مجالسية الراديو والتلفزيون للجبرتي
التلفزيون والراديو (( الرادي كما يسميه بعض الناس )) جهازان لا يكاد يخلو منها منزل في مجتمعنا . ولقد اختارا الجبرتي حكماً بينهما لكي يحدد الأفضليه لمن تكون . فعمد كل واحد منهما إلى إبراز مزاياه ليكسب الحكم . ولكن الجبرتي رحمة الله عليه بصفته قاضي استمع للخصمين بكل نزاهه وأصدر حكمه النهائي .
(( المجالسيه ))
قال الجبرتي جيت قاضي ومأمون
في دعوة الرادي ودعوى التلفزون
والكل منهم قال أنا فن وفنون
ثم استمع يالقاضي اللي وردناه
وقال أنا الرادي منيّر ومخبور
ولي ذكر في كل الإذاعات مذكور
واطّلع الأخبار في بر وبحور
والاّ أنت ذكرك قبلنا ماسمعناه
قال التلفزون أنا تلتم علي الجماهير
تضحك وتنظر فالطرب والتصاوير
وأصور الأحداث للناس تصوير
كل تشوفه في جهازي بحلياه
وقال أنا الرادي ولي حق تصريح
فالليل والاّ في النهار المصابيح
والاّ أنت ماتقدر تعصفر بك الريح
حدّك هنا مالك مع الريح مجراه
قال التلفزون أنا سرّه العين
تشريني العالم بميتين وألفين
والاّ أنت يالرادي تعود بقرشين
يشريك حتي اللي مفلّي بمعزاه
وقال أنا الرادي سعيف المقلين
أصبر على القسوات واصبر على اللين
وأنت تفاخر بالثمن والدواوين
والكبر ماهو للمخاليق لله
قال التلفزون أنا في بيوت التجارات
مانعمل إلاّ كهارب وماسات
وأنت تروح للديار البعيدات
محد يبا يصبر على حال تلقاه
وقال أنا الرادي حسين الطباعه
ليّه مع البدوان وزعه وناعه
أهل الكرم والجود وأهل الشجاعه
واللي يشاني ديرة البدو تشناه
بعدما استمع الجبرتي إلى مرافعات الخصمين الراديو ( الرادي ) والتلفزيون قال :
أنا وسمت الحق ماني بغاوي
ولاني من اللي ياخذون الرشاوي
الحق ماهو بالمنى والشهاوي
كل يجي وسمه على قدر دعواه
وأنا وسمت الحق والحق موسوم
الحق مابين الخصيمين مقسوم
وأعطي على حكمي تواقيع وختوم
والناس كلٍ له مطاليب وهواه