عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-06-2011, 11:00 PM
الصورة الرمزية عبد الله السلمي
عبد الله السلمي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 468
افتراضي وداعا .. مجدي وحاتم إلى رحمة الله

بقلمي الحزين ونشرت في جريدة المدينة ..الخميس
حزن وبكاء .. ودموع وحسرة.. وغياب كبير .. وفراغ أكبر
كانت هذه ملامح اليوم الأول في متوسطة وثانوية المدائن بمركز الظبية والجمعة شمال محافظة خليص المدرسة التي ينتمي إليها الغريقان في مستنقع المياه والسيول مساء أمس الأول ..
مجدي سفر السلمي 15 سنة و حاتم مرسي السلمي 12 سنة
طالبان ليسا مجرد طالبين..!!
مجدي .. طالب في الصف الثالث المتوسط ومن الأوائل والمتفوقين دراسيا وله مشاركات عديدة ومتميزة في الأنشطة المختلفة كان آخرها في اليوم الأخير له في المدرسة يوم الإثنين فقد أهدى مدرسته مشاركتين قيمتين بخط يده الجميل تحمل الأولى هما دينيا وعقيدة إسلامية نشأ عليها ورحل !
عبارة عن مقتطف من كتاب ابن القيم ( الجواب الكافي) عن منافع غض البصر عددها عشرا كما أن لو كان يشعر بأنه بعد ساعات سيكون قبلة لمئات الأبصار وعشرات الأيدي التي ستنظر إليه بعد أن عراه القدر من الحياة وجثة أغرقتها المياه والطين في مستنقع موحش!
أراد مجدي .. لجسده الطاهر الستر حتى بعد موته بوصيته غض البصر !! الشاهدة على تفوقه وسلامة عقيدته وفكره الراقي وخطه الجميل الذي سيبقى زمانا بعد كاتبه..
ورسالة أخرى عميقة بحب الوطن والولاء له حتى خارج حدود الوطن والحياة.. لقد كتب تقريرا توثيقيا يعجز عنه المتخصصون في الرياضة عن مسيرة المنتخب السعودي طيلة مشاركاته في كأس العالم وكأن محدي.. يتطلع إلى أن يكون اسم الوطن حاضرا بقوة في المحافل الدولية ورايته الخصراء عاليا.. هكذا أراد مجدي سفر السلمي موصيا المنتخب السعودي الذي يتأهب لبطولة كأس آسيا بعد أيام في الدوحة بقطر.. إنها رسالة وطنية من أقصى الساحل الغربي ومن ضواحي مدينة جدة وتحديدا في مركز الظبية والجمعة إلى الساحل الشرقي حيث المنتخب معسكرا هناك وقد قوبلت بالشكر والتقدير من مدير المدرسة الأستاذ منصور مصلح القريقري .. ولم يبادر بتعليقها في أماكن الشرف بمدخل المدرسة لأن مجدي رحمه الله طلب التأني حتى يدققها جميع المعلمين لأنه يبحث عن التميز والتفوق ولكن القدر لم يمهله!!

أما ابن عمه حاتم مرسي السلمي فهو على صغر سنه كذلك من خيرة الطلاب أدبا وعلما ونشاطا وكانت آخر مشاركاته في الإذاعة المدرسة يوم السبت الأخير له في الحياة وكان من طلاب الإذاعة الذين رددوا التحذيرات من مخاطر السيول والأمطار التي استمرت على واديي ستارة وقديد وكلها تجري نحو الأبرياء في التجمعات السكنية وماحولها ..
ولكنه كان من ضحاياها تاركا الوصية لمن وراءه .. رحمك الله يا حاتم ..
الجو الدراسي يوم أمس الأربعاء في متوسطة وثانوية المدائن كان حزينا تكسوه ملامح الأسى ومرارة الغياب وامتلأت وجوه وقلوب معلميهم وزملائهم حزنا وأسى فراق لا رجوع بعده ولا شاهدا عليه إلا الطاولتين وكرسييهما التي كانت تنبض علما وتفوقا وخلقا قضى عليها القدر في الطين والوحل وخسر الوطن شمعتين كانتا ستضيئان للمستقبل ولكنه أمر الله فله ما اخذ وما أعطى ورحمهما الله
__________________
قبيلتي بني سليم : مصدر فخري وتاج رأسي..
وسأقف معها ومع تاريخها وحاضرها وفاء لها..

alsulami_25@hotmail.com