عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-16-2008, 06:03 PM
الصورة الرمزية العويضي
العويضي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: جده
المشاركات: 1,164
افتراضي لم تشهده المحافظة منذ أكثر من 60 عاماً

لم تشهده المحافظة منذ أكثر من 60 عاماً
الجفاف يحصد مزارع نخيل بالكامل ويهدد 45 ألف نسمة بالعطش


جدة: حسن السلمي

تعيش محافظة الكامل (140 كلم شمال شرق جدة) والقرى التابعة لها حالة جفاف وعطش لم تشهدها منذ 60 عاماً بحسب كبار السن، نضبت على إثرها الآبار التي تسقي أكثر من ألفي مزرعة من مزارع النخيل ومختلف المحاصيل الزراعية، ودفعت بالكثير من المواطنين في بعض القرى لنقل المياه لمسافة مئات الكيلومترات كي يرووا عطشهم، نظراً لاعتمادهم الرئيسي في الشرب على مياه الآبار.
ولم تتوقف موجة الجفاف عند تلك الآبار فقط، بل تجاوزت ذلك إلى الآبار الرئيسية التي أنشأتها وزارة المياه والكهرباء لتوزيع المياه على الأحياء في داخل محافظة الكامل، حيث تسببت قلة مياه هذه الآبار في تأخر المياه عن السكان لعدة أسابيع ، مما دفعهم للبحث عن صهاريج المياه القادمة من محافظة خليص المجاورة، ومن محطات التحلية الصغيرة التي أقامها بعض الأفراد لغرض التجارة وبأسعار باهظة.
وأكد عطية سافر العلوي، وقليل عفين، ودخيل الله عبد ربه، وجابر السلمي، من أهالي قرى وادي السبعان بالكامل، أنهم أصبحوا يبحثون عن ماء للشرب فقط ، غير مهتمين حالياً بمزارعهم التي يصعب أن تعود إليها الحياة قريباً. وأشاروا إلى أنهم ينتظرون أي صهريج ليسقيهم مهما كان الثمن. وأبدوا تخوفهم من نضوب الآبار القليلة المتبقية التي يشربون منها، مؤكدين أنه في هذه الحالة ستحل بهم كارثة قد تدفعهم إلى ترك منازلهم والاتجاه إلى أقرب المدن.
وأوضحوا أنهم لم يشهدوا هذا الجفاف منذ أكثر من 60 عاماً، وأنه تسبب في موت 50 % من مزارع القرى المجاورة.
وأشار كل من عويد مهجي وجزاء عويض ورابح ستر، من أهالي قرى العقلة وحظي، إلى أن 30% من مزارعهم تعرضت لتلف نهائي جراء نضوب آبارها نهائياً من المياه منذ أكثر من 6 أشهر مضت. وأوضحوا أنهم كانوا في بادئ الأمر يقومون بجلب المياه بالصهاريج لسقيا نخيلهم، إلا أن استمرار هذا الجفاف ونضوب كثير من الآبار الأخرى جعلهم يتجهون للبحث عن أي صهريج لسقيا أبنائهم.
وذكروا أنهم ينتظرون الصهاريج القادمة من القرى المجاورة لأكثر من أسبوع أحياناً، وأنهم يفكرون جدياً في هجر منازلهم ومزارعهم والتوجه إلى المدن القريبة مثل مكة وجدة هروباً من العطش الذي قد تتزايد حدته في الأيام القادمة.
ويرى كل من عبد الرزاق الحرازي وفارع تعيب ونوار زعل، من أهالي مركز الغريف، أن استمرار هذا العطش والجفاف لأشهر قادمة قد يدفع الكثير من أهالي المحافظة والقرى التابعة لها إلى ترك منازلهم ومزارعهم والهجرة نحو المدن المجاورة وخصوصاً مع تزايد الجفاف وقلة الصهاريج التي زاد عليها الطلب خلال شهر رمضان المبارك، مطالبين في الوقت نفسه وزارة المياه بالبحث عن حلول دائمة تنقذ أهالي هذه القرى من العطش، وسرعة إيصال المياه المحلاة إلى المحافظة والقرى التابعة لها.
وأشار كل من حبيب الشيخ وضيف الله مسفر وعلي عون الله، من أهالي قرى العياب والرميضة وإهاله، إلى أنهم أصبحوا اليوم في حاجة ماسة إلى مياه الشرب بغض النظر عن مزارعهم مؤقتاً، مؤكدين أنهم يتجهون أحياناً إلى مدينتي مكة وجدة في سبيل البحث عن صهاريج الماء مهما كان ثمنها. وطالبوا وزارة المياه بإجراء دراسة عاجلة لهذه المشكلة ، ووضع الحلول المناسبة لها قبل أن يهجر السكان قراهم ومزارعهم ويتجهون إلى المدن الأخرى.
إلى ذلك، أوضح عبد الله السلمي مسؤول جباية تمور النخيل سابقاً أن عدد المزارع في محافظة الكامل والقرى التابعة لها يتجاوز ألفي مزرعة منتجة، وأن إنتاجها في السنوات الأخيرة بدأ في التناقص إلى أكثر من 50% بعد تعرض كثير من المزارع للعطش، مما أدى إلى موت نخيلها ، وأشجارها المثمرة، وأن هذه النسبة قابلة للزيادة إذا ما استمر الجفاف وقلت الأمطار، وقد يؤدي ذلك إلى نزوح السكان من قراهم نحو القرى الأخرى ، والمدن المجاورة في سبيل البحث عن المياه.
إلى ذلك، أكد مدير فرع الزراعة بمحافظة الكامل حسن بن حسين السلمي أن إنتاج التمور في المحافظة قد تناقص إلى 40% حالياً، وأن أعداد المزارع بدأت في الانخفاض بحوالي 20% ، مرجعاً الأسباب إلى الجفاف والعطش الشديدين اللذين تمر بهما جميع قرى المحافظة، وأن 98% من نخيل قرية الدوارة قد تعرض للتلف الكلي نتيجة العطش ، وكذلك نخيل قرية حظي الذي انتهى بنسبة 100%.
وأضاف أن الآبار التي يعتمد عليها الناس كلياً في سقيا مزارعهم وأبنائهم في هاتين القريتين قد جفت كلياً ، مشيراً إلى أن الآبار اليدوية التي أنشأتها وزارة المياه منذ زمن طويل لم تعد تفي بالغرض في الوقت الحالي لنضوبها من المياه ، مع أن السكان يعتمدون عليها اعتماداً كلياً ، والآن نتجت المشكلة بعد هذا الجفاف الذي أصبح يؤرق الناس في هذه القرى ، وينذر بعطش متزايد إذا لم تتخذ إجراءات مناسبة حياله.
من جهة أخرى، أكد محافظ الكامل مطلق بن ناصر البقمي أن عدد سكان محافظة الكامل يبلغ حوالي 45 ألف نسمة، وأن الجفاف الحالي الذي تشهده معظم قرى المحافظة ناتج عن قلة الأمطار، وأن بعض كبار السن أوضحوا أنهم لم يشهدوا هذا الجفاف منذ 60 عاماً تقريباً. وأشار إلى أن هذا الجفاف أدى إلى نضوب معظم آبار المزارع التي يعتمد عليها السكان في مأكلهم ومشربهم وقضاء احتياجاتهم.
وعن أبرز الإجراءات التي اتخذتها المحافظة في سبيل التصدي للمشكلة، أوضح البقمي أن مشكلة المياه من أهم الموضوعات التي تدرج باستمرار في اجتماعات المجلس المحلي بالمحافظة، وأنه تم الرفع بعدة مقترحات للتصدي للجفاف إلى مجلس منطقة مكة، ليتخذ حيالها الإجراء اللازم.
وأشار إلى أن أبرز هذه الاقتراحات هو إنشاء السدود الخراسانية الصغيرة في الأودية الصغيرة والكبيرة لحفظ المياه في تلك الأودية ، وأن وزارة المياه قد قامت فعلاً بترسية عدة مشاريع لإنشاء سدود في بعض الأودية كسد وادي بح ، ووداي شوان ، ووادي العياب ، وبطحان.


http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2755&id=22490
__________________
رد مع اقتباس