عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-30-2013, 04:47 AM
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: اليمن
المشاركات: 500
افتراضي رد: موسوعة طالب العلم

وقال الخليل عليه السلام: العلوم أقفال والأسئلة مفاتيحها، وعنه عليه السلام: زلة العالم مضروب بها الطبل، وزلة الجاهل يخفيها الجهل، وقال الحسن: رأيت أقواماً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: من عمل بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه، والعامل بغير علم كالسائر على غير طريق، فاطلبوا العلم طلباً لا يضر بالعبادة، واطلبوا العبادة طلباً لا يضر بالعلم، وقال يزيد بن ميسرة: من أراد بعلمه وجه الله تعالى أقبل الله بوجهه ووجوه العباد إليه، ومن أراد بعلمه غير وجه الله صرف الله وجهه ووجوه العباد عنه، وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا أخبركم بأجود الأجواد، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الله أجود الأجواد، وأنا أجود ولد آدم، وأجود من بعدي رجل علم علماً فنشره، يبعث يوم القيامة أمة وحده، ورجل جاد بنفسه في سبيل الله حتى قتل. وقال الثوري: كان يقال: العالم الفاجر فتنة لكل مفتون، عن الفضيل رحمه الله تعالى أنه قال: لو أن أهل العلم أكرموا أنفسهم وأعزوا هذا العلم وصانوه وأنزلوه حيث أنزله الله إذاً لخضعت لهم رقاب الجبابرة وانقاد لهم الناس، وكانوا لهم تبعاً، ولكنهم أذلوا أنفسهم وبذلوا علمهم لأبناء الدنيا فهانوا وذلوا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فأعظم بها مصيبة والله أعلم، وللقاضي العلامة أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني وقد أحسن كل الإحسان كأنما طرزت في خلع حسان: ولم أقض حق العلم إن كنت كلما بدا طمع صيرته لي سـلـمـا
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي لآخذ من لاقيت لكن لأخـدمـا
أأشقى به غرسـاً وأجـنـيه ذلة إذاً فأتباع الجهل قد كان أسلمـا
فإن قلت زند العلم كاب فإنـمـا كبا حين لم نحرس حماه وأظلما
لو أن أهل العلم صانوه صانهـم ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهونـوا ودنـسـوا محياه بالأطماع حتى تجهـمـا
وقيل: من لم يتعلم في صغره لم يتقدم في كبره، وقال الفضيل: شر العلماء من يجالس الأمراء، وخيرالأمراء من يجالس العلماء، وقال لقمان: جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بماء السماء، قيل: من عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار، وكان ابن مسعود رضي الله عنه إذا رأى طالبي العلم قال: مرحباً بكم ينابيع الحكمة ومصابيح الظلمة، خلقان الثياب جلا القلوب، رياحين كل قبيلة، وقال علي رضي الله عنه: كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه، ويفرح به إذا نسب إليه، وكفى بالجهل ضعة أن يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه، وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما آتى الله أحداً علماً إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه أحداً"، ودعا بعضهم لآخر فقال: جعلك الله ممن يطلب العلم رعاية لا رواية، وممن يظهر حقيقة ما يعلمه بما يعمله، وعن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "على باب الجنة شجرة تحمل ثماراً كثدي النساء، يخرج من تحتها عين ماء يشرب منها العلماء والمتعلمون مثل اللبن الحليب، والناس عطاش" وعن ابن مسعود رضي الله عنه، من تعلم باباً من العلم ليعلمه للناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبياً، وعن أنس رضي الله عنه، عن رسول صلى الله عليه وسلم: "ويل لأمتي من علماء السوء، يتخذون العلم تجارة يبيعونها لا أربح الله تجارتهم".
شعر: العلم أنفس شـيء أنـت داخـره من يدرس العلم لم تدرس مفاخره
أقبل على العلم واستقبل مقاصـده فأول العـلـم إقـبـال وآخـره
قال الشعبي: دخلت على الحجاج حين قدم العراق، فسألني عن اسمي، فأخبرته، ثم قال: يا شعبي: كيف علمك بكتاب الله? قلت: عني يؤخذ، قال: كيف علمك بالفرائض? قلت: إلي فيها المنتهى، قال: كيف علمك بأنساب الناس? قلت: أنا الفيصل فيها، قال: كيف علمك بالشعر? قلت: أنا ديوانه، قال: لله أبوك، وفرض لي أموالاً، وسودني على قومي، فدخلت عليه وأنا صعلوك من صعاليك همدان، وخرجت وأنا سيدهم.
قال البستي:
إذا لم يزد علم الفتـى قـلـبـه هدى وسيرته عدلاً وأخلاقه حسناً
رد مع اقتباس