في رثاء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله

[poem=font="arial,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="groove,5,silver" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا من إليه يبث العبد شكواه = إليك نلجأ من همٍّ لقيناهُ
لك الثناء على ما كان من قدر ٍ = لو أن فيه عزيزًا قد فقدناهُ
فهد العروبة أضحى القبر مضجعه = ما أسعد القبر! كيف الفهدَ لاقاهُ
قد كان بحرًا به الآفاق ضائقةٌ= يا ليت شعري كيف القبرُ واراهُ
والله لو أن ما في الكون نملكه = من المنيَّة يفديه بذلناهُ
أو يدحر الموت طبٌّ نستعين به= أو كان يُفدى بأرواح ٍ فديناهُ
لكنما هي أقدارٌ مقدرةٌ= ولا اعتراض على ما قدَّر اللهُ
عزاؤنا فيه أنَّ الله شرَّفه= واختاره خادمًا للبيت يرعاهُ
لم يدَّخر طاقةً إلا وجاد بها = في خدمة الدِّين أفنى كل دنياهُ
حتى أتته المنايا وهو مبتهجٌ = قد اطمأنَّت على البيتين عيناهُ
والله إن له في القلب منزلةً = مذ غاب ما غاب عن عينيَّ مرآهُ
قد مات فهدٌ ولكن في الوجود له = شعبٌ مدى الدهر يبكيه وينعاهُ
نظل نذكره في كل صبح ٍ إذا = ما غرَّد الطير وامتدت جناحاهُ
نظل نذكره في كل شبر ٍ فقد = أرسى به مَعْلَمًا يشدو بذكراهُ
نظل نكره إن جاء مكةَ أفـ = واجُ الحجيج وقد ألْفَت هداياهُ
نظل نذكره في كل معضلةٍ = لم تستطع حينها بالنطق أفواهُ
نظل نذكره دومًا ونذكره = هيهات هيهات أنَّ الفهد ننساهُ
مهما كتبنا من الأشعار ملحمةً = يظل للفهد دينٌ ما قضيناهُ
رباه فاخلف علينا في مصيبتنا = فالفهدُ عندك يا ربّ احتسبناهُ
واغفر وسامح وأجزل في مثوبته = واجعل إلى جنة الفردوس مأواهُ
مع النبيين والأبرار مجتمعًا = واجعل من السلسبيل العذب سقياهُ

وليهنأ الشعبُ عبدُ الله قائدُهم = فاكلأ بعونك يا معبودُ مسعاهُ
خليفةَ الفهدِ إن الله شرفكم = بخدمة الدِّين عنه الضيم تأباهُ
إن مرَّ ذكرك نفسي تطمئن فما = ألذَّ ذكرك في سمعي وأحلاهُ!
أنت الإمام الذي ما ساد بالمُلْك بل = يزهو به الملك والسلطان والجاهُ
أنت الحكيم الذي إن قلت قولا فلن = تُؤتى بمثله في الأقوال أشباهُ
أنت الكريم الذي مازال يغمرنا = عطفًا وقد حُمدت فينا سجاياهُ
يا خادم البيت هذا العهد نقطعه = ولن نغيِّر عهدًا قد قطعناهُ
واللــه لو سِرْت في صحراءَ قاحلةٍ = أو خُضْت يومًا بنا بحرًا لخضناهُ[/poem]

\7