10/3/1432هـ

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.

\7

أحبتي في الله حديثي إليكم اليوم عن حديث من أحاديث مَنْ لاينطق عن الهوى ـ إن هو إلا وحيٌ يوحى ـ إنه الوحي الثاني السنة المطهرة .

\7

شرح بعض المفردات

قوله (أمرت) هكذا جاء مبني لما مالم يسم فاعله ، والفاعل يحذف أما للعلم به أو للتعظيم والتفخيم أو يحذف للتحقير ، وهنا حذف للعلم به فالله هو الامر والرسول هو المأمور المنفذ لما أمربه.
قوله ( أقاتل ) قال أقاتل ولم يقل أقتل فالمقاتلة لايلزم منها القتل بل معناها هنا الالزام بالأمر الشرعي أمالقتل فهو إزهاق النفس . وفي الحديث الصحيح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه ، فأن أبى فليقاتله نماهو شيطان) أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي سعيدالخدري - رضي الله عنه. فالمقاتلة هنا بمعنى الدفع لا القتل.

قوله ( الناس ) لفظ عام أريد به الخاص وهم الكفار .
قوله ( حتى يشهدوا أن لاإله إلاالله وأن محمد رسول الله) حتى أما أن تكون للتعليل أي ليشهدوا ، أو تكون للغاية مثل قوله تعالى ( لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) أي حتى رجوع موسى . وقوله ( يشهدوا ، أي يقولوا بألسنتهم نشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويعتقدونها بقلوبهم ، فالناطق بالشهادتين يكون مسلما أماحقيقة وأما حكما فمن التزم بمادلت عليه فهو مسلم على الحقيقة ومن لم يلتزم فهو مسلم ظاهرا لاباطنا ، وهذاحال المنافقين الذين يقولون بالاسنتهم ماليس في قلوبهم . نعوذ بالله.
قوله ( عصموا مني ...الخ ) أي لاتحل أموالهم ولايحل قتالهم إلا بحق الإسلام أي مايوجبه الإسلام
من الحدود مثل قتل المحصن إذا زنى والمرتد عن الدين ومن قتل نفسا معصومة بغير حق .
قوله ( وحسابهم على الله ) أي فيما يسرون من الكفر .

فوائد الحديث
1- إن النبي - صلى الله عليه وسلم- رسول لايكذب .
2- إن الإسلام يعصم الدماء والأموال والأعراض ويثبت المكلية الفردية . القوله (وأموالهم ) فأضافها إليهم .
3- إن الكفار تباح دماؤهم وأموالهم .عدا الذمي والمعاهد والمستأمن .
4- إن القول قد يطلق على الفعل . لقوله فإذا فعلوا ذلك .