كالعاده ...
طلبت كوب قهوتي ... وانتظرته حتى انتهى ...
احتضنته بين كفي حتى أستمد من حرارته دفء يسري لداخلي ...
آآآه ... يا مقعدي ... أطلت الغياب عنك ....
جلست على ذات الطاوله ...
أخرجت أوراقي ... وأجلست أحرفي أمامي ...
وهمست لهن ألا ضجيج ...
ففي المقهى من يعشق الصمت ... ويحب السكون ...
وأخذت قلمي وبدأت بترتيب أفكاري ...
... بدأت الحروف بالاقتراب من كوب القهوة ...
حرف حرف ...
فمنظر بخاره المتصاعد منه شد انتباهها ...
أراقبهم ... من بعيد حتى أرى صنيعهم ...
اقتربوا منه ...
فدفع الألفالنون ...
فسقطة نقطة النون على سطح الطاولة ...
فأحدثوا جلبه شدت الانتباه ...
نظرت لهم من خلف الكوب ...
فانزووا في خجل ...
ابتسمت لهم ... وأعدت نقطة النون إليه ...
وعاودت الهمس لهم ...
أن لا ضجيج ...
عادوا إلى أماكنهم ...
ولكن ما زال الفضول يدفعهم لرؤية ما سبب هذا البخار ...
حملتهم على راحية يدي ...
وجعلتهم ينظرون للقهوة من فوق ...
وأعدتهم ... هدأوا قليلا ثم بدأ الهمس ...
بينهم ...
,,,؛؛؛؛ الألف يقول للكاف :
أرأيت مدى سواده ...
ترد عليه : ولكن له هيبة غريبه ...
يقاطعهم الدال وكله حيرة ... بخاره كثييييييييف ...
يأتي النون من بعيد ... قائلا إني أره دوما معنا في هذا المكان بالذات ...
علت همساتهم ... وشعرت أن النقاش سيزداد بينهم ...
فهولاء حروف أربعه ... والبقية كثير ...
شربت قهوتي على عجالة من أمري ...
ونظرت إلهم نظرة عتاب ...
ولملمتهم حيث قد تناثروا على الطاولة ...
وأرجعتهم إلى صندوق قد حاوهم منذ سنين عده ...
وحملت أوراقي وأفكاري وقلمي ...
وعدت أدراجي ...
وكل ما كان هنا مجرد ,,/// هذيان وأرق ...