عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 09-25-2009, 08:08 AM
بن جايل الصادري غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 344
افتراضي رد: كتاب مصابيح الضياء في معرفة المنازل والأنواء




رابعا : ( نوء المرزم )

هو النوء الذي يحل بعد نوء ( الجوزاء ) مباشرة ، ويأتي بعد نهايته نوء الكليبين .

ويبدأ أول أيام نوء المرزم من يوم 29 تموز ( يوليو ) ، وينتهي بنهاية يوم 10 آب ( أغسطس ) .

وذلك مدة ( 13 يوما ) .


وقد أشتق اسم ( المرزم ) من قول العرب :


( رزم الشتاء رزمة ) .


أي بمعنى ( برد ) .


حيث أن نجم المرزم يظهر مساء مع كوكبة الجوزاء ، وكوكبة الكلب الصغير في أشهر فصل الشتاء .


وأم مرزم : الشمال ، أو الريح .

والمرزمان : نجمان ، أحدهما مع الشعرى الغموص ، والآخر مع كوكبة الجوزاء ( الجبار ) ..

1 - الشعرى الغميصاء ( الغموص ) :

وهي التي تسمى بالشعرى ( الشامية ) .

والشعرى الشامية ، نجم ساطع جدا ، يظهر بلون أصفر ، وهو النجم الرئيس في كوكبة الكلب الصغير .

ويصحب نجم الشعرى الشامية ؛ نجم صغير ، أحمر اللون ، خافت الضوء ، يدور معها ..
يطلق عليه اسم ( المرزم ) .


وأحيانا يضاف إليه لقب الذراع ( لتمييزه عن نجم المرزم الموجود في كتف الجبار اليسرى ) ، فيقال :
( مرزم الذراع ) .


والذراع : هي ، ذراع الأسد المبسوطة .


وهي كوكبة ( الكلب الصغير ) ، ونجمها الرئيس ( الشعرى الشامية ) .


2 – كوكبة الجوزاء ( الجبار ) :

كوكبة الجوزاء ، هي الجبار ، ويسمى النجم الموجود في الكتف اليسرى للجبار اسم ( المرزم ) .


والمقصود هنا بنجم المرزم ( الذي سمى هذا النوء باسمه ) هو مرزم ( الشعرى الغميصاء ) .

لأن مرزم الجوزاء لا نوء له وليس من المنازل ، وقد ذكرا جميعاً بالنوء على ذكر الشعريين والسماكين .

قال جدار :
أحتبك جد المرزمين متى ينجدا بنـوال تـغـورا

ونوء المرزم يشتمل على منزلة واحدة من منازل الشمس و القمر هي :

1 – منزلة الذراع .


( 12 ) منزلة الذراع

الموقع الفلكي : تقع بين منزلة الهنعة ، وبرج الثور غربا ، وبين منزلة النثرة ، وبرج السرطان شرقا .

إلى الشمال من خط الاستواء السماوي ، و يمر أسفلها مدار البروج .

وأفضل وقت لرؤيتها مساء في فصل الشتاء في شهر شباط ( فبراير ) .


وقت دخولها :

تنزلها الشمس ظاهريا مدة ( 13 يوما ) ، بداية من يوم 29 تموز ( يوليو ) ، لنهاية يوم 10 آب ( أغسطس ) .


المميزات الفلكية : منزلة الذراع وهي ذراع الأسد المقبوضة ، وهما نجمان بينهما مقدار سوط .


وللأسد ذراعان مقبوضة ومبسوطة .

فالمقبوضة منهما هي اليسرى ، وهي الجنوبية ، وبها ينزل القمر وسميت مقبوضة لتقدم الأخرى ( المبسوطة ) عليها ، ولارتفاعها عنها في السماء .

والمبسوطة منهما هي اليمنى وهي الشمالية .

وأصحاب الصور يجعلون هذه الذراع ( المبسوطة ) في صورة ( الكلب الأصغر ) .

وربما عدل القمر عنها ، ونزل في الذراع المقبوضة ‏.

وأحد نجوم منزلة الذراع ( ذراع الأسد المبسوطة ) ؛ الشعرى الغميصاء ، وهي تقابل الشعرى العبور ( الشعرى اليمانية ) ، والمجرة بينهما .

وقد تكبر ، فيقال : الغمصاء .

قال أبو عمر :
وهي الغميصاء ، والغموص .

ويقال لكوكبها الصغير ، الأحمر الشمالي ( المرزم ) ، أو ( مرزم الذراع ) بإضافته إلى الذراع .

والمرزم ؛ مرزمان .

فأحدهما هذا الذي في منزلة الذراع ( ذراع الأسد المبسوطة ) ، وهو ( مرزم الذراع ) .

والآخر هو نجم المرزم ، في الكتف اليسرى لكوكبة الجوزاء ( الجبار ) .

قال :
ونائحة صوتها رابـع بعثن إذ أخفق المرزم

والمقصود في قولهم : ( إذا ارتفع المرزم ) ، أو طلع المرزم .

هو نجم ( المرزم ) الذي في الذراع ، لأن مرزم الجوزاء ( الجبار ) لا نوء له ، وليس من المنازل .

وقد ذكرا جميعاً بالنوء على ذكر الشعريين والسماكين .


قال جدار :
أحتبك جد المرزمين متى ينجدا بنـوال تـغـورا

وقال ابن كناسة :
الذراع المقبوضة بأسرها هي المرزم .

وحكي مثل ذلك عن الغنوي .

ومن أحاديثهم :
كان سهيل والشعريان مجتمعة فانحدر سهيل فصار يمانياً، ونعته العبور عبرت إليه المجرة وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل ، حتى غمصت .

والغمص في العين ضعف ونقص .

وقالوا :
ربما عدل القمر عن الذراع المبسوطة ، فنزل بالذراع المقبوضة .

وحقيقة الأمر ؛ أن ذراع الأسد المقبوضة ( منزلة الذراع ) هي رأس ( برج التوأم ) .

ومنزلة الذراع ( رأس التوأم ) :

هي نجمان ، أحدها شمالي ، والآخر جنوبي ، بينهما مقدار سوط .

فالجنوبي منهما هو نجم ( رأس التوأم ) أو ( مؤخر التوأم ) وهو نجم أصفر اللون ، من القدر
الأول ، والشمالي منهما نجم مقدم التوأم أو ( رأس أفلون ) وهو نجم أبيض اللون من القدر الثاني يبدو في المناظير الفلكية ستة نجوم تدور حول بعضها البعض ، في نظام خاص .

ويكون نجم رأس التوأم المقدم ، ونجم رأس التوأم المؤخر مع مجموعة النجوم القريبة منها ما
يسمى برج التوأم ( الجوزاء ) .

وقد تخيل الأقدمون نجوم هذا البرج على هيئة توأم .


حيث أن اليونانيين - كما في خرافاتهم – قد تصوروا النجمين كابنين شقيقين للملكة ( ليـدا ) زوجة ملك إسبرطة .


وقد سمى العرب أحدهما التوأم المقدم ، والآخر التوأم المؤخر .

حيث تنتظم نجوم هذا البرج على شكل شبه منحرف ، يمثل أحد ضلعيه نجم التوأم المؤخر ، وهو واحد بلونه الأصفر من القدر الأول .

ونجم التوأم المقدم ، ذي اللون الأبيض ، الذي يبدو في المناظير الفلكية ستة نجوم تدور حول بعضها البعض في نظام خاص .


قال الحسين بن يونس الحاسب في كتابه في هيئة الصور الفلكية ‏:‏


والناس مخطئون في ذلك ( يقصد إطلاقهم اسم الجوزاء على برج التوأم ) ؛ وإنما الجوزاء هي الصورة المعروفة بالجبار في الصور الجنوبية وقدم التوأم الأيمن بعض كواكب الجبار التي على تاجه ‏.‏

قال ‏:‏
والتوأم على خط وسط السماء ، جسدان ملتصقان برأسين ، يظهر لكل واحد منهما يد واحدة
، ورجل واحدة ، والرأسان في جهة المشرق ورجلاهما في جهة المغرب والذراع الشامي هو الرأسان ويده اليمنى وهي التي في جهة الشمال ، هي الذراع اليماني .

والمضيء من الذراع اليماني يسمى الشعرى الغميصاء و يده اليسرى ممتدة إلى التوابع

ومما يتميز به هذا البرج ، ظهور عدد كثير من الشهب ، قرب منتصف كانون أول بمعدل 60 شهابا كل ساعة تقريبا .

كما أن كلا من كوكبي ( أورانوس ) و ( بلوتو ) اكتشفا عند المرور به .

الظواهر الطبيعية :- يستمر فيها اشتداد الحر .

- تنشط فيها رياح السموم اللاهبة .

- ترتفع فيها درجة الرطوبة .

- تسود فيها الرياح الشمالية الشرقية .

- نوءها محمود ؛ قلما يخلف مطرها في البلدان الممطرة صيفا .

وتزعم العرب :

( أنه إذا لم يكن في السنة مطر ، لم يخلف نوء الذراع ) .

- ينزل فيها ( بإذن الله تعالى ) مطر خفيف ، مع سماع صوت الرعد أحيانا .

- تتشكل فيها الغيوم .

- يتشبع الهواء فيها بالرطوبة .

- تهب فيها ( أحيانا ) العواصف الترابية .

- ظل الزوال فيها قدم واحدة ( 30 سنتيمتر ) .

- يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الصغرى ( 28 درجة مئوية ) .

- يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الكبرى ( 45 درجة مئوية ) .

- يبلغ طول النهار في أولها ( 13 ساعة و 25 دقيقة ) .

- يبلغ طول الليل في أولها ( 10 ساعات و 35 دقيقة ) .

- يستمر الليل بأخذ أربع درجات من النهار ( 16 دقيقة ) حتى يبلغ طوله في نهاية منزلة
الذراع ( 10 ساعات و 51 دقيقة ) .

- تتوسط فيها المجرة في السماء .

- ينضج فيها الرمان .

- يكثر فيها ليمون أبو زهيرة .

- يكثر في آخرها الرطب .

- يكثر فيها تواجد الفواكه الصيفية .

- يكثر فيها تواجد الأفاعي .

- تبدأ في آخرها طيور الخواضير بالهجرة .


المظاهر البشرية :
- المنزلة الخامسة من منازل فصل الصيف .

- تعرف عند عامة أهل الحرث باسم ( المرزم ) و ( طباخ اللون ) .

- ينصح فيها المزارعون بكثرة سقي المزروعات ، مع تقصير فترات الري ، وعدم الإسراف .


- فيها آخر زراعات القيظ .

- يتم فيها قلع فسائل النخيل ، وزراعتها ، حتى نهاية شهر أيلول ( سبتمبر ) .

- يتم فيها استخراج اللؤلؤ من قاع الخليج العربي .

- يتم فيها جني ثمار النخيل حتى منتصف شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) .


يزرع في منزلة الذراع :

- فسائل النخيل .

- البطيخ ، والشمام .

- الذرة الصفراء .

- القثاء ، والخيار .

- الملوخية ، والجرجير .

- القرع ، الباذنجان ، والكوسة .

- البصل ، الفلفل ، والثوم .

- الباميا .

- الطماطم .

- الملفوف ، وزهرة القرنبيط .

- السمسم .


تقول العرب في طلوعها :

( إذا طلعت الذراع حسرت الشمس القناع ، وأشعلت في الأفق الشعاع ، وترقرق السراب في كل قاع ، وكنست الظباء ، والسباع ) .
__________________
انا وان أحسابنا كرمت
لسنا على الأحساب نتكلّ
نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعلّ فوق مافعلّ
رد مع اقتباس