الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
أما بعد
فمن يقرأ في كتب الأدب والتراث والأنساب يقف عند عبارة تتردد كثيراً حتى في الشعر ألا
وهي مضر الحمراء
فما معناها ؟
مضر هو ابن نزار بن معد بن عدنان جد قديم
واسمه مأخوذ من اللبن الماضر أي الحامض الذي يحذي اللسان
وقيل أنه كان مولعاً بشربه فسمّي مُضر
وقيل لأنه كان يمضر القلوب بجماله وحلاوة منطقه
واشتق من هذا الإسم اسم تماضر كذلك
وعند بعض لهجات القبائل يطلقون على الإقط مسمى "امضيره"
وإن كانت عند العرب قديماً تطلق على اللحم المطبوخ باللبن
وكان لمضر من البنين الياس والناس
وأمهما
أسمى بنت سود بن أسلم القضاعية
وهي عمة جهينة ونهد وعذرة وضنة أبناء زيد بن سود
فأما الياس فأطلق على أبنائه لقب خندف
وخندف هي زوجة الياس بن مضر
واسمها ليلى بنت عمران القضاعية
وسميت خندف من الخندفة وهو المشي بسرعة
قال نصر بن سيار الكناني
أنا ابن خندف تنميني قبائلها .. للصالحات وعمّي قيس عيلانا
وأما الناس فلقب بعيلان فيقال له عيلان الناس
وهو والد قيس ولقب بعيلان لاسم فرس له أو عبد اشتهر به
ومن نسل قيس بن عيلان قبائل قيس عيلان
والتي هي أشهر من ضوء الشمس
أما سبب تلقيب قبائل مضر بالحمراء
فالحمراء صفة للذهب وكان نزار والد مضر قد أبقى لأبنائه تركة من ماله
فكان نصيب مضر الذهب فسمي به
وكان نصيب ربيعة فرساً
فسمي بربيعة الفرس
وكان نصيب إياد الماشية
وقيل بل هي صفة قبة من جلد كانت حمراء اللون
والقول الأول أشهر
وقد روى أبو جعفر بن حبيب في تاريخه المحبر من حديث إبن عباس قال
: كان عدنان ومعد وربيعة ومضر وخزيمة وأسد على ملة إبراهيم ، فلا تذكروهم إلاّ بخير ،
وروى الزبير بن بكار من وجه آخر مرفوعاً :
لا تسبوا مضر ولا ربيعة فإنهما كانا مسلمين ،
وله شاهد عند إبن حبيب من مرسل سعيد بن المسيب.
أورد هذا الإمام ابن حجر رحمه الله في كتابه الجليل فتح الباري
أرجو أن تكونوا قد انتفعتم بهذه المعلومة
والتي جمعتها لكم من مراجع شتى
أهمها
لسان العرب
وفتح الباري في شرح صحيح البخاري
و نسب عدنان وقحطان للإمام المبرد رحمه الله
وجمهرة أنساب العرب لابن حزم رحمه الله
ودمتم مسددين