عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-14-2015, 11:08 PM
صلاح المغربي السلمي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 12
افتراضي رد: .".. اعــــــــلام بني سليــــــم في ليبيــــــــا ..". ( متجدد )

عبدالحميد العبار


علم اخر من اعلام بني سليم و اعلام الجهاد في ليبيا .. اسم أخر كان له شان كبير و اي شأن ..
عبد الحميد العبار مجاهد ليبي ورئيس سابق لمجلس النواب الليبي في العهد الملكي ..
بدأ الجهاد منذ الغزو الإيطالي لليبيا ولم يبرح السلاح يده إلا بعد شنق عمر المختار بأربعة شهور سنة1932م، وكانت إيطاليا تسميه شيخ القبيلة الشاب وكانت تنشر الإعلانات وتمنى بدفع مئات الآلاف النقدية لمن يأتى به حيا أو ميتا ..

هو عبدالحميد إبراهيم عبد الله محمود عمر العبّار، من كبّار مشايخ برقة، وآل (العبّار) من بيت (سديدي) في قبيلة العواقير السلمية التي تعود اصولها الى جبريل ابن الذئب ابن ابي الليل من شماخ من هيب من امرؤالقيس بن بهثة بن سليم يعيشون على شكل هلال حول مدينة بنغازي، وبعض عوائلها كالعنيزي ونجم وغيرهما داخل بنغازي ..
ولد الشّيخ عبدالحميد العبّار عام 1880م بقرية (سلوق) ببرقة الحمراء، وهي القرية التي أُعدم فيها شيخ الشهداء عمر المختار
تلقى الشيخ عبدالحميد العبّار تعليمه في الزّوايا السُّنوُسيّة، وبدأ حياته مجاهداً حيث حمل البندقية شاباًَ صغيراً منذ دخول المحتل الإيطالي إلى الأراضي اللّـيبيّة عام 1911م، فكان أصغر المجاهدين سناً وأكثرهم حماسةً. كانت قوّات المستعمر الإيطالي تنشر الإعلانات وتمنى بدفع أموالٍ طائلةٍ لمن يأتي برأسه حياً أو ميتاً، حيث كانت القوَّات الإيطاليّة تسميه (شيخ القبيلة الشاب) كما اشرنا سابقا ..
اشتهر في بداية حياته بصفات ثلاثة الفروسية و الشجاعة و الكرم

وقد كان الشّيخ عبدالحميد العبّار، في الوقت الذي كان الفقر ضارب أطنابه في البلاد، أشهر الأغنياء القلائل في برقة، وأهل برقة كانوا يعتبرونه من أكرم النَّاس وأجودهم. ولعلّ في حادثة استقباله للسّيِّد أحمد الشّريف السُّنوُسي حينما زار برقة برفقة مائة مجاهد، الدّليل الأكثر وضوحاً والأوضح برهاناً على ذلك الكرم .

حيث كان الشّيخ عبدالحميد العبّار في مقدمة مستقبلي السّيّد أحمد الشّريف السُّنوُسي عند قدومه إلى برقة ليشرف شخصياً على تنظيم أدوار القبائل في محاربة المستعمر البغيض، فأنزل السّيِّد أحمد الشريف في منزله وأكرمه وأكرم رفاقه المائة كرماً عظيماً كان حديث النَّاس لسنوات طوال، فقد استضافهم عنده ستين ليلة ..

و لانه كان مناوئا لها خرجت إيطاليا بجيوشها لإخضاع الشيخ عبدالحميد العبار ، فحمل متاعه على مائة ناقة، وقاتل من أجلها من الشروق إلى الغروب، ثم انفلقت بطن حصانه ففاز ببندقيته ورأسه. ومكث يقاتل مع عمر المختار، وكان من أقرب المقربين إليه
ثم بعد استشهاد الشّيخ عمر المختار في قرية (سلوق) التي تبعد عن مدينة بنغازي 50 كيلومترا حيث تمّ شنقه في القرية صبيحة يوم 16 سبتمبر 1931م.
ليترك الشّيخ عمر المختار بعد استشهاده خلفه، أربعة قادة من المجاهدين الكبّار كان من بينهم الشّيخ عبدالحميد العبّار، والثلاثة الآخرين هم: يوسُف بورحيل وعصمان الشّامي و أحمد بوموسى (بوخيرالله).

بعد استشهاد عمر المختار، واصل الشّيخ عبدالحميد العبّار ورفاقه الاشتباك مع الطليان، ففي يوم 19 ديسمبر 1931م وقعت معركة بين المجاهدين والقوَّات الإيطاليّة عُرِفت بـ(معركة الشبردق) نظراً لقرب مكان المعركة من خط الأسلاك الشائكة الفاصل بين الحدود المصريّة واللّـيبيّة. استطاع المجاهدون أن يكبدو العدو خسائرُ في الأرواحِ والعتادِ، فأقر أحد قادتهم (برينديـزي) بعد انتهاء المعركة بأن المجاهدين.."..أظهروا شجاعة نادرة ورائعة طوال المعركة، وأنّه وجد أربعة منهم موتى وأيديهم مازالت تمسك بـالبنادق الساخنة..".
و كانت ايطاليا قد اتبعت سابقا سياسة عزل المجاهدين عن قاعدتهم الشعبية عن طريق حشر القبائل العربية المناصرة لحركة الجهاد في المعتقلات ومنها “معتقل العقيلة” الشهير كما أقامت الأسلاك الشائكة على حدود مصر – برقة، ومنعت المؤن عن المجاهدين..
فغادر العبار ومعه 64 رجلا معاقلهم ببرقة، قاصدين حدود مصر وبقوا 12 يوما بدون طعام ولا شراب سوى أرنب ساقها لهم القدر فاصطادوها، ثم قاتلوا جند الحدود في معركة الشبردق وتعدوا الأسلاك بمهارة حارت فيها قيادة الإيطاليين.
واستقبلهم المصريون بحفاوة وأطعموا العبار أياما طويلة بالسمن ليسهل عليه أكل الطعام الذى حرم منه مدة، وكان يتستر بخرق بالية من خيش الخيم، وهو الذى كان أغنى رجل في برقة ومن أشهر أجاويدها. لكنه لم يندم، فقد دفع ذلك في سبيل وطنه..

ساهم الشّيخ عبدالحميد العبّار منذ وصوله إلى مصر في مطلع عام 1932م في الجهود التي بذلها الأمير إدرْيس السُّنوُسي في تقويّة الجهد الوطنيّ اللّـيبيّ وتوحيد كلمة اللّـيبيّين وكسب أنصار دوليين لدعم حركة التحرّر اللّـيبيّة الساعية لإستقلال البلاد. كان الشيخ عبدالحميد العبّار من بين الشخصيّات الوطنيّة التي دعاها الأمير إدرْيس لعقد اجتماعات تمهيديّة للنظر ودارسة العرض الانجليزي بتشكيل قوَّة عسكرية تشارك في القتال إلي جانب (الحلفاء) في الحرب العالميّة الثّانية، وكان من أهمّ تلك الاجتماعات اجتماع (رملة الإسكندرية) عام 1939م

وفي يوم الجمعة الموافق 9 أغسطس/ أب 1940م أعلن الزعماء الوطنيّون المجتمعون بمنزل الأمير إدرْيس بحي الزمالك بالقاهرة عن تأسيس جيش التحرير للمشاركة إلى جانب الحلفاء في الحرب العالميّة الثّانيّة حيث ضم هذا الجيش العديد من أبناء ليبَيا المهاجرين بمصر والدّول العربيّة، وكان (بوهدمة) ابن الشّيخ عبدالحميد العبّار واحداً من بين أؤلئك الجنود الذين انضموا إلى الجيش السُّنوُسي.

ساهم الجيش السُّنوُسي مع قوّات (الحلفاء) في هزيمة قوَّات المحور (ألمانيا وإيطاليا)، وهي الهزيمة التي تحقق بعدها (إستقلال برقة) في 1 يونيو 1949م و (إستقلال ليبيا) في 24 ديسمبر 1951م.

كان الشّيخ عبدالحميد العبّار ضمن وفد (المؤتمر البرقاوي) الذي شارك الى جانب الوفد الطرابلسي المكوّن من (هيئة تحرير ليبيا) في الدّورة الثّالثة التي عقدتها الأمم المتّحدة في أبريل/ نيسان 1949م لمناقشة المسألة اللّـيبيّة.

عُين الشّيخ عبدالحميد العبّار بعد الإستقلال عضواً بمجلس الشّيوخ، واستمر في موقعه هذا سنوات طويلة إلى أن أصبح في أكتوبر 1961م رئيساً للـمجلس خلفاً للشّيخ محمود بوهدمة واستمر في رئاسة مجلس الشّيوخ إلى ساعة وقوع انقلاب القذافي في الأوّل من سبتمبر 1969م.

شارك الشّيخ عبدالحميد في مؤتمر القمة العربيّة بالقاهـرة عام 1964م. حيث كان من المنتظر أن يحضر الملك إدرْيس اجتماعات مؤتمر القمة العربيّة الذي عُقِد في القاهرة عام 1964م، لكن ظرفه الصحي منعه من ذلك، فأناب عنه وليّ العهد الحسن الرَّضا الذي ترأس الوفد اللّـيبيّ وكان من ابرز اعضاء الوفد الشيخ المجاهد عبدالحميد العبار ..

وبعد استيلاء الإنقلابيين على السّلطة في سبتمبر 1969م، اعتقل الشّيخ عبدالحميد العبّار ثمّ عزل سياسياً، وعاش باقي حياتـه في بيته في بنغازي بمنطقة الحدائـق بالفويهات الشرقيّة راضيـاً مطمئناً محتسباً مـا قدمه لدينـه ووطنـه لله الواحد القهـار، فلم يسجل عليـه أنـه ضجر أو اشتكى أو زايـد بالمعارك التي خاضها وتضحياته وما بذله من جهد ومال من أجل ليبَيا وخير أبنائها، على أحد أو تباهي به على إنسان فاختار الصمت انتظاراً للعدالة الإلهية إيماناً بأن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأن ما عند المولى عز وجل خير وابقى

توفي الشّيخ عبدالحميد العبّار في 20 سبتمبر 1977م في مدينة بنغازي ودُفن بها، وشُيع جثمانه الطاهر من منزله الكائن بالقرب من مسجد السّيِّد بلقاسم أحمـَد الشّريف السُّنوُسي بمدينة الحدائق (الفويهات الشرقيّة)، ورفع الجثمان كوكبة من أعيان مدينة بنغازي ورجالات ليبَيا ومشايخها، في موكب جليل عظيم ضاقت شوارع مدينة بنغازي عن استيعابه، واكتظت (مقبرة سيدي عبيد) بالمشيعين الذين تواجدوا للمشاركة في توديع رجل قل ان ياتي الزمان بمثله رجل وهب نفسه لله ثم لوطنه و جاهد بماله و بنفسه و ثبت على مبادئه و لم تغيره الخطوب و لم تفت من عضده الاغراءات

رحم الله الشيخ المجاهد سليل الاكارم من بني سليم عبدالحميد العبار و اسكنه فسيح جناته ..

بعض الفقرات منقولة بتصرف مني

التعديل الأخير تم بواسطة صلاح المغربي السلمي ; 10-14-2015 الساعة 11:26 PM