السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كم اشتقنا لأطروحاتك الماتعة
ونقاشاتك الرائعة
فدمت مباركاً مسدداً ..
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على الحبيب المصطفى
كثرت في الآونة الأخيرة الأخبار التي تحمل بين مضمونها جريمة والجرائم متعددة
إلا اننا وللأسف الشديد بتنا نسمع عنها جميعا ولم يعد مستغرب علينا جريمة بعينها
فكثرت جرائم الإعتداء على النفس من قتل ، وإغتصاب ( بنوعيه) ، وسرقة ، وإنتحار
ولعل الملفت للنظر هو كثرة جرائم القتل والتي تعتمد على السلاح الأبيض او سلاح آلي
والناتجة إما لخلافات شخصية أو خلافات عائلية أو مشاجرة ومضاربة فردية أو جماعية
وهناك دوافع من أرتكاب الجريمة:
1ـ حب الإنتقام
2ـ حب السيطرة
3ـ حب المغامرة
4ـ الحاجة (قد تكون للمخدرـ للمال ـ للجنس)
5ـ الهروب من الواقع وقد يكون( من المشاكل المادية ـ من العيب ـ من الندم.........إلخ)
من أشد الجرائم هي جريمة القتل ولها أنواع من الناحية القانونية وهي كلاتي:
1ـ قتل العمد/ وهو بالغالب يكون له دافع
2ـ ~ شبه العمد/ كمن يستخدم بندقية صيد وقصد حيوان وأصاب إنسان
3ـ ~ الخطأ/ كحوادث المركبات(الدهس)
لذا كل ما أريده منـكـم
/
\
نقاشك لا تستوعبه صفحة واحدة
ولا منتدىً بكامله
فكم وكم من خُطب وندوات بل ولا أبالغ ومؤتمراتٍ !
قامت لتناقش هذه الظاهرة التي عمّ بها البلاء في أرجاء مجتماعتنا
الخليجية والعربية والإسلامية
وإذا كان مجتمعنا وهو القائم على أسس الشريعة
وقواعد التوحيد يعاني من هذه الظاهرة
فما بالك بغيره
حيث الإنحلال والتفكك والإباحية !
نسأل الله أن يستأصل هذه الظاهرة من جذور مجتمعنا خاصة
ومن كل مجتمعات المسلمين عامة
هل ترى أن معدل الجريمة بانواعها منتشرة لدينا ؟
لابد من قنطرة عبور
بين هذا التساؤل وبين الإجابة عليه
ففي تساؤلك لفظ ( منتشرة)
أي أنها كالنار في الهشيم تأكل ما حولها
لماذا لا نستعرض قبلها
ما هي المحدثات الدخيلة على مجتمعنا
والتي انتشرت في أوساط فتيانه وفتياته ؟
وانظر هنا إلى لفظ (انتشرت)
فهي تواكب انتشار لفظ معدّل الجرائم !
تجد أن العقود الأخيرة أنتجت لنا من العناصر الدخيلة
والعادات المستوردة والاجهزة والأفكار الواغلة
ما ساهم في حيوية معدل الجرائم
بإمكانك تصوير أن معدل الجرئمة
حيوان متوحش
يعيش على ما تلقي إليه قمامة الأفكار
وزبالات الأذهان !
استعرضوا معي
قبل عقود
كانت الشكوى من الأشرطة الإباحية
والقنوات الماجنة
ثم امتدت عروق الشبكة العنكبوتية إلى كل منزل
لتأتي ظاهرة المواقع الخبيثة والروابط الحيوانية
وتطورت الشكوى من ظاهرة الجوال إلى ظاهرة البلتوث
والتصوير عبر تقنية الهاتف
وهكذا تنمو الشكوى مع نمو التقنيات
ليظهر لنا وحش الجريمة وفمه يقطر دماً
ويداه تسيلان بأشلاء الأسر التي انتهش أواصرها
وفرّق بين أوصالها !
إذن معدل الجريمة في انتشار
مع الاستخدام السيء للوسائل التقنية المنتشرة
ببساطة هذه هي معادلة الإجابة على تساؤلك الأول :
وسائل تقنية منتشرة + استخدام سيء لها = انتشار الجريمة
هل ترى ان البيئة ومتابعة الأسرة خلف هذه الجرائم ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
هل كل المجرمين ولدوا على أرصفة الطرق !
كلا وكلا
عندما يهمل الأب وظيفته
وتغمض الأم عينها عن ما يدور في مملكتها
فهنا سيكون الأبناء عرضةً للنهش
وهدفاً للإفتراس
ونحن في زمن لامحيص فيه من الإحتكاك بالعالم الخارجي
بكل مستوياته و تدرجاته الأخلاقية والإجتماعية
الأب والأم
هما من يقيّمان عود من يعولان
بالتغذية والتربية
بل إن في حسن التربية غنىً عن حسن التغذية
هل ترى ان وجود اليد العاملة الأجنبية بمختلف ثقافاتها أثرت في إنتشار الجريمة ؟
بلا شك
فهم متزامنون مع انتشار النهضة المعيشية في أي مجتمع
فالعامل والسائق والخادم
وزوجاتهم في المسمى الوظيفي
بشر لهم غرائز ومطامع وأهداف
منهم الصالحون ومنهم دون ذلك
وكثير منهم فاسقون
نعم
لا يمكن الإستغناء عنهم
وهب أننا استغنينا عنهم بأناس منا
فإن من سيحل محلهم
سيكون نسخة أخرى منهم !
لكن بإمكاننا أن نفرض عليهم عاداتنا
وأن نلبسهم آدابنا
والأمر أولاً وأخيراً
- بعد تنظيم أولياء الأمر-
إلى رب الأسرة
ورب العمل
فهما المرفأ الذي ترسو عليه بواخر تلك العمالة قادمةً من الخارج
هل ترى ان وسائل الإعلام ساعدت في تبسيط وتسهيل الجريمة فأنتشرت ؟
بملء فمي أقول
و بكل ألفاظ الإثبات والتأكيد
إي و نعم وبلى وأجل ولاشك !
فهما وقود تلك الجرائم
ومصدر إلهام مشعّ لمن تلبسوا فيها
واسألوا من نسأل الله أن يعافينا مما ابتلاهم به !
هل أنت مع او ضد التشهير بالمجرم ونشر اخبار الجرائم في الصحف المحلية والمجلات ؟
بل ضده بكل قوة
فكما أن المسلسلات تعد مصدر إلهام لكثير من الجرائم
فكذلك انتشار قصص المجرمين !
حسبنا أن تقص علينا الجريمة والعقوبة
أما تفاصيل الجريمة
وصعد وهبط وتسلق وقام و وو !
فهذا مما يغرس بذور العزم الخفيّ
- والشيطان يقظ بيننا -
والنفوس لولا عصمة الله لها
يغلبها الضعف
وتستهويها الإثارة
مـعـدل الجـريـمـه في تـزايـد فـمـا الحـل..؟
العودة القوية إلى شريعتنا الغراء
ومعاضدة جهود رجال الهيئة الأفذاذ
وانتشار اللجان الإجتماعية والتي تدرس أسباب انتشار هذه الظاهرة
مع الأخذ بالعمل في وسائل العلاج
ويا حبذا لو قامت الاجهزة الامنية
بالقضاء على بذور الجريمة
من خلال متابعة من يسلك الطرق المشبوهة
قبل أن يقع ما لايحمد عقباه فيما بعد
والله المستعان وعليه التكلان
/
\
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجنبنا الجريمة بمختلف انواعها والمجرمين وأن يمن
علينا بالستر والعفوا والعافية إنه ولي ذلك والقادر عليه
/
تحياتي
::
فيصل سعود
آآمييين
تحياتي الحارة لطرحك وقلمك
دمت مسدداً مباركاً
مشكور السعي