معيار الصيرفي النقاد
لتمييز ما وقفت عليه من القريض الى بهرج وجياد
***********
منذ صغري جال طرفي على ابيات شعرية كانت تمر بي - لشدة ولعي بالشعر - فجعلت اختار منها ما اراه قد صيغ على اقوى انواع البلاغة وكان له مخرج سليم عند عرضه على الواقع ولم يتعارض مع المنطق الحلو فقسمت ما وجدته الى بهرج وقفت على زيفه ولم اجد ما يروقني فيه واخر جيد حلاوته تقرع سمعي فتجعلني مضطرا الى تكراره ومما وقفت عليه
1- الفخر
فمن اسمجه قول احدهم
ان تزحماني تجداني مزحما *** عبل الذراعين شديدا ملطما
فان قائله اراد استعراض عضلاته ببيت من بيوت الله - ولا حول ولا قوة الا بالله -
ومن جيده قول المتنبي
فالخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فصاحبه جمع بين طرفي الليل والنهار مع صياغة عروضية خالية من الزحافات والعلل
2- وفي المدح
فكقول احدهم
وكانوا كفار وسوسوا خلف حائط *** وكنت كسنور عليهم تسلقا
فانه الى الهجاء اقرب منه الى المدح
واما الجيد فكقول جريرفي عمر بن عبد العزيز
نال الخلافة او كانت له قدرا *** كما اتى ربه موسى على قدر
فلم يكن لذلك الوقت خير من عمر بن عبد العزيز
3- وفي الهجاء فتلك الابيات - اكرمكم الله - التي منها
اذا لبس العمامة فهو قرد *** وخنزير اذا لبس العمامة
فصاحبه لم يرد الا وصفه بقبيح وشين لا غير
ومن اجوده قول حسان بن ثابت - رضي الله عنه - عن المشركين
لا باس بالقوم من طول ومن قصر *** جسم البغال واحلام العصافير
فله من كلام ربنا ما يؤيده قال تعالى ( اولئك كالانعام بل هم اضل )
4- واما الخزعبلات فلم اجد اسمج من قول الاعشى
وقد غدوت الى الحانوت يتبعني *** شاء مشل شليل شلشل شول
فما صدرت منه الا وهو معاقر لخندريس الحانوت - فض فاه -
واما الجيد فقول احدهم
بنونا بنو ابنائنا وبناتنا *** بنوهن ابناء الرجال الاباعد
فصاحبه وفق لامر لم يخطر بخلده وهو ان بيته حل مسالة من مسائل الفرائض عند الفقهاء
********

__________________
أتى ‏نافع بن الأزرق ‏‏وأصحابه عمران بن حصين - رضي الله عنه - فقالوا : هلكت يا ‏ ‏عمران ،‏‏ قال : ما هلكت ، قالوا : بلى ، قال : ما الذي أهلكني ، قالوا : قال الله ... وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ‏ ، قال : قد قاتلناهم حتى نفيناهم فكان الدين كله لله وانتم تريدون ان تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله عز وجل.
رواه ابن ماجة وحسنه العلامة الالباني