عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-22-2012, 02:26 AM
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: اليمن
المشاركات: 500
افتراضي القرآن والبلاغة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجعين أما بعد :
سيتم بعون الله نشر فوائد من كتابي: (من لطائف القران الكريم) الذي ألفته ونشرته منذ عشر سنوات وسيتم نشر هذه الفوائد على هذه الصفحة بمشيئة الله تعالى
السؤال: 1ما فائدة تقديم الرحمن على الرحيم في البسملة والفاتحة ؟
الجواب:
لما كانت رحمته في الدنيا عامة للمؤمنين والكافرين قدم الرحمن وفي الآخرة دائمة لأهل الجنة لا تنقطع قيل .. الرحيم ثانياً .
ولذلك يقال رحمان الدنيا ورحيم الآخرة . الرحمن: هو المنعم بجلائل النعم ، والرحيم: هو المنعم بدقائقها. والرحمن: ذو الرحمة الشاملة التي عمت المؤمن والكافر ، والرحيم: خاص بالمؤمنين ( وكان بالمؤمنين رحيما)
السؤال: 2
يقول الله تعالى: (مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين) ، لماذا انتقل الخطاب من الغيبة إلى الحضور؟ وماذا يسمى هذا الأسلوب في العربية؟
الجواب:
الانتقال من الغيبة إلى الحضور أو من الحضور إلى الغيبة هو أسلوب من أساليب البلاغة العربية ويسمى: (الالتفات).
فإذا كان الالتفات من الغيبة إلى الحضور، فهو عروج إلى الله عز وجل، كما في الآية (مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين).
وإذا كان الالتفات من الحضور إلى الغيبة فهو(غالبًا) بعدٌ عن الله عز وجل، وانحدار إلى العذاب والآلام ، كقول الله عز وجل: (حتى إذا كنتم في الفلك، وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها ، جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان.....)([1])، فقوله: (كنتم في الفلك) خطاب للحاضر ، وقوله: (جرين بهم) خطاب للغائب فتأمل.

([1]) سورة يونس/22








السؤال3 :
لماذا ورد لفظ ( أنعمت ) في فاتحة الكتاب بصيغة الفعل ؟ وورد لفظ ( المغضوب ) بصيغة اسم المفعول ؟ ولفظ ( الضالين ) بصيغة اسم الفاعل ؟ ولماذا لم يقل : أنعمت وغضبت وأضللت ؟ .
الجواب :
1 - هذا الأسلوب هو غاية الأدب مع الله عز وجل ، بأن ينسب النعمة إليه ، وينفي عنه ما سواه . وهو أسلوب قرآني رصين . وقد ورد في سورة الكهف على لسان العبد الصالح : ( فأردت أن أعيبها ) ( ) عن السفينة ، فنسب العيب إلى نفسه . وقال عن الغلام : ( فأردنا ) ، ثم نسب الخير إلى الله عز وجل في قوله : ( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ) ( ) في بناء الجدار .
وقد ورد هذا الأسلوب في قصة إبراهيم عليه السلام : ( الذي خلقني فهو يهدين ) ( ) فنسب الهداية إلى الله عز وجل ، ثم نسب المرض إلى نفسه فقال : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) ( ) وكذلك فإن قوله تعالى : ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ( ) قد نسب النعمة إلى الله تعالى .
2 - هذا الاسلوب فيه التفات من الحضور ( أنعمت ) إلى الغيبة ( المغضوب ، الضالين ) ، فهو دليل على بعد اليهود والنصارى عن الله عز وجل ، وانحدارهم في الضلال البعيد .
3 - الاسم يدل على الثبوت ، والفعل يدل على التجدد ، وكلمة ( أنعمت ) فعل يدل على تجدد النعمة على هذه الأمة . وكلمة ( المغضوب ) و ( الضالين ) اسمان ، يدلان على ثبوت الغضب على اليهود ، وثبوت الضلال على النصارى .





السؤال : 4

يقول الله تعالى : ( يجعلون أصابعهم في آذانهم ) (1) ، فكيف تسع الآذان الأصابع ؟ .

الجواب :
عبّر بالأصابع عن أناملها ، والمراد بعضها ، لأنهم إنما جعلوا بعضها في آذانهم ، وهو من باب إطلاق الكل وإرادة الجزء ، وهذا أسلوب من أساليب البلاغة العربية ، ويتم من شدة الهلع والخوف ، ولا يجدي عنهم هلعهم ، لأن الله محيط بالكافرين (( 2)) .





السؤال 5:
يقول الله تعالى على لسان بني إسرائيل : ( لن نصبر على طعام واحد ) ( ) والمن والسلوى طعامان ! .
الجواب :
من وجهين :
الأول : أنهم كانوا يخلطون المن والسلوى ويأكلونهما طعاماً واحداً ( ) .
الثاني : المراد نفي البدل ، ودوامُ ذلك واستمراره على حالة واحدة ( ) .









السؤال 6 :
يقول الله تعالى : ( لن نصبر على طعام واحد ) ( ) والمن والسلوى طعامان اثنان وليس واحداً ! .
الجواب :
من وجهين :
الأول : أنهم كانوا يخلطون المن والسلوى ويأكلونهما طعاماً واحداً (1) .
الثاني : المراد نفي البدل ، ودوامُ ذلك واستمراره على حالة واحدة () .

السؤال : 7
يقول الله تعالى : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) (2) ، والكتابة لا تكون إلا باليد ! .
الجواب :
المراد مباشرتهم ذلك التحريف بأنفسهم ، وجاء لفظ : ( بأيديهم ) توكيداً على إصرارهم على التحريف والتزييف () .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة/61
(2) سورة البقرة / 79








السؤال : 8
يقول الله تعالى : ( وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) .
ما هو مفهوم ( الكلمات ) في القرآن الكريم ؟ .
الجواب :
لمفهوم ( الكلمات ) في القرآن الكريم وجوه متعددة من أهمها :
1- الكلمات العشر اللواتي ابتلى الله تعالى بهنّ إبراهيم عليه السلام ، وهن خمس في الرأس ، وخمس في الجسد . فأما اللواتي في الرأس : فالفرق ، والمضمضة ، والإستنشاق ، وقص الشارب ، والسواك . واللواتي في الجسد : تقليم الأظافر ، وحلق العانة ، ونتف الإبط ، والإستطابة بالماء ، والختان . وهو معنى قوله تعالى : ( وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) .
2- الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ، وهي قوله تعالى : ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .. ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) .
3- الكلمات هي القرآن الكريم . ومنه قوله تعالى : ( يؤمن بالله وكلماته ) .
4- الكلمات هي علم الله تعالى وعجائبه . ومنه قوله تعالى : ( قبل أن تنفد كلمات ربي ) وقوله تعالى : ( ما نفدت كلمات الله ) وقيل في هذا الوجه : إنه على ظاهره لأن كلام الله لا ينفد .
5- الكلمات هي الدين ، ومنه قوله تعالى ك ( لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) .
6- الكلمات هي لا إله إلا الله ومنه قوله تعالى : ( وكلمة الله هي العليا ) .
7- الكلمات هي قول الله تعالى : ( كن ) ومنه قوله تعالى : ( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ) و قوله تعالى : ( إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) .









السؤال: 9
يقول الله تعالى: (ذهب الله بنورهم)( ).
عبر عن انقطاع نورهم بأن الله أذهبه ، فعبر به صريحاً ، دون ان يقول : (ذهب نورهم) ، أو (أذهب نورهم) .
الجواب:
التلفظ بلفظ الجلالة دلالة على انقطاع معيتهم التي خص الله بها أولياءه وعباده الصالحين . فلم يبق للمنافقين جبلة بالله عز وجل، ثم انظر إلى قوله: (لا تحزن إن الله معنا) التوبة40 وانظر إلى قوله: (قال كلا إن معي ربي سيهدين)( ).







السؤال: 10
يقول الله تعالى : وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان .
ويقول سبحانه : تبارك الذي نزل الفرقان على عبده .
فما هو مفهوم الفرقان في القرآن الكريم؟
الجواب :
الفرقان في القرآن على ثلاثة أوجه :
أحدها: النصر. ومنه قوله تعالى ( وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان) أي : يوم النصر.
الثاني : المخرج في الدين من الضلال والشبهة . ومنه قوله تعالى : ( وبينات من الهدى والفرقان ) ، وقوله : ( وأنزل الفرقان ) ، وقوله تعالى : ( إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ).
والثالث: القرآن . ومنه قوله تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً).






السؤال: 11
يقول الله تعالى : وما أنت بتابع قبلتهم(1) ، والمقصود: اليهود والنصارى، ولهم قبلتان، والله أفردهما بقبلة واحدة فقال قبلتهم؟
الجواب :
لما كانت القبلتان باطلتين ، كانتا بحكم بطلانهما واحدة ، فلهذا قال تعالى ( قبلتهم)(2)
السؤال: 12
يقول الله تعالى : ( وإلهكم إله واحد ) (3)، ما فائدة ذكر ( إله ) مع أن لفظ( واحد ) يغني عنه؟
الجواب:
الفائدة : هي التصريح بانفراده بالإلهية المقصودة ، وإن تضمنه قوله (واحد)(4) .

(1) سورة البقرة/145

(2) فتح الرحمن/170-171

(3) سورة البقرة/163

(4) فتح الرحمن /173





السؤال : 13
يقول الله تعالى : ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )(1) كيف يحاسبهم الله على الحديث النفساني الخفي ، والاحتراز منه غير داخل في الطاقة ؟
الجواب: من وجهين:
الأول: الآية منسوخة حكماً بقوله تعالى : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )(2) .
الثاني: على تسليم أنها محكمة ، فالإخبار واقع عن المحاسبة ، لا عن المعاقبة ، فهو يوم القيامة يخبر العباد بما أبدوه وما أخفوه ، ليعلموا إحاطة علمه بجميع ذلك، ثم يغفر لمن يشاء فضلاً ، ويعذب من يشاء عدلاً وكرماً( ) .
ــــــ
(1) البقرة 284
(2) البقرة 286






السؤال: 14
يقول الله تعالى : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً )( ) ، وهي الكائنة في الحال ، وإلى يوم القيامة . فلماذا جاء التعبير بالماضي بقوله : ( كانت ) .
الجواب من وجوه :
الأول : تدل على الماضي المنقطع ، كقوله تعالى : ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ) ( ) ، وقولنا (كان الخزف طيناً ) ، وهو الأصل فيها .
الثاني : بمعنى الماضي المستمر ، فتفيد ثبوت الخبر في الحال ، كهذه الآية ( إن الصلاة كانت ...........) . قال الشاعر:
وكنت إذا جاري دعا لمضوفةٍ أشمّر حتى يُنصف الساقَ مئزري( ).
الثالث : بمعنى الاستقبال ، كقوله تعالى : (ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ) ( ) .
الرابع: تفيد الدلالة على استمرار الخبر في الأزل والأبد ، وذلك إذا اتصلت بصفة من صفات الله تعالى ، كقوله سبحانه : ( وكان الله غفوراً رحيماً )( ).
الخامس: بمعنى صار : كقوله تعالى : ( وكان من الكافرين ) ( ) ، أي صار من الكافرين .
السادس: تامة كقول الله تعالى: ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسره)( ) . وكقولك (كان الأمر) أي ثبت الأمر .
السابع: تكون زائدة كقوله تعالى (لمن كان له قلب أو ألقى السمع)( ).
وقد سمعت زيادتها بين الفعل ومرفوعه ، وبين الصفة والموصوف وبين المبتدأ والخبر( )( ) والله أعلم





رد مع اقتباس