نعود إليكم مرة أخرى أيها الكرام الأفاضل وأشكر كل من تابع وسأل , وأعتذر عن عدم الرد في الأيام الماضية بسبب بعض الانشغالات
أشكر أخي العزيز عبد الله العطافي وأسأل الله أن يرحم الأستاذ جمعان السلمي ويغفر له ويسكنه فسيح جناته , وبالنسبة لاستيعاب الجامعة لخريجي الجامعة فإن مدير الجامعة يعلن سنوياً مع بداية الصيف أن الجامعة ستستوعب أعدادا كبيرة وهو موافق فعلا للواقع لكن المتأمل يجد أن نسب الطلاب تختلف ولذلك يقسمون بحسب نسبهم إما في البكالوريوس في شتى التخصصات أوفي السنة التأهيلية أو الدبلومات , وحينئذ كل مجتهد سينال نصيبه وحظه .
واستكمالا لما يسأل عنه الأخ العزيز العطافي ومدى وصول جامعاتنا لمستوى بعض جامعات الدول المجاورة فأقول : إن بعض الجامعات في بلادنا قد خطت خطوات متقدمة جداً في مجالات متعددة سواء في البحث العلمي أو مخرجات الجامعة فيما يتعلق بجودة الطلاب واتقان التخصصات وغير ذلك , وهنا شيء مهم ينبغي أن نستوعبه جيداً وهو أن مستوى قياس الجامعات لا يمكن الحكم عليه عموماً وهذا من الخطأ , فلو سئل عن تخصص الطب – مثلا – قد يشار عليه بجامعة معينة وكذلك الهندسة والعلوم النظرية والعلوم الشرعية بل وحتى في الدراسات العليا والتخصصات الدقيقة ومثل هذه الأمور يعرفها من عايش الواقع , قد يكون هناك تخصص معين تميزت به جامعة معينة حينئذ لا يمكن أن نحكم عليها بشكل , وبالنسبة لسؤال الأخ الفاضل عوض البقيلي عن ملف القضاء في مملكتنا الحبيبة والنقد الموجه إليه من قبل الإعلام وغير ذلك , فإن هذا النقد كأي نقد فيه شيء من الصحة الذي يحوي في طياته كثيراً من الباطل والإعلام هو السلطة الرابعة وقد وجد في ذلك مادّة دسمة يغطي بها صفحاته ,وإني – وبحق – أشهد أن القضاء في بلادنا - في الجملة – قضاء نزيه ويكفينا أن الحكم فيه بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وقد زرت كثيراً من البلدان العربية وغيرها واطّلعت على مجريات القضاء في المحاكم عندهم بل وعشت وطالعت بعض القضايا وحضرت في المحاكم وجلست مع محامين حينها أصبحت عندي قناعة وهي أننا في خير عظيم إلا أنهم قد يكونو سبقونا في جانب الإجراءات والتنظيمات بل وقطعوا في ذلك شوطاً كبيراً ولا زال عندنا بعض التأخر في بعض الجوانب كعدد القضاة مثلاً حيث أن هناك حساباً معيناً لعدد القضاة مقابل عدد المواطنين كما هو معمول به في البلدان المتقدمة وعدد قضاتنا لا يصل إلى عُشر المطلوب وهذا السبب ينتج عنه عدة إشكالات منها تأخر القضايا وعدم السرعة في البت فيها وما يتبع ذلك من إشكالات أخرى , ومن خلال تتبعي لعدة سنوات مضت ألاحظ أن وزارة العدل بدأت في تعيين عدد ممن القضاة من جامعتنا وأعرف من طلابنا الكثير ممن عين في القضاء سواء في وزارة العدل أو ديوان المظالم وهذه بشارة خير ولله الحمد قد أزالت كثيراً من المناطقية التي كانت تشكو منها وزارة العدل في سنوات مضت , وإني أستبشر خيراً في السنوات المقبلة بإذن الله عز وجل .