( تابع )


كما يجدر بناء بداية أن نوضح بأن " ديار سُلَيْم " التاريخية كانت كبيرة ومترامية الأطراف فى نجد والحجاز ، ولقد سكنت قبائل كثيرة أغلب ديارهم بعد هجرتهم الشهيرة فى منتصف القرن الخامس الهجرى (5 هـ) ومن أشهر ديار بنى سليم كما يقول " محمد سليمان الطيب " :
[1] وادى سايـة : وهو وادٍ شهير من وديان سليم القديمة ، ومازال إلى الآن باسمه منذ الجاهلية ما بين مكة والمدينة المنورة ، وهو أقرب إلى مكة وطوله حوالى سبعين كيلو متر تقريباً ، ويبدأ من قرية الكامل والتى تعتبر عاصمة وادى ساية كله ، وهى أكبر قرى سليم فى الوقت الحاضر ، وينتهى وادى ساية فى " ذره " و " حرة بنى سليم" كما تقع فى أعالى ساية من الشمال الشرقى ديار قبيلة مُطير من بنى عبدالله من غطفان ، أما حول وادى ساية من جميع الجهات الأخرى فتقع مساكن وديار عشائر سليم وكلهم من عشائر قبيلة حبش ، وفى وداى ساية من
" ساية " مع وادى " وبح " ، وهناك قرى أخرى مثل مهايع ، المصخاة ، المثناة ، ملح ، الغريفين وهما : القرى الكبيرة " الكامل " ، وهى فى ملتقى وادى " غريف الحلاة " ، و " غريف التراجمة " ، الخديد ، الفارع ، الوقبة ، حمض ، اللصب ، العقلة ، الشعبة ، الخُدد.
أما وادى ساية فكله تقريباً لعشائر حبش من ُسَليْم عدا قرية الكامل فهى تقسم بين حبش وفَتيْة .
أما زراعات وادى ساية فأشهرها النخيل وأنواعه : اللبان والمتلبن ، إلى جانب زراعة الليمون وبعض الموالح والخضر ، وتسقى بعيون فى وادى ساية كل من قرى ملح ، الخُدد ، مهايع ، والباقى على الآبار الارتوازية ، كما توجد لساية امارة مركزية فى قريتى " ملح " و " الكامل " إلى جانب عدة مراكز منها : مركز امارة فى الغريف بوسط ساية ، ومركز الحرة فى أواخر وادى ساية أو أعاليه ، والمسافة بين امارة الكامل فى أسفل الوادى وبين مركز الحرة فى أعالى الوادى نحو سبعين كم - كما يقول محمد سليمان الطيب - ووادى ساية تعتبر الزراعة فيه مزدهرة عن وادى ستارة ، أما خصوبة التربة فتكاد تكون متقاربة ، وقد تزداد اتساعاً فى ستارة .
[2] وادى ستارة : وهو يقع فى المملكة ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ، ويمتد بطول خمسة وسبعين كيلو متراً ، وفيه قرى زراعية مأهولة وتسكن به عشائر من فتية " ُسليم " كما يقيم بعض أهالى البوادى من فتية على أطراف الوادى وضواحية ومن كبرى القرى هناك
قرية الظبية والتى هى عاصمة وادى ستارة كله ، وفى تلك القرية
دوائر حكومية مركزية ، وهناك قرى أخرى مثل : مخمرة ، الغروف ، المسماه ، جليلة ، السُّلَيْم ، الأبيار ، المعالى ، المديد ، الدوارة ، وهى فى " وادى وادى مرخ " المتفرع من وادى ستارة الأكبر منه .
هذا ويزرع فى وادى ستارة النخيل وبعض الليمون والموالح والخضروات وتُسْقى بعض هذه البساتين من عيون جارية أو من آبارٍ ارتوازية .
[3] عشائر زعب : وتسكن فى نجد والاحساء ، وفى اليمامة فى قرى الخرج ، الشتور ، ومن قراهم " القرادى " ، وكانت ديارهم ما بين الحرمين فى بلاد سليم ثم سكنوا الأحساء ، وتفرق بعد ذلك بنو سليم فى بلاد المغرب ما بين برقة (ليبيا) ، قابس (تونس) ، والجزائر ، والمغرب وسوريا ، ومصر ، والسودان وغيرها ، كما يوجد الكثير من سليم فى البوادى والحضر فى الجزيرة وبلاد الخليج العربى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
المراجع
محمد سليمان الطيب ، موسوعة القبائل العربية ، دار الفكر العربى ،1993م
(353:354)
مرجع كنز الأنساب ومجمع الآداب ، نقلاً عن العقد الفريد لابن عبد ربه ، وراجع أيضاً موسوعة القبائل العربية ، مرجع سابق (355:356)