عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-22-2012, 03:47 AM
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: اليمن
المشاركات: 500
افتراضي رد: القرآن والبلاغة

السؤال: 36
في قصة هود - عليه السلام - ( قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ) ما معنى المجئ وهو بينهم ؟
الجواب : من وجوه :
الأول : كان له مكان منفرد يتعبد فيه ، فلما جاءه الأمر بالرسالة ، جاء إليهم كما كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حراء مكان قبل المبعث .
الثاني : الاستهزاء ، كأنهم قالوا : أجئتنا من السماء كما تجيئ الملائكة .
الثالث : ما أرادوا حقيقة المجيئ ، بل تعرضوا بذلك كقولهم : ذهب يشتمني ولا ذهاب



السؤال: 37
يقول الله تعالى : (حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق )كيف تعدى حقيق بعلى وهو يتعدى بنفسه ؟
الجواب :
(على) بمعنى الباء (حقيق بأن لا أقول ) ، كقوله تعالى في القصة : ( ولا تقعدوا بكل صراط ) أي ( على كل صراط )
فكما جاءت الباء هناك بمعنى (على) ، جاءت (على) هنا بمعنى الباء.
وفيه وجه آخر وهو : أن يتضمن (حقيق على) معنى "الحرص" فكأنه قال : "حريص على أن لا أقول على الله إلا الحق" ، ومثله ما أنشده سيبويه في الكتاب إذا تغنى الحمام الورق هيجني ولو تغربت عنها أم عمار
ضمن ( هيجني) معنى (ذكرني) فنصب بها أم عمار .


السؤال : 38
يقول الله تعالى : ( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه ، وإن تصبهم سيئةٌ يطيروا بموسى ومن معه )لماذا عرّف الحسنة ونكّر السيئة ؟



الجواب :
وقوع الحسنات معروف عندهم ، وذلك لكثرة نعم الله عليهم ، فالحسنات هي نعم الله التي لا تعد ولا تحصى . ووقوع السيئات - التي هي النوازل - كان نادراً ، وذلك لقلتها عليهم ، فحسن تعريف الحسنة ، وتنكير السيئة




السؤال : 39
يقول الله تعالى : ( واتبعوا النور الذي أنزل معه ) فسر النور بالقرآن ، والقرآن أنزل مع جبريل ، لا مع محمد - صلى الله عليه وسلم - ؟ .
الجواب:
"مع" في هذه الآية بمعنى "إلى" أي (واتبعوا النور الذي أنزل إليه ) ، وجاءت "إلى" بمعنى "مع" كقوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله ) أي ( مع الله ) وقول العرب "الذود إلى الذود إبل . أي مع الذود




السؤال : 40
يقول الله تعالى : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )لماذا جاء في صدر الآية بالفعل ( ليعذبهم ) وجاء بعده بالاسم ( معذبهم )؟
الجواب :
الفعل يدل على الحدوث ، والاسم يدل على الثبوت ، وقد عبر بالفعل ( يعذبهم ) لأن رفع العذاب عن هذه الأمة مقرون ببقاء الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم – بينهم ، فحياته حادثة – صلى الله عليه وسلم - فهو مانع مؤقت من العذاب .
وعبر بالاسم ( معذبهم ) وقرنه بالاستغفار ، فما دامت الأمة تستغفر الله فالعذاب عنها مرفوع أبدًا ، وإذا تركت الاستغفار نزل بها العذاب لا يحجبه حاجب.
وهو نظير قوله تعالى ( وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون )فالظلم من الأسباب الثابتة في إهلاك الأمم ، فجاء بالصيغة الاسمية ( مهلكي) للدلالة على الثبوت




السؤال : 41
يقول الله تعالى : ( ولقد همت به ، وهم بها لولا أن رأى برهان ربه )فكيف همّ بها وهو نبيّ ؟
الجواب :
هذا السؤال من المهمات التي يجب الاعتناء بجوابه :
وهو أن يوسف - عليه السلام - كان بريئاًً من الهمّ المحرّم ، الذي لا يليق بمنصب النبوة ، لأن الهمّ ينقسم إلى همّ محرّم :
وهي قد همت به هذا الهم المحرم ، ولذلك يحسن الوقوف على : ولقد همت به .
وهمّ غير محرم : لا قدرة للبشر عليه ، وهو دون الخاطر ، وهو همّ يوسف - عليه السلام -.والدليل على هذا أن الله برّأه بقوله تعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )فقد شهد الله تعالى ببراءته ، وشهدت هي بقولها : ( الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه
وقولها : ( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم )
وشهدت النسوة ببراءته بقولهن : ( ما علمنا عليه من سوء )
وشهد زوج المرأة له بالبراءة في قوله : ( أعرض عن هذا واستغفري لذنبك )
ويؤكد شهادته له بالبراءة قراءة من قرأ ( يوسف أَعرضَ عن هذا ) بصيغة الماضي ، وشهد الشاهد بواسطة القميص بالبراءة له ، فهذه شهادات صحيحة دالة على براءته من الوقوع في الهم المحرّم ، حتى إن إبليس شهد له بالبراءة لقوله : ( لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )ويوسف - عليه السلام - من المخلصين بقوله سبحانه وتعالى : ( إنه من عبادنا المخلصين )
فبعد هذه الشهادات جميعاًً ، كيف يليق به الوقوع في الذنب أو إضافته إليه ؟؟؟؟


السؤال : 42
يقول الله تعالى : ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين )().
خاطب الله موسى وهارون -عليهما السلام- بضمير التثنية (تبوءا) ، ثم خاطبهما بضمير الجمع (وأقيموا) ، ثم أفرد الخطاب لواحد بقوله : (وبشر) ، فما الحكمة من ذلك ؟
الجواب :
هو من أحسن النظم وأبدعه ، فإنه ثنى أولاً ، إذ كان موسى وهارون هما الرسولان المطاعان ، ويجب على بني إسرائيل طاعة كل واحد منهما سواء ، وإذا تبوءا البيوت لقومهما فهم تبع لهما ، ثم جمع الضمير فقال : ( وأقيموا الصلاة ) ، لأن إقامتها فرض على الجميع . ثم وحّده مخاطباً موسى –عليه السلام- في قوله : ( وبشر المؤمنين ) ، لأن موسى هو الأصل في الرسالة ، وأخوه جاء ردءاً ووزيراً، وكما كان هو الأصل في الرسالة فهو الأصل في البشارة ، وأيضاً فإن موسى وأخاه لما أرسلا برسالة واحدة كانا بحكم رسول واحد ، كقوله تعالى : ( إني رسول رب العالمين )فهذا الرسول هو الذي قيل له : ( وبشر المؤمنين ) .بشرَنا الله وإياكم بالجنة .
رد مع اقتباس