مراسلات الشاعرالكبير محمد الجبرتي رحمة الله عليه مع شاعر حربي
قضى الشاعر / محمد بن شريف الجبرتي السلمي رحمة الله عليه فتره من الزمن مقيماً بين مجموعه من فبيلة حرب يُسمون (( القراقره )) وكان شيخهم يدعى / حميد بن مبيريك القريقري الحربي وهو شاعر فحل وصديق حميم للجبرتي وقد أراد الله أن يرحل الجبرتي إلى بلدة الجموم بعيداً عن جيرانه ولم يعلم حميد بن مبيريك بإنتقال الجبرتي إلا بعد عدة أيام فحزن لذلك وظن في نفسه أنه ربما يكون أحدُ كان سبب في رحيله الجبرتي عنهم .
فبلغ ذلك الجبرتي فأرسل الرساله التاليه لتبرأه جيرانه ويوضح لصاحبه أسباب الإنتقال :
الأوله يالله ياقاضي الشان
ياللي مكلف بالعرب والحيوان
تبدل السيات ليه بالاحسان
يالله ياللي كلنا من عطاياه
والثانيه قال الجبرتي وغنى
بأمثال يبنيها على ماتمنى
مثل العسل مجناه من كل فنا
باللي تعرفون العسل حيث مجناه
ماهو طرب يا بو حسن يوم شديت
لكن أنا من كثر الأمراس مليت
فكرت فالدنيا وسندت وأنحيت
لامال نبتاعه ولا مال نقناه
الديره اللي عندكم ماعجبتني
أمسيت في كل المعاني عضتني
كرهتها وحتى هيه كرهتني
وإن البنادم مايبي حال يعضاه
أما أنت والله ماتقصر معايه
وإذا نصيتك ماتخيب رجايه
والرفع عن أهل المروات غايه
كل على ميزه وفكره ومعناه
ولا أذم جيراني إذا قيل جيران
ابن فلاح وجاري ابن جعيدان
وسعيد اللي محتمي كل الاقنان
من جود عزمه يجعل المال يفداه
أسلم وسلم لي على كل الأرحام
اليوم أنا فارض اليمن وأنت بالشام
هذه تدابير الليالي والأيام
والله إذا مأراد حال سواه
وقد رد عليه القريقري بالقصيده التاليه :
الأوله يالله ياحي يامعبود
يابالكرم والجود ياحي ماجود
تفرج هموم اللي من أحوال مضدود
تعلم بحال الناس والهم تجلاه
جانا كلام من الجبرتي مسويه
لا بد من علم مضى له وكانيه
مدري معه معنى ولا بان راعيه
لازم يبين العلم ويبين معناه
الناس دايم من بلدهم يشدون
وكل ديره للنقي دار مامون
وان طالت الايام لازم يعودون
كل يعود في ديرته ومثباه
لعل ماسيه ولعل ماباس
حق الله إني فيك قيست بقياس
مانستمع في جارنا هرجت الناس
لو قالوا العربان حنا حميناه
العذر ماهو بالثمن يشترونه
قانون مابين العرب يذكرونه
مثل العميل اللي يوفي ديونه
واللي يوفي عملته زان معناه
هذا كلام أبو محمد مسويه
ينصي الجبرتي جارنا الله يعافيه
اليوم شد وراح والبعد ناحيه
عساه يذكرنا كما ماذكرناه