تعتبر هذه القصيده آخر ماأبدعه شاعرنا الكبير الشاعر محمد بن شريف الجبرتي رحمة الله عليه وتأتي مسك الختام لمشوار طويل قابل فيه العديد من الشعراء أحرجهم وأحرجوه كسب منهم وكسبوا منه , كان طيلة حياته خصماً عنيداً صعب المراس متعباً لخصمه , بل كان رحمة الله مدرسة متكاملة استفاد منه العديد من الشعراء الشعبيين وخاصة شعراء الرد , وكان رحمة الله يصف الملعبه بميدان المعركه من حيث الكر والفر ومفاجئة الخصم والإستدراج أحياناً والإنقضاض حيناً آخر . وفي هذه القصيده جاء بيت يعتبر غايةً في الحكمه وغايةً في الفهم وهو قوله (( أثر في الشعر حسنات وسيّة)) . نعم بعد طول مراس أكد الجبرتي أن الشعر فيه الحسن والسيء , الحسن الذي يكسب قارئه ومستمعه المعرفه الطيبه , والحسن الذي يعود على قائله بالذكر الطيب وهناك النوع السيء الذي ليس من وراءه فائده .


القصيده

قريت الشعر بالمعني قريته
وأخذت الشعر بالمعنى صبيّا
وياكم بيت بالمعنى بنيته
وما قلته وماهو قيل فيّا
أنا لا جيت فالمحضر شريته
ويشهد جملة الجمهور ليّه
ومن يعرض على دربي وطيته
ولي صدمات فالمحضر قويّه
إذا منى نويت اللي نويته
طلبت الله خلُاق البريّه
قضيت الحق من خصمي قضيته
وأنا قاضي وحلال القضيّه
وكم ميقاف لربوعي حميته
وهذي من لوازمهم عليّه
إذا من أختلط سمنه بزيته
وراحت بين أهل هذي وذيّه
ترى ماينفع الرجال ليته
وكلمة ليت فالمحضر خطّيه
وأقول إنه بلاني وأبتليته
(( أثر في الشعر حسنات وسيّه ))