|
#1
|
||||
|
||||
الشعر الشعبي \ الحديث !
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندما بدأت رحلة التطوير في عالم الشعر العربي الفصيح , وجاءت بعض الأسماء \ الأقلام لتخلق شعراً جديداً بهيكلٍ جديدٍ أطلق عليه إسم ( الشعر الحديث ) , كانت هناك معارضات ونفي لهذا التجديد من أنصار القديم . وهذا أمرٌ بديهيّ يحدث مع كل حملة تطوير وتجديد في كل المجالات الأبدية والسياسية والثقافية ... الخ . الآن , لو أخذنا هذا الإسم ( الشعر الحديث ) وأطلقناه على الشعر الشعبي الجديد ذو الهيكل الجديد الذي يشابه خروجه ذلك الخروج لذلك الشعر في الفصحى فنطلق عليه إسم ( الشعر الشعبي الحديث ) ماذا سيحدث ؟؟. ربما نجد الكثير من المعارضين . عفواً .. لقد حدث ذلك ! . فقد خرج هذا اللون من الشعر تحت إسم ( الحداثة ) وهو مفهوم خاطئ لدي 90 % من أهل الساحة الشعبية , فالحداثة أكبر وأخطر من مجرد تغيير لهيكل قصيدة أو بحر في شعر . اما الإسم الصحيح فهو ( الشعر الشعبي الحديث ) أسوةً بصديقه الفصيح . وقد ظهر الكثير من المعارضين من أنصار القديم وأنصار ( انا البارحة - ويامل قلبن - ورديات الغزل التي يبدأ الأول بشكوى ويرد الآخر بأنه متعذب أيضا ) .. الخ . أقول خرج الكثير من هذه الأقلام التي تتحرك في دائرة ضيّقة وترفض كل حركة تجديد مغايرة لفكرها ( المحدود ) . ولكن المضحك أو ما لفت نظري هو خروج الكثير من الأقلام لمحاربة أصحاب أو شعراء هذا الشعر . ومحاولة نفي صفة ( شاعر ) عن تلك الأسماء ! في حين أن هذه الأسماء تحمل من الفكر والوعي ما لا يحمله هؤلاء المعارضين بل ويحملون من الإبداع والخلق ما لا يستطيعه الأخرون . ومن الغريب أيضاً في هذه القضيّة هو إصرار الكثير من هذه العقول على أن الشعر هو ( ما كان ذو وزن وقافية ومعنى ) وأنا أعلم علم اليقين بأن صاحب هذا الرأي يردد هذه الجملة من فراغ لأنه لا يعرف تعريفاً آخراً للشعر . ومن المضحك أيضاً ما حدث في أحدى الجلسات مع بعض الشعراء الذين رفضوا ( باقتناع ) بأن الشعر الشعبي لا يدخل في دوائر العروض والتفاعيل بل يغنى ويلحّن فقط . فتذكرت قول الخليل بن احمد الفراهيدي لابنه حين جاء بأصدقاء والده زاعماًَ أن أباه جُنّ وأصبح يهذي ويغني , فقال : لوكنت تعلم ما أقول عذرتني أو كنت تعلم ماتقول عذلتكا لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت أنك جاهل فعذرتكا. إذاً , ما الذي سيحدث لو أن الشعر بدأ بثوب جديد له أقلامه وله محبيه وجماهيره ؟ ولماذا الخوف من خروج شكل جديد للشعر ؟ إن احد أهم أسباب خروج الشعر الحديث هو عدم اقتناع الكثير من الشعراء بقيود الوزن من حيث طول الشطر الشعري فيه , فقد يأتيك بيتٌ من الشعر اكتمل معناه في عددٍ من الكلمات ولكنها أقصر من القالب الوزني للبيت , فما الذي يجبر الشاعر على إضافة أو ( حشو بعض الكلمات ) لأكمال الوزن ؟ في حين أنه سيخل بقوّة البيت !؟. هكذا فكر البعض منهم فخرجوا بشكل جديد يقبله من يقبله ويرفضه من يرفضه وتنتهى المشكلة . أما أن يخرج من له مكانته فيرفض هذا اللون لمجرد الرفض فقط أو لمجرد العجز عن الإتيان بمثله وعدم طرح وجهة النظر المدعومة فهذا أمرٌ آخر يعرفه كل جمهور الشعر . قبل النهاية أريد القول بأني أكره تلك الفئة من الشعراء الذين يكتبون بأساليب رمزية غارقة في غموض معناه لا تحمل الا صف لبعض الكلمات الجميلة تطرح باسم الفلسفة الشعرية أو ( لست مجبراً بأن أشرح كل ما أكتب لكل من يقرأ ) أو ان تكتب بحجة أنها حالة نفسية مر بها الكاتب وانتهى الامر الى هذه الكتابة . كل هذه الأمور لا أرى فيها من يشد القارئ أو ينفع القارئ . أتمنى ان تعم الفائدة الجميع .. دمتم بود..
__________________
|
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
|