عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 09-25-2009, 09:07 AM
بن جايل الصادري غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 344
افتراضي رد: كتاب مصابيح الضياء في معرفة المنازل والأنواء

سابعا : ( نوء الوسم ) .والوسم لغة : أثر الكي .

والوسام ، والسمة ( بالكسر ) : ما وسم به الحيوان من ضروب النقوش ، والصور .

والميسم ( بكسر الميم ) : المكواة .

وتوسم : طلب كلأ الوسمي .

والوسامة : أثر الحسن .

وهو في علم الفلك : النوء الذي يحل بعد نوء ( سهيل ) مباشرة ، ويأتي بعد نهايته نوء ( المربعانية ) .

ويبدأ أول أيامه من يوم 16 تشرين أول ( أكتوبر ) حتى نهاية يوم 6 كانون أول ( ديسمبر ) ، وذلك مدة ( 52 يوما ) .

ثم يحل بعده نوء ( اربعانية الشتاء ) المربعانية .

ونوء الوسم ( ليس نجما ) ؛ إنما هي صفة ، اتصفت بها مجموعة الأيام التي ( ينزل فيها المطر ) ، الواقعة بين نوء سهيل ، ونوء المربعانية .

حيث أن ذلك المطر النازل في تلك الأيام ( يسم ) الأرض بالاخضرار ؛ فينتج عنه ( بفضل الله سبحانه وتعالى ) أن ينبت : الفقع ، والشيح ، والروض ، والنفل .. وكافة الأعشاب البرية . لذلك قالوا عنه ( وسما ) .

أهم مظاهر طلوع ( نوء الوسم ) :


1 – يكون الجو فيه رطبا .

2 - يتقلب فيه اتجاه هبوب الرياح .

3- تزداد فيه البرودة آخر الليل .

4 – ينزل فيه المطر بإذن الله تعالى .

5 – تهب فيه العواصف المحملة بالغبار .

6 – تظهر فيه السحب من الجهة الغربية .

7 - تهب في آخره الرياح الشديدة الباردة .

8 - تهب في آخره الرياح الجنوبية المؤذنة بدخول فصل الشتاء .

9 - يبدأ فيه هيجان الإبل .

10- ينبت فيه الكمأ ، النفل ، الروض ، وجميع الأعشاب البرية المفيدة للرعي .


ويشتمل نوء ( الوسم ) على ( أربعة ) منازل من منازل الشمس ، والقمر ..
وهي ، منازل :

العواء ، السماك ، الغفر .

وهي مجموعة نجوم من ( برج العذراء ) .

ومنزلة الزبانا .

وهي إحدى كفتي ( برج الميزان ) .

وأولى تلك المنازل ، منزلة ( العواء ) .


( 18 ) منزلة العواء

الموقع الفلكي :تقع بين نوء الصرفة في برج الأسد غربا ، وبين نوء السماك في برج العذراء شرقا ، شمال خط الاستواء السماوي .

وأفضل وقت لرؤيتها مساء في فصل الربيع في شهر أيار ( مايو ) .


وقت دخولها :

تنزلها الشمس ظاهريا بداية من يوم 16 تشرين أول ( أكتوبر ) ، لنهاية يوم 28 تشرين أول ( أكتوبر ) مدة 13 يوما .


المميزات الفلكية :
هي خمسة نجوم على أثر الصرفة ، غير نيرة ، أربعة من القدر الرابع ، والأوسط منهن ( زاوية العواء ) من القدر الثالث .

وهي تظهر على شكل الحرف ( ى ) باطنه جهة الغرب ، وكان اعتبر ابتداؤها من الشمال وعطفها من جهة الجنوب لكن المصطف منها أربعة ، والمنعطف واحد .

وابن كناسة جعلها أربعة أنجم ، وهي خمسة لمن شاء ، ومن شاء ترك واحداً .
وزعم أبو يحيى أنها سميت العواء بالنجم الرابع الشمالي منها ، وإذا عزلت عنها هذا النجم الرابع ( زاوية العواء ) كانت الباقية مثفاة الخلقة .

ويقال لها أيضاً : وركا الأسد .

والعواء : الكلب .

لذلك شبهتها العرب بكلاب تتبع الأسد ، وتعوي خلفه ، وأطلقوا عليها اسم ( العواء ) .

والعواء ( تمد ، وتقصر ) يقال لها :
عواء البرد .

يزعمون أنها إذا طلعت ، أو سقطت أتت ببرد .

وأصحاب الصور يجعلونها في برج ( السنبلة ) على صدرها ‏.


وهي جزء من برج العذراء ( السنبلة ) .


قال حسين بن يونس‏ :‏

والعرب تسميها السنبلة ؛ وهو خطأ ، وإنما هي ( حاملة السنبلة ) ، ورأسها في الشمال بميلة
الى المغرب ، ورجلاها في الجنوب وهي مستقبلة المشرق وظهرها إلى المغرب‏ .


قال‏ :‏


ورأسها نجوم صغار مستديرة ، كاستدارة رأس الإنسان ، تكون جنوبية من نجمي : الخراتين .
ومنكباها أربعة نجوم تحت هذه إلى الشرق ، وجناحها الأيمن ستة نجوم كهيئة الجناح .

وبرج العذراء ( حاملة السنبلة ) ؛ تنتظم نجومه على هيئة مثلث متساوي الساقين ، يمتد أحد أضلاعه ليتصل بخط يوازي القاعدة تقريبا .

وأهم نجم فيها هو ألمعها ، ويدعى ( زاوية العواء ) .

عرفت نجوم هذا البرج باسم العذراء ، وباسم ( فينوس ) أحيانا أخرى .

كما عرفها المصريون القدماء باسم ( إيزيس ) ، وهي فتاة تحمل في يدها سنبلة قمح ، لذلك
تسمى مجموعة هذا البرج في بعض الكتب القديمة باسم ( برج السنبلة ) .

ألمع نجوم هذا البرج نجم ( السماك الأعزل ) ، أو سبيكة القمح ( سنبل ) . وهو نجم ساطع أبيض اللون يبعد عن الأرض مسافة قدرها ( 235 سنة ضوئية ) .


الظواهر الطبيعية :
- يعتدل فيها الجو نهارا ، وتزداد فيها البرودة ليلا .

- يبدأ فيها موسم نزول الأمطار ، و مطرها محمود ، ينبت :

الفقع ، والشيح ، والنفل ، والروض ، وجميع الأعشاب البرية المفيدة للرعي .

- تظهر فيها السحب من جهة الغرب .


- يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الصغرى ( 19 درجة مئوية ) .


- يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الكبرى ( 35 درجة مئوية ) .


- يبلغ طول النهار في أولها ( 11 ساعة و 29 دقيقة ) .

- يبلغ طول الليل في أولها ( 12 ساعة و 31 دقيقة ) .

- يستمر فيها الليل بأخذ أربع درجات ، ونصف الدرجة ( 18 دقيقة ) من النهار ، حتى يبلغ طوله في نهاية العواء ( 12 ساعة و 49 دقيقة ) .


- ابتداء من اليوم الثامن من أيامها ، حتى اليوم الرابع من منزلة السماك ؛ يكون وقت أذان ( صلاة الظهر )
قد بلغ أبكر مدى له في التقدم طوال العام ، حيث يحين الأذان في الساعة ( 11 صباحا و 48 دقيقة ) .


- يبلغ طول ظل الزوال فيها متر ، ونصف المتر ( 150 سنتيمتر ) .


- يبرد فيها الماء صباحا .


- يتحرك فيها الزكام .


- يحلو فيها الرمان ويطيب أكله .


- غالبا ما تضع فيها الأغنام مواليدها .


- تحدث فيها هجرة طيور :
الصقور ، الحبارى ، الكروان ، والسمق .
المظاهر البشرية :
- أولى طوالع نوء الوسم الماطر ( لذلك تسمى ثريا الوسم ) الذي تعظم من مطره الكمأة مع شدة بياض .

وعدد أيام نوء الوسم ( 52 يوما ) .

- رابعة منازل فصل الخريف .


- مع برود الماء صباحا ، يبدأ فيها تشغيل مدفئات الماء ( السخانات ) .


- يكثر فيها جني ثمار النخيل ( خراف ، جذاذ ، حصاد ، صرام ) حتى منتصف شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) .


- يغرس فيها فسائل النخيل ، والشجر لاعتدال جوها .


- ينصح فيها المزارعون بكثرة سقي جميع المزروعات .

يزرع فيها :

- القمح ، الذرة البيضاء ، الذرة الرفيعة ، الشعير ، والحبة السوداء .

- البقدونس ، الكرفس ، الكزبرة ، اليانسون ، الخس ، السبانخ ، الكراث ، الجرجير ، النعناع ، الهندباء ،

- الخبيز ، واللخنة .

- البصل ، الفلفل ، والثوم .

- البطاطس ، البطاطا الحلوة ، الفجل ، الشمندر ، السلق ، الجزر ، واللفت .

- البقول بأنواعها ، مثل : البازلاء ، الفاصوليا ، والفول .

- الليمون ، البنزهير ، الطماطم ، والفراولة .

- البرسيم .

- الخضار الشتوية .


- والأمراض المحتمل أن تصيب المزروعات : ( البياض على أوراق الشجر ) ، والمن ( الندوة العسلية ) .

تقول العرب في دخولها :

( إذا طلعت العواء ، طاب الهواء ، وضرب الخباء ، وكره العراء ، وشنن السقاء ) .

ومعنى قولهم : ( شنن السقاء ) : أي يبس ؛ لقلة استقاء الماء فيه .
__________________
انا وان أحسابنا كرمت
لسنا على الأحساب نتكلّ
نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعلّ فوق مافعلّ
رد مع اقتباس