عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-22-2012, 03:02 AM
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: اليمن
المشاركات: 500
افتراضي رد: القرآن والبلاغة

السؤال: 30
يقول الله تعالى : ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) يبعد أنه أُمِر - صلى الله عليه وسلم - بمتابعة الأنبياء المتقدمين في شرائعهم ، لوجوه :
الأول : إن شرائعهم مختلفة .
الثاني : المراد بالهدى الدليل ، لا العمل نفسه ، لأن شرعهم في تلك الأوقات غير شرعنا.
الثالث: أن يكون محمد - صلى الله عليه وسلم -متبعاً لهم ، فيكون منصبه دونهم . فما الجواب على هذا ؟

الجواب :
المراد بالهدى هو التوحيد الخالص ، والأخلاق الحميدة ، والصفات الجميلة ، وذلك لا يوجب أن يكون منصبهم أعلى من منصبه ، بل هو أعلى ، وأشرف ، وأفضل منهم جميعاً . بدليل أن كلا من هؤلاء الأنبياء اختص بشيء من الخصال الحسنة دون الآخر.
فداود وسليمان كانا من أصحاب الشكر على النعمة .
وأيوب كان صابراً على البلاء .
ويوسف كان جامعاً لهاتين الخصلتين
وموسى كان صاحب شريعة ، قوية مؤيداً بمعجزات قاهرة.
وزكريا ويحيى وعيسى كانوا أصحاب زهد.
وكذا الباقون ، كل منهم امتاز بصفة حميدة ، فلما أمره الله تعالى أن يقتدي بهم قد حصل له جميع ما حصل لهم ، فاجتمع فيه ما كان فيهم من الفضائل والصفات الحميدة صلى الله عليه وسلم




السؤال : 31
يقول الله تعالى : ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار )فما معنى الوفاة في القرآن الكريم ؟

الجواب :
للوفاة في القرآن الكريم ثلاثة معان :
أحدها : الرفع إلى السماء ، ومنه قوله تعالى عن عيسى عليه السلام : ( إني متوفيك )

وقوله تعالى : ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم )

والثاني: قبض الأرواح بالموت ، ومنه قوله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم )

وقوله تعالى : ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين )

وقوله تعالى : ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم ) .
والثالث : قبض حس الإنسان بالنوم دون روحه ، ومنه قوله تعالى : ( وهو الذي يتوفاكم بالليل )

وقوله تعالى : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها )

وإذا نسبت الوفاة إلى الله فهي نوم ، وإذا نسبت إلى الملائكة فهي موت . وهذا على الغالب ، وليست قاعدة مطردة .






السؤال : 32
يقول الله تعالى : ( ولتنذر أم القرى ومن حولها )زعمت طائفة من اليهود أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - كان مرسلاً إلى العرب الساكنين بمكة ومن حولها ، واحتجوا بهذه الآية .
الجواب من وجهين :
الأول : تخصيص الشيء بالذكر لا ينفي الحكم عما عداه ، فكونه رسولاً إلى أم القرى ومن حو لها ، لا ينفي رسالته إلى غيرها .
الثاني: أن قوله تعالى : ( ومن حولها ) يتناول جميع البلاد والقرى المحيطة بها ، فإن مكة بمنزلة نقطة في مركز الأرض ، وجميع البلاد حولها جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً متساوية في البعد ، فهي حقاً في وسط الدنيا ، وهذا من إعجاز القرآن الكريم .




السؤال : 33
يقول الله تعالى : ( ونذرهم في طغيانهم يعمهون )ما الفرق بين العمه ، والعمى؟
الجواب :
العمه مثل العمى إلا أن العمى يشمل فقد البصر ، وقد يشمل خطل الرأي . بينما العمه خاص بضلال الرأي . وكذلك يكون العمى في افتقاد البصر، وقد يشمل فقد البصيرة ، والذي يتتبع مادة ( عمه ) في القرآن يجدها قد استعملت في معنى الضلال مطلقاً ، كقوله تعالى : ( ويمدهم في طغيانهم يعمهون )وقوله تعالى : ( لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون )
وقوله تعالى : ( للجّوا في طغيانهم يعمهون)وقيل : العمه هو عمى الولادة ، مع فقدان البصيرة





السؤال: 34
يقول الله تعالى : ( ألست بربكم قالوا بلى )ويقول سبحانه : ( فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ، قالوا نعم )
فجاء الجواب في الآية الأولى بـ(بلى) ، وفي الآية الثانية بـ(نعم) .
فما الفرق بين ( بلى ) و( نعم ) في الجواب ؟

الجواب :
( بلى) لا تكون إلا جواباً لما كان فيه حرف ( نفي ) ، كقوله تعالى : ( ألست بربكم قالوا بلى )
و( نعم ) : تكون للاستفهام بلا ( نفي ) ، كقوله تعالى : ( فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم )

وكذلك جواب الخبر ، إذا قال : قد فعلت ذلك ؟ قلت : نعم . وقال الفراء : وإنما امتنعوا أن يقولوا في جواب الجحود: نعم ، لأنه إذا قال الرجل : مالك علي شي . فلو قال : الآخر نعم ، كان صدقة ، كأنه قال نعم ، ليس لي عليك شيء ، وإذا قال : بلى ، فإنما هو رد لكلام صاحبه ، أي بلى ، لي عليك شيء ، فلذلك اختلف معنى بلى ونعموالخلاصة : أن ( بلى ) تكون في جواب النفي ، ونعم تكون في جواب الإثبات .


السؤال: 35
يقول الله تعالى : ( وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا )ومجيء البأس مقدم على الإهلاك . فلماذا قدم الإهلاك على مجيء اليأس .
الجواب :
المعنى أردنا إهلاكه ، كقوله تعالى : ( فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله ) أي إذا أردت القراءة فاستعذ بالله
وقوله تعالى : ( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا) أي إذا أردتم القيام إلى الصلاة فاغسلوا وتقدير الآية : ( وكم من قرية أردنا إهلاكها فجاءها بأسنا) .
رد مع اقتباس