عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 06-03-2011, 06:27 AM
الدكتور سليم السلمي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 27
افتراضي تمتلكين الأسلوب القصصي

في المجمل تميزت القصة بالأسلوب القصصي الذي يسعى إليه القاص الماهر، حتى تصل الفكرة في أسلوب سهل يجعل المتلقي ينظر إليه بشوق وإثارة، تمنحه فرصة الإطلاع، ومتابعة الحدث.
استخدمتي اللغة الشعرية في القصة، وهذا من المستحسن " أحسس أن كل شيء يسخر مني، حتى تلك الحمامة الراقدة على بيضها فوق شرفة النافذة ". وفي مقطع آخر " لملمت حبال صوتي من بين سيل دموعي، فخرجت كلماتي متقطعة". وفي هذا المقطع أيضًا " دلفنا مع ممر كأمعاء تمساح، أبتلع فريسة سهلة، جعلها تتدحرج مع أمعائه كيفما شاءتْ". هذه اللغة الشعرية، التي يمتلكها الأديب المتكامل، أُهنئك عليها.
حاولي أن تبتعدي عن بعض االعبارات، التي تخالف الواقع المعاش، " وكان ضخم الجثة، أصلع الشعر، بدأ الشيب يخالط لحيته القابعة على رأس حنكه العريض، ذكرني بذلك الوحش...". هل المريض يقترب من الطيب، أم يبتعد؟. وجهة نظري أن المريض يحاول دائما أن يقترب من الطبيب؛ لأنه يريد الشفاء من الألم الذي يصارعه، ولا يراه كالوحش، وهذا يخالف الواقع المتعارف عليه (المعاش حاليًا).
وفي مقطع آخر تقولين" اوقفني معه في ظهيرة مشتعلة، يغلي معها جميع جسدي، تشاركها رياح السموم". هل المستشفى مشكوفة، أم تتميز بالتكييف، والبعيدة عن رياح السموم؟. في وجهة نظري أن المستشفى حاليا تتميز بالراحة، والهدو، وتشوبها رياح السموم.
فهذه العبارات تميت النص، وتجعل المتلقي( السامع أو القارئ) يبتعد عنه؛ لأنه يناقض الواقع الذي يعيش فيه.
وهذه الملاحظات لا تقلل من قيمة هذا العمل القصصي الطيب، الذي يجعل المتلقي ينظر إليه بعين الاعتبار، وحينما يمتاز بمعالم جذرية النص النثري، ويلتزم بقواعده الفاعلة، وحبكة تشابه حبكة الروايات العالمية الشهيرة.
وفي نهاية المطاف أقول أنت تحملين مستقبلاً زاهرًا يفوح بالعطر القصصي، والروائي مستقبلاً، وعلى هذا المسار لا تباعدين رجاء العالم ورجاء عبد الله الصانع في صنع الرواية إن شاء الله.
أرجو أن تكملي مسيرتك في الرواية، والقصة.
تحياتي

التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور سليم السلمي ; 06-03-2011 الساعة 10:21 PM
رد مع اقتباس