كان فعل الشرط ماضياً وجوابه مضارعاً فرفعه قوي كما في قول الشاعر :

وإن أتاه خليل يوم مسغبة * * * يقولُ لا غائب مالي ولا حرم

فرفع جواب الشرط المضارع يقول بعد فعل الشرط الماضي .
قال السائل : أقصد أن كلمة تصرع الأصل فيها إذا كانت مجزومة أن تكون ساكنة .
فإن كسِرت فماذا تسمى ؟ هل هي من قبيل ضرورة القافية ؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله : نعم من ضرورة القافية لان مثل هذا وارد في القوافي عند أهل الحجاز فيكسرون مثل هذا , إذا كان آخر الحرف من الروي ساكناً يكسرونه .
قال السائل : هل هذا في النثر؟ .
قال الشيخ الكوني حفظه الله : لا ,هذا في الشعر خاصة ليس في النثر .

3- سؤال آخر :-
يقول الشاعر :

كي تجنحون إلى سِلم وما ثئرتْ * * * قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم

قال ابن هشام في المغني : يقال في كيف "كي" كما يقال في سوف "سو"
قلت : فهل استعمال "كي" بمعنى : "كيف" من سماعات العرب ؟ أم أن ذلك من باب الضرورة وهل تذكرون شاهداً لسو بمعنى سوف؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله : هذا ليس من الضرورة هذه لغة , وابن هشام ذكر هذا , وأشار إليه بعض العلماء ومنهم شيخ مشايخنا رحمه الله المختار بن بونا الجكني الشنقيطي في كتابه الصغير في فن النحو ( إرشاد الصغار وشذور النضار ) وقبله أشار إليه ابن هشام وقبل ابن هشام أشار إليه غير هؤلاء , وأن "سو" و"كي" لغتان في سوف وكيف ، كي تجنحون ولذلك رفعت تجنحون .
قال السائل : لو كانت ناصبة لحذفتْ النون.
قال الشيخ الكوني حفظه الله : لو كانت ناصبة لحذفت النون فدل ذلك على أن كي هوكيف فحذفت الفاء , هذه لغة وليست ضرورة .
قال السائل : جزاك الله خيراً .

4- سؤال آخر :
يقول الشاعر :

إذا العجوز غضبت فطلق * * * لا ترضَّاها ولا تملق

ولا تَملق ولا تُملق .
قال الشيخ الكوني حفظه الله : ولا تُملق أو لا تَملق .
قال السائل : فكان حقه أن يقول ولا ترضَّها بحذف الألف فهل إثباتها يعتبر ضرورةً .
قال الشيخ الكوني حفظه الله : نعم هنا ضرورةً ,هذه من الضرورات الواضحة , الضرورات الشعرية كما تقدم لك أنها على درجات , ومثل هذه الضرورة واضحة جداً , وهذا من شواهد النحاة يأتون بهذا الشاهد على أنه ضرورة ويقولون بأن إبقاء الألف في "ولا ترضَّاها" ضرورة والأصل "ولا ترضَّها" .
قال السائل : وقوله : تملق أصله السكون مجزوم ومع هذا كُسر .
قال الشيخ الكوني حفظه الله : نعم كسِر هذا: لأنه إذا كان الفعل ساكن الآخر في الروي فإنهم يكسرونه وقد سبق بيان ذلك ضرورةً .

5-سؤال آخر :
يقول الشاعر :

احفظ وديعتك التي استودعتها * * * يوم الاعازب إن وصلتَ وإن لم

والمعروف في لمَّا تقول : وصلت إلى بغداد ولما , أي ولما أدخلها ولا يجوز في لم فهل يعتبرقول الشاعر هنا من باب الضرورة ؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله : نعم من باب الضرورة لأنه حذف الفعل المجزوم بلم , وهذا لا يحصل في "لم" , إنما يحصل في حذف الفعل المجزوم بـ "لما " إذا كانت لفظة لما جازمة فيجوز لك أن تحذف مجزومه فتقول : قاربنا البلد ولما , أي جئنا من مكة إلى المدينة وعند إقترابكم من مشارف المدينة تقول : قاربنا البلد , أي ولما ندخل , أما في لم فلا يجوز إلا ضرورة وللضرورةٍ أحكامها , ومثل هذا يحفظ ولا يقاس عليه ، وأما في لما فتقيس عليه في النثر وفي الشعر فتحذف المجزوم .
قال السائل : وهل كسر الميم في لم من باب الضرورة ؟.
قال الشيخ الكوني حفظه الله : نعم هو من باب الضرورة على ما تقدم من أن حرف الروي في القافية إذا كان ساكناً فيحرك بالكسرة ضرورة .


{{منقول}}
__________________
أتى ‏نافع بن الأزرق ‏‏وأصحابه عمران بن حصين - رضي الله عنه - فقالوا : هلكت يا ‏ ‏عمران ،‏‏ قال : ما هلكت ، قالوا : بلى ، قال : ما الذي أهلكني ، قالوا : قال الله ... وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ‏ ، قال : قد قاتلناهم حتى نفيناهم فكان الدين كله لله وانتم تريدون ان تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله عز وجل.
رواه ابن ماجة وحسنه العلامة الالباني
رد مع اقتباس