مملكة الإنسانية تزهو بذكرى التوحيد الثمانين

صـورة زاهيـة لبست فيه المملكة حللا قشيبة نحتفي في هذه الأيام بالذكرى (80) ليوم الوطن .. حيث أعلن رجل الأمة جلالة الملك المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ في التاسع عشر من جمادى الأولى لعام 1351هـ توحيد هذا الكيان العظيم الكبير المملكة العربية السعودية على هدي كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين، صلى الله عليه وسلم، بعد ملحمة في البطولة استمرت سنوات عديدة.. فيومنا الوطني يوم تاريخي ومبارك نعتز ونفتخر به جميعا في هذا الوطن العزيز المعطاء والذي يستقبله المواطنون في الأول من الميزان كل عام ويحمل ذكرى ليوم توحدت فيه القلوب لإعلان قيام دولة التوحيد والمجد والشموخ واستئناف مسيرة البناء التي لم تزل قائمة إلى اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لقد خاض الملك عبد العزيز ورجاله بكل اقتدار معركة التكوين ونحن اليوم نخوض معركة البناء .. ولقد توارث أبناء الملك عبد العزيز : الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد ـ رحمهم الله ـ الراية من بعده وترسموا خطى المؤسس وصولا إلى عهد الخير عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ـ الذي رزقه الله الحكمة السديدة والرؤية الثاقبة والدراية وبُعد بَصيرة .. هذا العهد الميمون الذي يتسم بسمات حضارية وتنموية رائدة ونعيش فيه لحظة مهمة في تاريخ بناء الإنسان السعودي.. كما تجاوزت المملكة بحنكته وحكمته وبعد نظره ـ أيده الله ـ التحديات و الظروف السياسية والاقتصادية الإقليمية والعالمية وأصبح للمملكة وجود أعمق غير مسبوق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وتقوية دور المملكة المحوري الإيجابي والمعتدل في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
لقد شهدت المملكة منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المزيد من المنجزات التنموية العملاقة والتي تميزت بالشمولية والتكامل والتوازن مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة مما جعل المملكة دولة رائدة في عالمنا المعاصر.. واختطت المملكة نهجا واضحا في سبيل تحقيق مستوى أفضل لمعيشة المواطنين، عبر تنفيذ حزمة مشروعات اهتمت بتطوير البنى التحتية، وتوفير السكن الملائم وزيادة فرص العمل والتدريب والتأهيل وتحسين نوعية وجودة التعليم العالي والعام والمهني والتقني.. فعهد خادم الحرمين الشريفين مليء بالمبادرات العلمية والإنسانية والحضارية، ففي كل يوم نعايش مبادرة كريمة تنسجم مع متطلبات وضرورات العصر ، ومن شواهدها اللفتة الملكية الإنسانية الكريمة بإنشاء مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للأعمال الخيرية والإنسانية.. وما كان لهذه الإنجازات العظيمة أن تتحقق وأن تتجسد على الأرض وفي الإنسان السعودي لولا - فضل الله وتوفيقه - ثم القيادة الحكيمة ورؤية خادم الحرمين الشريفين الشمولية التي تراهن على إرادة الإنسان وكفاءته وقدراته وإبداعاته.
واليوم تسمو معاني الاعتزاز وتقف النفس شامخة معتزة بالإنجازات ونحن نقرأ الصفحة البيضاء المشرقة والخالدة لمسيرة بلادنا الطيبة منذ توحيدها وحتى هذا العهد الزاهر ..لنرصد أنموذجا لدولة قهرت كل الصعوبات وروضت المستحيل.. ومن الواجب علينا جميعا تعزيز قيم الانتماء للوطن وضرورة حماية الوحدة التي تحققت على يد الملك المؤسس وألا ندع لأي حاقد أو مفسد أن يخترق صفوفها، فالبلاد بما وهبها الله من الأمن والأمان والخير والاستقرار مستهدفة ومحسودة على ما تنعم به من نعم كثيرة تفوق الحصر .. وكذلك ضرورة استشعار المواطن لدوره ومسؤولياته الوطنية في مواجهة كل تيارات الشر التي تسعى إلى زعزعة أمنه واستقراره والمساس بثوابته ومعتقداته الإسلامية الصحيحة .. ولنعلم أن هذا الأمن الذي نتفيأ ظلاله ونعيش في آثاره لم يأت من فراغ بل جاء بفضل من الله تعالى ثم بتحقيق هذه الدولة لتوحيد الله جل وعلا والأخذ بكتاب الله و سنة رسوله.
أسأل الله أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها ورخاءها ورغد عيشها في ظل رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، وأن يعيد هذه المناسبة الوطنية الغالية على وطننا العزيز وهو مستمر في التمتع بالعزة والتمكين والرفعة.