عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 06-16-2011, 01:51 AM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: أحتراق أمـــــــل

صحوت على رشات من الماء تحثوها أم عبدالله على وجهي نظرت حولي ولم أجد إلا ظلمة الليل سألتها: أين أنا الآن؟!
قالت: أغمي عليك معنا وأتينا بك إلى هذا المكان نحاول أن نصحيك
بدأت الأحداث تنساب إلى ذاكرتي , فإعترضتها أم عبدالله بقولها: انهضي لتركبي السيارة
نهضتُ بتثاقل كنت كقطعة ثلج هوت عليها مطرقة من يد إنسان يكاد يقتله العطش.. فقد كان جسمي باردا و مكسرا, توكأت عليها وسألتها :
- كم الساعة الآن ؟ وقد كنت أخمن أنها الثامنة مساء
- الرابعة فجرا
-الرابعة فجرا!! ما الذي حدث لي ؟!
- لا أعلم كان مغمى عليك طوال هذه الفترة, ونحن نحاول أن نصحيك , ولم نستطع أن نأخذك إلى المستشفى لأنهم سيسألون عن قرابتنا لك ؛خفنا عليك
- آآه بالتأكيد صاحبة المشغل عرفت أنني خرجت من غير إذنها
-لا تهتمي سأنزل معك, وأعتذر لها ,وأخبرها بما حدث لك , ثم أم فيصل تعزك وتثق بك
ولما وصلنا المشغل نزلت معي ,فأنا لا أستطيع أمشي وحدي , فتحتْ باب المشغل فدفعتني, وأغلقتْ الباب أردت فتحه لأناديها فهي طوق النجاة الذي أتشبث به ؛ولكني سقطتُ مكاني ؛وبعد جهدٌ جهيد صعدت درجات سلم المشغل ,وذهبت إلى دورة المياه أستحم شككت بالأمر , ولكن لجهلي وقلة حيلتي فضلت الانطواء على نفسي والتكتم ؛ كما أني لما صحوت كانا موقفين السيارة في مخطط سكني , وكنتُ مُسندة على عجلة السيارة , وعباءتي تحيط جسدي ؛ مما جعلني أصدق رواية أم عبدالله ...
ومنذ ذلك الحادث بدأت صحتي تتراجع تدريجيا, حتى إن أمي لا حظت ذلك عندما ذهبت إليهم في الأسبوع التالي ؛مع أنها نادرا ما تكترث لأمري ,أو تهم لشأن من شؤوني, وبالأمس ازدادت حالتي ونصحتني سماح بالذهاب إلى المستشفى , ولم يكن أمامي حل غير ذلك -لأني حريصة على ألا أنفق الكثير من المال راتبي أربع آلاف ولا يبقي لي أبي منه إلا ألف ريال - وبعد ما أجرى لي الدكتور الفحوصات أخبرني أنني حاملا ,ولم أُصدقه وطلبت إعادة التحاليل, وأعادها لي , وأكد أنني حاملا بالشهر الثالث.. براكين صدري أخذت تقذف حممها زفرات تكاد تحرق شفتيّ
- اهدئي يا أمل حتى نتمكن من مساعدتك والانتقام لك من هذه المرأة
- أي انتقام سيعيد لي ما ذهب .ثم كيف ستأتون بهذه المرأة ؟
- أنت من سأتي بها
- أنا !!..كيف؟
- هل معك رقم هاتفها ؟
- نعم
- اتصلي بها ,واطلبي منها أن تأتي إليك
- أنا في كل مرة أتصل بها تتهرب مني , في البداية كنت ساذجة لا أعلم ما بها ,والآن عرفت السبب ..
- اتصلي بها خذي الجوال, اجعليه مفتوحا أريد سماع ما تقول لك
- ألو أم عبد الله
- لا لست أم عبدالله .. من معي؟
- أنا أمل
- من أمل ؟
- أمل الصالح التي تشتغل بمشغل الفاتنات
- أنا لا أعرف أحدا بهذا الاسم ,ثم أنا لست أم عبدالله
- ألو ألو
-................
ما أن التقت نظراتنا حتى صرف نظره الحائر عني , مدعيا انشغاله بالأوراق التي أمامه , ثم خاطبني بصوته الجهوري سنأتي لك بجوالك ,واتصلي عليها منه , واطلبي منها أن تحضر لك في المشغل ..
أرى في عيّنيه الشفقة والشك والحيرة ..مشاعر ازدحمت فخشي أن تنطق بما لا يريد , فصوبها نحو الباب يستجدي تلك المسئولة أن تأتي بجوالي على عجل

- ألو.. أم عبدالله
- ماذا تريدين ..ألم أقل لك لا تتصلي على هذا الرقم؟
- أرجوكِ يا أم عبدالله أُحضري إليّ فأنا بحاجه إليك ..لدي مشكله, وأريد مساعدتك
- أنا لا أعرفك ,ولا تتصلي على هذا الرقم مرة أخرى ؛وإلا سوف أتصل بأبيك وأخبره, أنكِ امرأة فاسقة تخرج مع الرجال. أنسيتي أنك أعطيتني كل أرقام أهلك ؟!لا تتصلي مرة أخرى, وإلا اتصلت بهم وأخبرتهم

- آآآه الآن تغلقين الهاتف في وجهي... أين أياما كنت تقولي رؤيت رقمك على شاشة جوالي تبعث في قلبي الفرح والسرور!!.. كنتِِ حية تسعى إليّ بكل الطرق, وأنا غافلة اقترب منها بدلا من الهروب ..عرفتِ متى وكيف تلدغينني!!
ليتك زدتي جرعة سُمكِ, وأرحتني من هذه الحياة بدلا من هذا العذاب
- اذهبي الآن ونحن سنحاول نحن التوصل لها

مضى عليّ يومان وأنا أقيم في هذا المكان..
وسواد الهم ران على كل أوقاتي فلا غروب أرى ,ولا شروق , بل إن الليل والنهار أصبحا على خصام فكل منهما لا يريد أن يترك مكانه للأخر ,غير عابئين بهذه الضحية المعلقة بينهما ,
أُجرجر مع هذه الدروب ذهابا وإيابا ,وأُغمس بنفس الأسئلة , وأتنفس الشك حتى تلوثت رئتاي , فلم تبقيا لي إلا ثقب إبرة , هذا الثقب الذي أحكم الضابط سده اليوم عندما قال لي : لا بد أن تعطيني رقم هاتف ولي أمرك أخيك أو أبيك , حتى نتصل به فلابد من حضور محرم معك عندما تعرضين على القاضي
حتى أعرض على القاضي!! ..هل سأذهب إلى المحكمة ؟
نعم ..لا بد من إحالة قضيتك إلى المحكمة, فنحن لم نستطع أن نقف على أطراف أخرى غيرك في هذه القضية

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة السلمي ; 06-16-2011 الساعة 12:11 PM
رد مع اقتباس