للكتاب والقراءة في حياة أمتنا شأن عظيم يكفي أن أول ما نزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق) فالقراءة هي من أعمدة بناء الشعوب قد يقول قائل أن هذه من المثالية التي يتغنى بها الكثير ممن لم يدرك أسباب الرقي لدى الشعوب!!!!
ولكن لماذا يبادر كل من ينتصر على المسلمين بهدم التراث من ناحية حسية وذلك بحرق المصادر الثقافية وإتلافها كما فعل التتار أو بأخذ هذا الإرث الكبير والاحتفاظ به وتدريسه في مؤسساتهم التعليمية كما فعل الرومان فكثير من المخطوطات الإسلامية حبيسة المتاحف الأوروبية.
أو من ناحية معنوية فكرية فالاستعمار الذي في هو في حقيقته دمار وهدم واحتلال من الخطوات الموصلة لمسخ الثقافة من خلال الاستيلاء على مجالات التعليم والإعلام ....الخ ولا أحب أن أتحدث كثيراً عن هذه الحيثية وأحيل إلى مليء كتاب واقعنا المعاصر لمحمد قطب.
الذي أريد أن أبرهن له هو ما بدأت به مقالتي.
بالرجوع إلى ما وصل إلينا من تركةِ أسلافنا نجد أنفسنا في وضع مخجل للغاية لأننا نجد أصبحنا في طبقة متأخرة علمياً صحيح أننا لابد أن نستفيد من تجارب الغرب الناجحة و الحذر من ما لديهم من سوء ولكن وللأسف طبقنا عكس هذه النظرية تأمل جيداً في التخبط الحاصل في الابتعاث للخارج شباب لم يصلوا بل بعيدون عن مرحلة النضج الفكري والعقلي أغلب المبتعثين هم ممن لم يجدوا لهم فرص تعليمية أو وظيفية لضعف تحصيلهم العلمي والمصيبة عندما ُتبتعث فتاة لخارج البلاد ونعلم الوضع الأخلاقي السافل والمنحل في أغلب البلدان المدونة في قائمة الابتعاث.
لاشك أن الحدث أبلغ من الحديث عن هذه المصيبة .
أعود لأقول أننا لابد أن نعود للكتاب وللكتاب الأصيل والبعد عن المزاحم الدخيل أسلافنا لم يتركوا لنا شيء إلا وصنفوا فيه في شتى العلوم النظرية والتطبيقية. أخاطبك أيها القارئ الكريم وأهدي إليك خطوات عملية لتعيد صداقتك بتراثك.
1- وجود المكتبة المنزلية أمر مهم للغاية .
2- استقطاع وقت للكتاب لايشاركه فيه غيره حتى جهاز الجوال.
3- اختيار وقت مناسب للقراءة فلا تجعل وقت القراءة في فترة راحتك الجسدية بل اجعله وأنت في قمة حضورك الذهني والجسدي.
4- قبل اقتناء أي كتاب استشر أهل الدراية .
5- التزام المنهجية العلمية في القراءة فلكل حالٍ لبوس ولكل مقام مقال وبالمثال يتجلى المقال تريد أن تقرأ كتاب في السيرة النبوية هناك كتب مختصرة وأخرى متوسطة وأخرى مطولة لاتقفز للمطول قبل المختصر فيطول بك طريق التحصيل ولربما ُتعرض عن القراءة لأنك لم تسلك الجادة الموصلة لما تريد.
6- ستمر بك معلومات كثيرة جداً أثناء قراءتك لكي تضبط هذه المعلومات وتتمكن من الوصول إليها بسهولة وتستفيد منها للرقي بفكرك وخطابك انتظرونا في مقال قادم.
أتمنى في هذه العجالة أن أكون قد أتممت العقد المبارك بيننا وبين الكتاب فأحسب أنه قد حصل التراضي وتم الشرط وانتفى المانع فلابد بعد ذلك من حسن المعاشرة.
\7
\7
\7
\7
\7
\7
\7