عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-06-2010, 06:37 PM
الصورة الرمزية عبدالعزيز البارودي
عبدالعزيز البارودي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: أين ~ ما أكـ ~ ون
المشاركات: 1,397
افتراضي أبتعد عن ما يحزنك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




ابتعد عن ما يحزنـك ،، درة من كلام ابن عثيمين - رحمه الله -‎


قال الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا
بالابتعاد عنه ،فالله سبحانه وتعالى قال :
(إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله )

والله تعالى إنما أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء،فالمراد :
أن نبتعد عن كل ما يحزن ,


و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(إذا كنتم ثلاثةً، فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس؛ من اجل أن ذلك يحزنه )
فكل ما يجلب الحزن للإنسان فهو منهي عنه.




أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من رأى رؤيا يكرههاأن يتفل
عن يساره ثلاث مرات , ويستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان ,وينقلب
إلى جنبه الثاني , ولا يخبر بها أحدا ، ويتوضأ ويصلي ,كل هذا من أجل أن يطرد
الإنسان عنه هذه الهموم
التي تأتي بها هذه الأمراض ,




ولهذا قال الصحابة : لقد كنا نرى الرؤيا فنمرض منها ، فلما حدَّثَهم
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث ؛يعني استراحوا ،
ولم يبق لهم هم ,فكل شيء يجلب الهم والحزن والغم فإن الشارع
يريد منا أن نتجنبه



ولهذا قال الله تعالى :
( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج )
لأن الجدال يجعل الفرد يحتمي ويتغير فِكْرُهُ من أجل المجادلة ، سيحصل له
هم ويلهيه عن العبادة .


المهم اجعل هذه نصب عينيك دائما ؛أي : أن الله عز وجل يريد منك أن
تكون دائما مسرورا بعيدا عن الحزن




والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات :
حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة


الماضية : يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم ؛لأنها انتهت بما هي عليه إن
كانت مصيبة فقل : ((اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها)) وتناسى،
ولهذا نهى عن النياحة ، لماذا ؟ لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها.




المستقبلة : علمها عند الله عز وجل ،اعتمد على الله ،وإذا جاءتك الأمور فاضرب
لها الحل ,لكن الشيء الذي أمرك الشارع بالاستعداد له فاستعد له.



والحال الحاضرة هي : التي بإمكانك معالجتها , حاول أن تبتعد عن
كل شيءيجلب الهم و الحزن والغم ،لتكون دائما مستريحا منشرح الصدر،
مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية ,
فإذا جربت هذا استرحت ؛
أما إن أتعبت نفسك مما مضى ، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم
يأذن به الشرع ،فاعلم أنك ستتعب ويفوتك خير كثير].





منقول من شرح العلامة ابن عثيمين لكتاب بلوغ المرام (كتاب البيوع).
رد مع اقتباس