عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 04-05-2009, 01:21 AM
خليل العميشي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 728
افتراضي رد: طارقة المساء,, ذات السوار

مر وقتٌ طويل على رحيلها .. يوم أو يومان على الأكثر لا أتذكر!!

نعم يا صديقي كان وقتاً طويلاً جداً لا أعلم كيف تمكنت من قضاءه دونها..

كنت جالساً ذلكـ الصباح أراجع حديثنا ذلكـ المساء!!

لعلها قد ذكرت ما يدلني على أرضها أو إسمها؟؟


ممسكاً بسوارها لعلي أحضى بقليلٍ من الإرتياح و الأنس ..

لم يقطع حديث نفسي سوى صوتٌ كهديل الحمام يقول : صباح الخير يا حافظ السوار الأمين ..

لم أتحركـ من مجلسي و لم أتزحح بل أكتفيت بالنظر في وجهها مبدياً عزماً و تثاقلاً بدى مصطنعاً و مزيفاً بينما طار فرحي و شوقي يغني و يرقص كالأطفال ..

مرحباً يا طارقة المساء .. كيف أنتي مع الحياه ؟؟ تبدين مشرقه و متفائله !!

أصطنعتْ إبتسامةً و قالت : بخير و الحمد لله ..الفضل يعود لله ثم لكـ و لحديثكـ ذاكـ المساء عن الأمل و التفاؤل كنت مقنعاً و ملهِماً في تلكـ الليله..

صمتت قليلاً تنظر في عينيّ ثم أردفت مقاطعةً نظراتها : جئت لأشكركـ على حسن صنيعكـ معي !!

و لأطمئن على سواري .. قالت ذلكـ مبتسمه..

تجهمت ملامح وجهي على هذا الإختصار لكل ما دار بيننا ذلكـ المساء !!

مددت سوارها إليها و أنا جالس في مكاني و قلت : خذيه إن أردتِ .. أخشى أن يضيع مني !!

فأنا غير مهتمٍ بهِ كما ترين !!

جثت على ركبتيها أمامي و قالت : أنا آسفه يا حبيبي .. كنت أحاول ممازحتكـ ..

أرتفع صوتها و هي تكمل خطابها :

هل تحبني ؟؟

هل تريد أن أنزل في قلبكـ ليصبح داري و سكناي ؟؟

أجابت دمعةٌ من عيني أسئلتها و أطرقتُ رأسي و أومأتُ بهِ أن .. نعم

أنفجرت بالبكاء و دخلت في نوبةٍ هستيريه من الصراخ و النحيب !!

صاحت بي .. و صرخت : سامحني .. سامحني .. أرجوكـ

لا أريد أن يتألم أحدٌ بسببي .. سامحني .. سامحني

حاولت تهدئتها متعجباً من كلماتها و صراخها .. أهدئي .. أهدئي

كيف أُسامحُكي !!

و على ماذا !!

و كيف ذلكـ و أنتي تصرخين !!

هدئت قليلاً و أمسكت بيدي تهزها و تقول : عدني أن تسامحني أولاً !!

نظرت إلى عينيها و قلت لها : سامحتُكِ عند رحيلكـ ذاكـ المساء..

فأنا لا أستطيع حمل الضغينه على أحد هكذا أنا أو هكذا هو قلبي فلا يوجد شئٌ في نظري في هذه الدنيا يستحق أن ندنس قلوبنا بالحقد و الكره..

حتى من أساء لي أدعه لفعلته سيشقى بها ما بقي و بعد البقاء ,,

نكّستْ رأسها و قالت : لقد كذبت عليكـ تلكـ الليله ..

كنت هاربةً من وحشتي ذلك المساء و وحدتي ساقتني إليكـ لأن أهلي يعتزمون الرحيل عن هذه البلاد إلى بلادٍ بعيده لا أحبها ..

أريد أن أبقى هنا معكـ ..

بدى اليأس يدب في عيني و تذكرت بأني قد سامحتها ..

ما زدت على قولها إلا أن قلت معاتباً : لم لم تخبريني بذلكـ ؟؟

لو أخبرتيني ..

ما كنت لأبدأ !!

تجمد دمعي و إحساسي و بدأت يدي ترتعش ..

أمسكت بها و أخذت تبكي و تخاطبني..

لا تستعجل قد تشرق علينا شمس الأمل قريباً !!

أرجوكـ .. سأهرب من أهلي و أعيش معكـ !!

سحبت يدي بعنف و نهضت أردت أن أتصرف بعقلي لا بقلبي !!

كنت مضطراً لإظهار القليل من القسوهـ ..

خاطبتها بحدّه : أرجو أن تذهبي من هنا لتصلي لأهلكِ قبل حلول الظلام..

إلى هنا يكفي .. لا أستطيع المضيّ أكثر من ذلكـ

لا تأتي إلى هنا ثانيه !!

أجهشت بالبكاء و توسلتني : أرجوكـ .. أرجوكـ

لا تفعل هذا بي .. لقد وعدتني بأنكـ ستسامحني ؟؟

أنهضتها و قلت لها : لقد سامحتُكِ و أنتهى الأمر ..

بقي وعدٌ منكِ لي .. عديني و أرحلي ..

قالت بلهفه : ما هو ؟؟

قلت : عديني أن تكوني سعيده أينما ذهبتي و استوطنتي ..

قالت : كيف و أنت لست معي ؟؟

قد أعود لكـ ذات مساء و لو بعد سنين ..

نظرت إليها و قلت : لن أفتح لكي بابي .. كوني على ثقه ..

عديني و إلاّ لن أُسامحكِ !!

صمتت قليلاً ثم قالت : سأفعل إن شاء الله ما دام هذا يبقيكَ سعيداً ..

أدخلتُ إحساسي و أشواقي و لهفتي التي كانت تتأمل بصيصاً من الأمل..

أدخلتها جميعاً إلى داخل قلبي و أغلقت الباب خلفي ..

لا أعلم كم من الوقت بقت طارقة المساء واقفةً على باب قلبي ؟؟

لكني كنت متأكداً من بقائها وقتاً طويلاً ..

تلكـ كانت قصةُ طارقة المساء يا صديقي فإن طرق طارقٌ ما باب قلبكـ ذات مساء فلا تفتح لهُ مهما قال أو فعل ..

كنت قد أتكئت و من أثق بصدقهِ يحدثني و هو جالس ..

فأعتدلت و جلست و قلت له : يااااه يا صديقي الآن عرفت سرّ هذا الحزنِ في عينيكـ ..

ما أقسى قلبكـ !!

لم لم تخطفها من أهلها ؟؟

لم لم تقبل بعرضها بالهروب معكـ ؟؟

نظر إليّ من أثق بصدقهِ و قال غاضباً : أتريدني أن أهرب معها كالصبيان ؟؟

أو أخطفها كاللصوص ؟؟

أنسيت أننا قومٌ شرفاء ..

نقاتل بشرف .. و نحب بشرف !!

كنت أريدها حرةً مكرمه لا أن تبدو كأسيرةٍ مخطوفه ..

ما زاد من أثق بصدقهِ بعد ذلكـ إلا أن اضطجع على جنبهِ و رفع صوتهُ مغنياً بألم..


لا تعذليه فإن العذل يولعه
........ قد قلت حقا و لكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حدا اضر به
........ من حيث قدرت ان اللوم ينفعه
فأستعملي الرفق في تأنيبه بدلا
........ من عنفه فهو مضني القلب موجعه
قد كان مضطلعا بالخط يحمله
........ فضيقت بخطوب البين أضلعه
يكفيه من لوعة التفنيد أن له
........ من النوى كل يومٍ مايروعه
أستودع الله في بغداد لي قمراً
........ بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودي لو يودعني
........ صفو الحياة وأني لا أودعه
وكم تشفع أنى لا أفارقه
........ وللضرورات حالاً لا تشفعه
وكم تشبث بي عند الرحيل ضحى
........ وأدمعي مستهلات وأدمعه
لا أكذب الله ثوب العذر منخرق
........ عني بفرقته لا كن أورقعه
إني لأوسع عذري في جنايته
........ بالبين عنه ، وقلبي لا يوسعه
هل الزمان معيد فيك لذتنا ؟
........ أم الليالي ألتي أمضته ترجعه
في ذمة الله من أصبحت منزله
........ وجاد غيثا على مغداك يمرعه
من عنده لي عهد لا يضيعه
........ كما له عهد صدق لا أُضيعه
ومن يصدع قلبي ذكره ، وإذا
........ جرى على قلبه ذكري يصدعه
لأصبرن لدهرٍ لايمتعني
........ به ، ولا بي في حال يمتعه
علماً بأن اصطباري معقبا فرجا
........ وأضيق الأمر إن فكرت أوسعه
علَ الليالي التي أضنت بفرقتنا
........ جسمي ستجمعني يوما وتجمعه
وإن تنل أحدا منا منيته
........ فما الذي بقضاء الله نصنعه




انتهت القصه,,

آمل أن أكون قد أضفت لذائقتكم ما يرقى لها..


ودّي

التعديل الأخير تم بواسطة خليل العميشي ; 04-05-2009 الساعة 02:06 PM