عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 10-03-2012, 03:25 PM
الصورة الرمزية الزهراء
الزهراء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: الدنيا الفانية
المشاركات: 4,297
افتراضي رد: سيرة الإمام الشافعي [متجدد]

[table1="width:100%;background-image:url('http://www.solaim.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/48.gif');ba
ckground-color:white;border:3px groove deeppink;"][cell="filter:;"]



الفوائد المرجوة من سيرة ومنهج الإمام الشافعي



إن لعلم السيرة والتراجم دورًا كبيرًا فِي حياة المسلمين عامة، والملتزمين خاصة، ومن يقرأ القران الكريم يلاحظ فيه الكثير من قصص التراجم عن الأنبياء والرسل والصالحين؛ وذلك لأنّه من خلال معرفة تراجم الأنبياء والرسل والأئمة يمكن أن نجنِي بعض الفوائد التي منها:

- كانت قصص الأنبياء والرسل -عليهم السلام- تأتي لتشحذ همم الصحابة -رضوان الله عليهم- وتأتي مسلية ومقوية لفؤاد رسولنا الكريم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فكان يقول عندما ينال منه المنافقون ويتكلمون عنه بسوء: (رَحِمَ اللّهُ موسى، قد أُوذِيَ بأكثرَ من هذا فصبرَ) رواه البخاري، فوجد -صلى الله عليه وسلم- في قَصص سيدنا موسى -عليه السلام- المذكورة فِي القرآن الكريم مواساة لما يتعرض له من اتهامات وهمز ولمز.

- يبين الله -عزّ وجلّ- لنبيه وأمته أن ما يتعرضون له من مشقة في سبيل الدعوة ونشر الدين قد تعرض لها الصالحون من الأمم السابقة، فلا ييأس الصحابة، ويتذكرون أن طريق التوحيد أصعب الطرق وأخطرها، هذا الطريق الذي قتل فيه يحيَى، وسجن فيه يوسف، وفيه صاح من ألَمِه أيوب، فتتهيأ نفوس الصحابة، وتستعد لنـزول البلاء.

- تراجم الشخصيات المؤمنة وأئمة الهدى تعطي قوة للمسلم الملتزم الذي يسير في طريق الالتزام الشرعي، فالمسلم بطبيعته يبحث عن قدوة يقتدي بها.

صحيح أن قدوتنا هي الرسول الكريم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومن ثمّ آل بيته وأصحابه الكرام، ولكن أحيانًا يعتري المسلم خواطر وهواجس شيطانية خاطئة، فعندما يتذكر تضحيات الرسول الكريم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قد يقول في نفسه: إنه لنبي معصوم! أمّا أنا فلا قدرة لِي على الفعل مثلما فعل، وكذلك الأمر عندما يتذكر المسلم الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- قد يقول في نفسه: لقد كان معهم الرسول الكريم، أمّا أنا فلست مثل الصحابة! لذلك فنحن بحاجة لتسليط الضوء على سيرة ومنهج رجال مؤمنين ليسوا أنبياء ولا صحابة، بل هم علماء أتقياء فضلاء قدموا للإسلام الكثير الكثير، فهنا المسلم السوي صاحب القوة والالتزام قد تعتريه الغبطة لأولئك العلماء، فيحبهم ويتأسى بأفعالهم .. والله ولي التوفيق.

- إن دراسة سيرة ومنهج الإمام الشافعي ضرورية جدًا للمسلم؛ حتى يتعرف على هذا الإمام الذي قد يكون هو أحدَ مقلديه، فمن الجهل أن يقلد إمام لا يعرف عنه شيئًا.

- ويستفيد طالب العلم من دراسة سيرة والمنهج العلمي للشافعي في معرفة أصول فقه المذهب الشافعي، وأقوال العلماء القدماء المعاصرين للشافعي، ويتعرف على مجدد القرن الثاني الهجري، فتقوى عزيمة ذلك المسلم وتُشحذ همته.

- إن دراسة سير الأئمة الصالحين تعطي للمسلم ثقة قوية بأمته، وخصوصًا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر فيها الأمة الإسلامية، فيدرك المسلم أن الأمة الإسلامية أمة حيّة لن تموت، أمة ترفد البشرية على مر العصور والتاريخ برجال يحملون هذا الدين حق حمله.

عندما نقرأ سيرة الإمام الشافعي، ونتعرف على عطائه للإسلام فإننا نستحضر قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ [الأحزاب : 23]، وقوله تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ﴾ [النور36- 37].

ونثق ونقتنع قناعة تامة بأنّ هذا الدين محفوظ بحفظ القرآن، حفظًا من التبديل والتحريف وحفظًا بوجود رجال على مر الزمان وفي كل مكان يجددون لهذه الأمة دينها وهذا تصديقًا لقوله تعالى ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر : 9].

والآن إخوتي وأحبابِي وقرة عيني، دعونا نبدأ مشوارنا العلمي ورحلتنا الفكرية مع مجدد القرن الثاني الهجري، وأتمنى لي ولكم الفائدة في متابعة هذا المجهود المتواضع.




\7






الأكاديمية الإسلامية




[/cell][/table1]
رد مع اقتباس