عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-06-2011, 09:32 PM
الصورة الرمزية عبدالمحسن الحجيري
عبدالمحسن الحجيري غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: {ْجـــــدهـ ْْْْْْ}
المشاركات: 5,273
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى عبدالمحسن الحجيري
افتراضي إزدحـام السـير ومشـاكـله ...

إزدحام السير ومشاكله
إنعكاسات نفسيّة ومضاعفات جسديّة



إنّ الإزدحام الخانق الذي يسبّبه السيل اللامتناهي للسيارات والشاحنات والباصات وسائر وسائل النقل، غالباً ما يتسبّب بمشاكل كثيرة على الصعيدين النفسيّ والجسديّ. بحيث أنّ الزحمة الخانقة اليوميّة التي تُصادف المرء في معظم تجوّلاته، من شأنها أن تعكّر صفو باله، وتقضّ مضجعه، وتضايق إنسياب يومه بكلّ راحة.

كما أن الإنتظار لوقت طويل يتعدّى الساعة أحياناً، في خضمّ «عجقة» السيارات وأصوات الأبواق الغاضبة وصراخ السائقين الحانقين والإهانات المتطايرة وسواها من الإزعاجات المتكرّرة، تؤدّي إلى الشعور بالإحباط والحنق يومياً، كما تولّد جواً من التوتر يؤثّر في بقيّة النهار ويُعرقل الراحة النفسية للمرء مما ينعكس على أدائه وفعاليّته.

تشرح الدكتورة مارلين شختورة، الإختصاصيّة في الطبّ العام، الآثار السلبيّة الجسديّة المتأتية من جرّاء الإنتظار في زحمة السير وما تسبّبه من مشاكل وأمراض. كما تعرض المعالجة النفسيّة سحر عبيد، الإختصاصيّة في علم النفسيّ العياديّ، للإنعكاسات النفسيّة الناجمة عن التوتر الحاصل في إزدحام الطرق.

إزدحام السير

يمكن القول، لا بل الجزم، بأنّ كلّ شخص يقود سيّارته إلى العمل أو لقضاء حاجيّاته يومياً، أو يركب باصاً لينتقل من مدينة إلى أخرى، أو حتى داخل المدينة الواحدة، أو يستقلّ سيّارة أجرة، قد تعرّض في مرحلة ما لهذه المُعضلة التي لا حلّ جذريّاً لها. وكلّ واحد بيننا قد إختبر هذا الشعور بالتوتّر والإحباط الناتج عن ذلك الإزدحام الخانق للسير على الطرق الأساسيّة وحتى الفرعيّة أحياناً.

ولعلّ أبرز أوقات الزحمة هي تلك التي تتوافق مع بداية دوامات العمل والمدارس والجامعات، ومع إنتهائها وعلى وقت الظهيرة. ذلك أنه لا مجال مطلقاً للهروب من هذه الزحمة حينما تكون في أوجّها، بل يعلق المواطن في دوامة متكرّرة يومياً، ليعاني من سخط السائق المجاور وصخب ومحاولات تغيير خطّ السير من الذين يريدون تعديل وجهتهم أو إستباق السيارة التي أمامهم! ومن جرّاء ذلك، يحاول قدر المستطاع أن يتحمّل الوضع ويتحمّل حرارة الشمس القويّة خاصة في فصل الصيف، ويجاهد للحفاظ على هدوئه... لكنه يفشل بعد تكرار المحاولات عبثاً، ليتوتّر ويغضب ويثور أحياناً، وينعكس ذلك على طباعه ونفسيّته وحتى على حالته الجسدية وصحّته!

تعطي عالمة النفس كوني ليلاس Connie Lillas مثلاً تشبيهياً تستعين به بـ «حالة القيادة» لتوصل الفكرة عن ردّة فعل الإنسان حينما يواجه وضعاً مثيراً للتوتر، فتقول إنّ الشخص قد يتعامل مع الأمر بثلاث طرق مختلفة ألا وهي:

الدوس على دوّاسة البنزين Foot on the gas: وهي ردّة فعل غاضبة ومحنوقة تجاه عامل التوتر والضغط، يكون المرء خلالها غاضباً، متوتراً، منفعلاً وغير قادر على الإسترخاء.
الدوس على دوّاسة الفرامل Foot on the brake: وهي ردّة فعل مكتئبة وإنعزاليّة، يكون خلالها المرء خائر القوى ويفتقر إلى النشاط وينزوي.
الدوس على الدواستين معاً Foot on both: وهي ردّة الفعل بال«جمود»، بحيث لا يدري الشخص ماذا يفعل، ف«يجمد» تحت الضغط ويظهر شبه مشلول الحركة، لكنه يكون في الصميم منفعلاً.


م/ن
__________________
رد مع اقتباس