تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتدى الــعـــام > منتدى المواضيع العامة
منتدى المواضيع العامة هذا المنتدى مخصص للمواضيع التي لا يوجد لها قسم.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-19-2013, 12:24 PM
الصورة الرمزية عواض العبيدي
عواض العبيدي غير متواجد حالياً
مشرف التربية والتعليم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: تبوك
المشاركات: 2,900
افتراضي أعيرة نارية

أعيرة نارية

تسعدني تلك الاجتماعات العائلية (المنتظمة) وما تغرسه في الإنسان من معاني الترابط والتلاحم بين العوائل من جهة وبين الأصدقاء من جهة أخرى، وما تؤكده أيضاً من مبادئ التواصل والتعاون والتكافل ...

لكنني – في المقابل – أمتلئ حزناً على ما نمارسه في هذه الاجتماعات ضد بعضنا دون أن نشعر، خاصة فيما يتعلق بالجانب النفسي، فحواراتنا تأخذنا أحياناً إلى ما يهدم أسس التقارب والترابط فيما بيننا ؛ لأننا لا نراعي فيها مشاعر الطرف الآخر، ولم نتدرب على صياغتها بالشكل المناسب للحالة التي نتحدث عنها، وهذا ما ستوضحه لنا الصور الآتية :
فتاة مطلقة، رضيت بقضاء الله وقدره، آمنت بأنَّ السعادة لاتنحصر في زوج لم يكتب لها الاستمرار معه، ولم تر أن الطلاق نهاية وجودها أو وجود أحلامها، فإذا بالمجتمع وبعاداته وحواراته ومعادلاته تنطلق من خلال نظرات رهيبة، وألسنة لاذعة، تتساءل باسم الحبّ والقربى عن سبب طلاقها، وشعورها عند تلقيها ورقة الطلاق، وطريقة تعاملها مع الناس بعد الطلاق، وتحشو أسئلتها بما يشبه الإدانة، وكأنها قد اقترفت جرماً لا كفارة له، وما ينتهي هذا الاجتماع العائلي إلا بعد أن تتمزق نفس الفتاة ألف مزقة ومزقة، حتى تكره الأسئلة ومن طرحها، والإجابات ومن اقتنع بها !

في الزاوية الثانية فتاة عزباء، قابعة في بيت أهلها، حالها حال فتاة تنتظر فارس أحلامها لكن هذا الفارس لم يأتِ بعد؛ لأمر أراده الله – عز وجل –، ومع هذا لم تسلم من تلك الأعيرة النارية المتمثلة في النظرات والمقولات الاجتماعية : لماذا لم يأتِ الخاطب بعد؟ لماذا تزوجت فلانة ولم تتزوجي ؟ كم تبقى لك من سنّ الإنجاب ؟

أسئلة تتداعى من هنا وهناك، على ألسنة تزعم الحبّ، وتتظاهر بالخير والفضيلة، رغم علم أصحابها بأن الفتاة في مجتمعاتنا المحافظة لا تملك إلا الانتظار، وليس لها أن تعرض نفسها للزواج من الرجل حتى لو جاز هذا شرعا، فكيف تحمّل ما لاتحتمل، وكيف تسأل عن شيء لا تملك إجابته ؟

أسئلة تثبت أننا أهل كلام أكثر منا أهل فعل، وأننا نتلذذ بالكشف أكثر مما نتلذذ بالستر الجميل !!

في زاوية ثالثة زوج لم يرزق إلا ببنات، يلتف من حوله رجال (ملاقيف) يسألونه عن قصة غياب الابن عن نسله وانتشار البنات : لماذا لم ترزق بولد ؟ يبدو أنَّ هذه العائلة التي منها الزوجة لا تنجب إلا البنات ! لم لا تتزوج وتنقذ نفسك ؟ فلان تزوج بعدك بعشر سنوات ولديه الآن ولد ..!

ومن حيث لا يشعرون يفسدون على الرجل لذته بتربية بناته، ويهدمون قربه الحميم من زوجته، يدمرون في عينيه مملكته التي صنعها بفضل من الله وكرم...، يعود إلى بيته من لقاء الأحبة ممتلئا بالكراهية، وربما كره نفسه وعائلته، وقادته أسئلتهم الظالمة إلى أمر قد يصل به إلى تدمير مملكته...!

في الزاوية الرابعة شاب لم يحصل على وظيفة وقد تخرج من الجامعة ولمدة عامين كاملين وهو قابع في بيت أهله فإذا بالأعيرة النارية والألسنة الرهيبة تقصف هذا الشاب لتشل أركانه وتقضي على البقية الباقية من آماله وترسل له قذائف تشعره بأنه شاب غير صالح لكي يتبوأ مكاناً في مجتمع يخدم فيه نفسه ، وأهله ، ومجتمعه وإلا لماذا لم يتوظف بعد ؟
من وراء هذه الأمثلة شاب طموح، قدَّر الله له وظيفة عادية، تنتهي به في آخر الشهر إلى دخل يسير، لكنه يكفيه ذلّ السؤال، يجيء بعد أسبوع شاق إلى اجتماع أسرته أو عائلته ليأخذ قسطاً من الراحة ، فيتفاجأ بوابل الأسئلة : لم لا تبحث عن ظيفة أخرى ؟ كيف تستطيع الإنفاق على أهلك ؟ بناء على راتبك متى ستبني منزلا ؟ ...
وهكذا دواليك تتوالى الأسئلة تلوى الأسئلة يرثها الأبناء عن الآباء وفي كل يوم مأساة ، ومع المأساة تتجدد الأعيرة ...!!



إنَّ مجتمعات تدور في رحاها تلك المعادلات والحوارات التي ساهمت في إيقاف عجلت الحياة الأفضل في حقها الأ تجتمع ؛ لأن اجتماعات كهذه الاجتماعات تؤخر ولا تقدم تدمر ولا تعمِّر تحبط ولا تبث روح الأمل

يا أعزائي :

دعوا تلك الفتاة المطلقة تنطلق لتجد السعادة في مكان يعلمه الله ولا تعلمونه، دعوها تعمل لأمتها بعقلها ويديها ...!

دعوا تلك الفتاة العزباء تعيش أحلامها، واحذروا تكدير صفوها، فلربما تحققت تلك الأحلام في يوم من الأيام، وقاد الله إليها ما كان يحلم به أهل السؤال ولم يدركوه !

دعوا ذلك الزوج الذي رُزِقَ ببنات، لاتحرموه لذة رعايتهن، لاتحرقوه بنار الأسئلة وقد أراد الله أن يجعلهن له حجاباً من النار...!

دعوا ذلك الشاب الذي لم يحصل على وظيفة، فلربما اختار الله له رزقاً حلالاً في غير ما وظيفة !

دعوا ذلك الشاب الذي حصل على وظيفة متواضعة فلربما كانت هي الخطوة الأولى للوصول للمراتب العليا، ولربما منحه الله القناعة، وبارك له في القليل يوم أن ضيَّع الكثير مالهم الكثير ...!

باختصار شديد : اجتمعوا لتترابطوا أو افترقوا، فربما زدت غباً فازددت حباً...!



أ.خالد بن عبدالله العمري

الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم
__________________
.

https://twitter.com/abohazm1111


.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-19-2013, 12:46 PM
الصورة الرمزية عبدالله العطافي
عبدالله العطافي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السعودية
المشاركات: 9,047
افتراضي رد: أعيرة نارية

هذا واقعنا وهذه نظرتنا وهذه تربيتنا للاسف

مجتمع يتكلم ولا يفعل

مجتمع لم يلتفت للجانب الفسي في كثير من تعاملاته

لم يختر خير جليس لذا

اشتغل بالكلام .

شكرا للكاتب

وشكرا لك انت على الاختيار والنقل

تحياتي
__________________
"][/URL]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-19-2013, 03:49 PM
الصورة الرمزية صاحب الفخامة
صاحب الفخامة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
الدولة: جدة
المشاركات: 55
افتراضي رد: أعيرة نارية

شكرًا أستاذ : عواض العبيدي على إبداعك المتميز على حسن الاختيار و النقل

وشكرا لك أستاذي : عبد الله العطافي على الرد الجميل
__________________
طفلة صغيرة جيتي من اربع سنين
ماقد سألتي ليه دايم أضمك ؟؟؟؟.
بكرة مع الأيام يمكن تعرفين
انك قبل لا تجين كنت اعشق أمك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-20-2013, 10:58 AM
سعود عبدالكريم العلوي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: الكامل
المشاركات: 319
افتراضي رد: أعيرة نارية

بيض الله و جهك على هذا الإنتقاء البناء
و الهادف
أخي عواض
__________________
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون