تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتدى الــعـــام > منتدى المواضيع العامة
منتدى المواضيع العامة هذا المنتدى مخصص للمواضيع التي لا يوجد لها قسم.

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-13-2009, 03:51 PM
ديرتي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 105
افتراضي طوبى لنا نحن الأموات ..الحمدلله الموتى لا يعودون ..

بسم الله..

نمت طويلا..
قمتُ وأشعر بألم في أركاني ، بالكاد أسير ، خرجت الى الشارع ، لعلها تلين مفاصلي المتيبسة.

تمشيتُ وكأنني منذ مدةٍ لم اسر في تلك الشوارع ، شدني متجر لبيع زيت الزيتون ، فدخلت ذلك المحل ، فرأيتُ البائعَ يخلطُ الزيتَ ببعضهِ البعض ، فظننتها تركيبة زيتيه ، وما أن اقتربتُ منه حتى رأيته يخلطُ قليلا من زيتِ الزيتونِ مع كمية أكبر من زيوتٍ مختلفةٍ رديئة , ثم يبيعها على أنها زيت زيتون صافي. فدهشتُ من جراءته في الغش أمامي ، دونما أن يضع أي اعتبار لي. فبادلته نفس الشعور وخرجتُ ولم أتفوه له بكلمة.!!

وكوني أعمل مُدرِّسا ، توجهتُ الى المدرسة ، توجهتُ للساحة وكان طلاب الثانوية يتحدثون فيما بينهم ، عن حلق اللحية ، وبروز العضلات ، وتفتق رغباتهم للجنس الناعم ، ومنهم من يتعمد تغليظ صوته ، ومنهم من يتعمد المشي كمفتولِ العضلات ، نعم ، لقد وضعوا أقدامهم على عتبة الرجولة ليطؤها.

كان منظرا مضحكا محزنا ، فعقولهم لم تفهم معنى الرجولة الحَقَّة ، لم يعرفوا أن الرجولة مخبرا لا مظهرا ، لقد فهموها خطأً ، ظنوا أنها قوة بدنية ، لحية غزيرة ، استرعاءُ نساء ، ولم يفطنوا أن الرجولة ، شهامة ، وحكمة ، وتقدير الأمور كما ينبغي أن تكون ، مسؤولية وقيادة!!!

وكان من بينهم شابٌ ، يُمسك سيجارة بين سبابته والوسطى ، وأخذ يلثمها بشغف ، وكأنه يستنشقُ أنفاسَ محبوبته ، فأشفقتُ عليه ، ولم أتمالك نفسي فدنوت منه وقلت: ما هذه رجولة؟!!!.. فلم يتفوه بكلمة بل لم يلتفت اليَّ وكأني هواء مر بجانبه.!!! ثم أدبر هو ومعشوقته ، يحرقها بلظى حُبه بين شفتيه..!!

خرجتُ من المدرسة بائسا ، وأخذتني خطواتي الى السوق ، فهناك مكتبة أتعهدها لأتابع الجديد من الكتب ، وقبل وصولي للمكتبة ، وجدت متجرا للحُلي على يمين الشارع ، فيه روائع من الذهب والفضة والألماس ، فقلت لعلي اهدي رفيقة عمري زوجتي الحبيبة شيئا يبهجها لنحيي ذكرى أيام شبابنا. فدخلته ، وكان به خليط من نساء ورجال.!! كان الوضعُ مُريبا ، سهام خبيثة تخرج من عيون هؤلاء. فخشيت على القوارير من ذئاب يتربصون.!! فتعمدتُ الوقوف في الوسط وجعلتُ نفسي حاجزا يفصل بينهم وبينهنَّ.!!
وما لبثتُ إلا ان قالت الأولى للأخرى ، هل تريدين ملء جوالك؟!..!! واقتربت من احدهم ، وكأني غير موجود البتة ، حتى صارت قاب قوسين أو دنى منه..!! واستخرجت (الجوال) من الحقيبة وأخذت تقلبه بين يديها ، لتشعره أنها ليس لديها مانع..!! ولتمكنه مما يريد..!! ففهمها وفهمته ، فتناقلت الأرقامُ بينهما..!!!
لا حول ولا قوة الا بالله ، كلٌّ يغني على ليلاه ، هي تريد ملء جوالها ، وهو يريد صوتها يلتذ به..!! والدين والاخلاق لا يريدهم احد..!! فازداد بؤسي بؤسا ، حاولت إنكار ما رأيت ، ولكن منعني فضح تلك الفتاة بين الناس..!!

ضاقت بيَ الدنيا ، ما بال هذا اليوم ، ليس كباقي الأيام ، لقد تغير الناس!! هل اقتربت الساعة؟!

بعد ذلك عدتُ أدراجي ، أريد ان أنام ، أريد أن ارتاح ، تعبتُ كثيرا هذا اليوم ، وهالني مارأيت ، حتى تمنيت أني لم استيقظ من نومي ، تسارعت اقدامي نحو مكان نومي ، دخلت مقبرتي ، وتوجهت لقبري ، وغمرتُ نفسي في ترابه ، وعدتُ الى سُباتي ، فلن أعيد الكرة ، ما عادت الدنيا هي الدنيا التي كنت فيها وعرفتها ، وما عادت الأخلاق هي الأخلاق ، ضاع الدين ، وانتُهك الشرف ، يا أيها الناس ارثوا لحالكم ، طوبى لنا نحن الأموات ، الحمدلله الموتى لا يعودون ، انها نعمة انعم الله بها علينا معشر الأموات ، أيها الإحياء ، أعانكم الله على دنياكم..!!

كتبه
ماء الذهب
من خارج المملكة
27/7/2009م

منقول
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون