الأنشطة المدرسية والبحث العلمي

عند هذا الحد عرفت مستوى الخطر الذي يواجه العملية التعليمية عندما يجرى البحث العلمي بهذا المستوى ثم ما هدفنا من هذه البحوث إذا أوكلنا إجرائها للغير
تحتاج كثير من الأنشطة المدرسية والجامعية إلى إعادة نظر منها على سبيل المثال المعرض المدرسي المقام نهاية العام الدراسي والذي يتولى فيه الطلاب الاتفاق مع الخطاطين المحترفين لعمل اللوحات و بناء المجسمات مقابل مبالغ باهظة ترهق ميزانية الأسر بلا جدوى وكلما دفع الطالب أكثر كلما كبر المجسم وزادت الدرجات والنتيجة مجموعة من اللوحات والأشكال تهدف إلى إبهار الضيوف وبعد المعرض تنتهي مكوناته كلها إلى مستودع المدرسة ومن النادر ان يستفاد منها مرة أخرى والحل أن لا يكون على هذه الأعمال درجات ولا تهديدات!
ثم الرحلات المدرسية التى تكلف فوق الأربعين ريالاً وتنتهي إلى مطعم أو محل ألعاب فما هي الفائدة التي يجنيها الطلاب من هذه الرحلات التي يفترض أن تكون تعليمية بل ان بإمكان الطالب استثمار هذا المبلغ في وجبة محترمة لكامل الاسرة - في مطعم شعبي طبعا - والحل أن تكون الرحلات مجانية وتعليمية بأن تتوجه الى محطات الكهرباء ومدارس المعوقين وتحلية المياه والمصانع والمستشفيات وغيرها.
ثم ما هو جدوى حصص النشاط التي يقول بعض الطلاب انهم يقضونها في الكلام وتبادل رسائل البلوتوث وقد لا يكون الحال كذلك في جميع المدارس بل لقد اخبرني الطلاب أن مدير مدرستهم يتمنى إلغاء حصص النشاط لولا أنها إلزامية مما يؤكد عدم الفائدة منها إلا إذا وجدنا طريقة أنسب لاستغلالها.
ثم قضية البحوث العلمية التي تطلبها المدارس من الطلاب وتطلبها بعض كليات الجامعة ومن المضحك المبكي ان بغالبية دكاكين الطباعة والتصوير المجاورة للجامعة قسم للبحوث العلمية عليه لوحة توضيحية وعندما طلبت من باب الفضول التعرف على خدمات هذا القسم قابلني أحد الأخوة البنقاليين واسمه شاه علم وقال بلهجته المعتادة التي استسمح اللغة الفصحى في إيرادها لكونها تبين واقع الحال قال شاه علم (أنت إيش في بحث يبغى كله موجود لغة عربية لغة إنجليزية كله موجود).
عند هذا الحد عرفت مستوى الخطر الذي يواجه العملية التعليمية عندما يجرى البحث العلمي بهذا المستوى ثم ما هدفنا من هذه البحوث إذا أوكلنا إجرائها للغير.
ومع تألمي من هذا الحال إلا أنني لم أملك نفسي من التبسم عندما تذكرت «الدكاترة» زكي مبارك الذي حصل على هذا اللقب لحصوله على عدة شهادات دكتوراة لأن هذا البنغالي الذي يقوم منذ سنوات بهذه البحوث العلمية يستحق مثله لقب (الدكاترة شاه علم).!!
د. علي السقاف