عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-25-2010, 04:37 PM
الصورة الرمزية سحــــآبة
سحــــآبة غير متواجد حالياً
(ستُمطـــر غــداً )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: في ملكوت الله
المشاركات: 853
افتراضي فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني ،،، ومِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي






بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
أما بعد،
نحن أمة مكرمة عن الأمم باللغة العربية
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
و اللغة جزء لا يتجزأ من مفهوم إقامة الدين.
و لم تكن اللغة يوماً نافلة في مجال التدافع الحضاري،بل كانت و لا تزال من أهم مواقع الصراع الفكري،و من أخطر أسلحة الاحتواء
الاستراتيجي لثقافات الشعوب و تمييعها، لإخراجها عن طبيعتها و صبغتها.
و ما الكلام إلا فعل من الأفعال التي تترجم عن الإنسان.و هي تحمل سيماه.
إن القرآن الكريم مثلاً مطبوع بطابع الربوبية، و الحديث الشريف مختوم بخاتم النبوة،
و كل منها يمتاز بعلامات يلحظها كل من ألقى سمعه،و كل كلام دونهما يحمل أيضاً بصمات قائله.

و "اللغة فكر" يعنى أن اللغة وعاء الفكر.
فاللغة وعاء للأمة تجعل فيه أفكارها، و ثقافاتها،و معارفها، و تاريخها، و بها تصاغ مقومات و خصائص وجودها،
و من ثم فإن التضييق على اللغة العربية و محاولة القضاء عليها أو استئصالها
فعل يضاف إلى المحولات الاستعمارية الساعية لمحو أهم خصائص الأمة، بل محق وجودها!!
و لو عدنا إلى التاريخ لوجدنا أن من يبتعد عن لغته إنما يفقد ذاته.و فقدان الذات يحمل معه فقدان الثقافة،
و تشتت اللغة يعني انفصام الرباط الذي يجمع بين متكلميها،
و النتيجة الحتمية هي اندثار الثقافة التي يمثلونها.
و نتيجة ذلك كله فإن اللغة هوية، و انتماء روحي،
و ارتباط معنوي، و عامل جوهري قوي لغرس محبة الأمة و التعلق بماضيها و حاضرها و حضارتها.
و بهذا فاللغة وعاء للنفس أيضاً أي أنها تحمل-فيما تحمل-عوامل التأثير الذوقي و النفسي للمتلقي،
و خاصة في مراحل الطفولة و الشباب ، فيكون لها أكبر الأثر في
تكوين شخصية الإنسان النفسية،و توجيه أذواقه و ميولاته الوجدانية!
و لا شك إن لكل منا له ذكريات وجدانية و نفسية مع عبارات بعينها مما وقع على سمعه في صغره
و سجلته ذاكرته، علاوة على ما استقر في عالم اللاشعور،
و بقي يوجه ذوق الإنسان من حيث لا يدري.
ولغتنا لغة مهمةٌ من بين 3000 لغة في العالم.
وتُعتبرُ اللّغةُ العربيةُ من اللّغاتِ المُقدّسةِ
بل تُعتبر من أقدسِ اللّغاتِ الأربعةِ :السّريانيّةِ واليُونانيّةِ والعبرانيّةِ والعَربيّةِ
لأنّها غنيّة بالكلماتِ والمُترادفاتِ والتشبيهِ والمَجازِ
وكذلك لغة القرآن الكريم والتي تجمع فيها كلمات دينيّة لكافة لغات الأديان
وأشادَ ماريو بِلْ، مؤلف كتاب قصة اللغات
بأنَّ العربيةَ هي اللُّغة العالميةُ في حضاراتِ العُصورِ الوسطى
وكانت رافداً عظيماً للإنكليزية في نهضتها وكثيرٍ من الأوربيّات وقد أورد قاموس Littre
قوائمَ بما اقتبسته هذه اللغات من مفرداتٍ عربيةٍ
وأولها الإسبانية ثم الفرنسية والإيطالية واليونانية
والمجرية
وكذلك الأرمنية والروسية وغيرها ومجموعها 27
لغة وتقدر المفردات بالآلاف
فضائل اللغة العربيّة في المصادر العربية
قول عمر رضي الله عنه :
« تعلَّموا النَّحو كما تُعلَّمون السُّنن والفرائضَ »
و
« تعلَّموا العربيّة فإنّها من دينكم »
قول الثّعالبي في كتابه فقه اللغة وسرُّ العربية :
« إنّ مَن أحَبَّ اللهَ أحبَّ رسولهُ، ومن أحبَّ النّبي أحَبَّ العَربَ،
ومَن أحبَّ العربَ أحبَّ اللُّغة العربيّةَ التي بها نزلَ أفضلَ الكُتبِ على أفضلَ العجمِ والعربِ،
ومَن أحبَّ العربيّةَ عُنيَ بها وثابرَ عليها، وصرفَ هِمَّتهُ إليها»

قول شَّيخُ الإسلام ابن تيميّة:
« إنّ اللغةَ العربيّةَ من الدِّين، ومعرفتُها فرضٌ وواجبٌ،
فإنَّ فهم الكِتابِ والسُّنةِ فرضٌ، ولا يُفْهمُ إلاّ باللغةِ العربيةِ،
وما لا يتُّمُ الواجبُ إلاّ بهِ فهو واجبٌ »
وقوله أيضاً:
« وليس أثر اعتياد اللغة الفصحى مقصوراً على اللسان ،
بل يتعمق حتى يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قوياً بيِّناً،
ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين،
ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق»






فضائل اللغة العربيّة في المصادر الغير العربية
قول المستشرق الفرنسي رينان :
« من أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك اللغةُ القوميّةُ
وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل،
تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها،
ولم يُعرف لها في كلّ أطوار حياتها طفولةٌ ولا شيخوخةٌ،
ولا نكاد نعلم من شأنها إلاّ فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبارى ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة
التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً لكيانها من كلّ شائبة »
قال المستشرق المجري عبد الكريم جرمانوس:
« إنَّ في الإسلام سنداً هامّاً للغة العربية أبقى على روعتها
خلودها فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة على نقيض ما حدث للغات القديمة المماثلة،
كاللاتينية حيث انزوت تماماً بين جدران المعابد
ولقد كان للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوب التي اعتنقته حديثاً ،
وكان لأسلوب القرآن الكريم أثر عميق في خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافاً من الكلمات العربية ازدانت بها لغاتها الأصلية
فازدادت قوةً ونماءً
والعنصر الثاني الذي أبقى على اللغة العربية هو مرونتها التي لا تُبارى ،
فالألماني المعاصر مثلاً لا يستطيع أن يفهم كلمةً واحدةً من اللهجة التي كان يتحدث بها أجداده منذ ألف سنة ،
بينما العرب المحدثون يستطيعون فهم آداب لغتهم التي كتبت في الجاهلية قبل الإسلام »

قال المستشرق الألماني يوهان فك:
« إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة ،
وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية ،
لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر،
وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية »






أقسامُ عُلومُ اللغةِ العربيةِ
يمكن تقسيمها إلى اثني عشر علماً وهي:
1 0 علمُ حُسنُ الخطِِّ والإملاءِ (قوانينُ الكتابةِ).
2 0 علمُ الصّرفِ (تَصريفُ الكَلمةِ).
3 0علم المُترادفات والأضداد.
4 0علمُ الإشتقاق (إيجادُ الكلمةِ الجديدةِ من المصادرِ).
5 0علمُ النَّحوِ وعلمُ الإعرابِ (بيان تركيب الجملة وتحليلها).
6 0عُلومُ الأدبِ: وتشمل على كتابة (النّثرِ، الخطابةِ، المقالةِ، القصّةِ، الشّعرِ، المسرحيةِ،
07الحكمِ والأمثالِ، التاريخِ الأدبي، وحياةِ الأدباءِ) .
08البلاغة : ويشمل على (علم المعاني والبديع والبيان
09علم اللّغة أو المعاجم.
010علم فِقهُ اللُّغةِ.
011 علم العَروضِ.
012علم القَوافي.
013 علم النَّقد الأدبي.
بالإضافة إلى هذه العلوم يوجد فن التأويل وفهم الجمل المعقدة

وصناعةُ التّرجمة.


يتبع

0
0
0
__________________
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .

التعديل الأخير تم بواسطة سحــــآبة ; 12-25-2010 الساعة 04:42 PM
رد مع اقتباس