هــل نُــحر الـوفــاء أم انــتـحر ؟؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
**
قد تجمعنا صدف الحياة ومواقفها
بأناس غرباء

نجهل الكثير مما تتسم به أنفسهم
من صفات
وبماتؤمن به من مبادئ
حتى تتكرر لحظات اللقاء والحوار
وتزداد يوما بعد يوم
ومع كل لقاء وحديث
تنشرح أسارير الصدر لهم
حتى تعمر النفس بمحبتهم
فنسر برؤيتهم وبسماع حديثهم
***
تمضي بنا الحياة والمحبة عامرة
بتلك الصداقة العظيمة
حتى تضع الظروف أحد الأطراف
في وضع نفسي مؤثر قد لايسيطر فيه على مشاعره ولا على التحكم في تصرفاته
فيثور غاضبا في وجه صاحبه
أو يزِل بكلمة لا ينتبه لها إلا
بعد أن يتفوه بها
***
موقف محرج
ولحظات ستؤثر بلامحالة
في نفسية الطرف المقابل
خاصة إذا لم يكن ذلك
الطرف المقابل على درجة عالية من الحكمة
وحسن التصرف
أو لم يكن لمعنى الوفاء في نفسه أي قيمة
أولم يكن مدركا لمعانيه وموجباته
إن كل نفس فقيرة مما سبق
ستسيطر عليها دون أي شك
مشاعر الحقد والكراهية بسبب ذلك الموقف
وعندها
ستثور
معلنة الحرب على الآخر
وستسعى جاهدة لتصيد أخطائه
ولتتبع هفواته
لعلها تنقتم منه فتنتصر لذاتها
فتسعى إلى ذلك
متناسية جسر التواصل الذي قد
عمرته المحبة والمودة بينهما
نفس مشتتة لم تتريث قليلا
فتسترجع ذكرى مامضى من أيام جميلة
لم تدرك أن كل البشر خطاؤون
وأن العفو والوفاء من شيم الكرام
لم تدرك أن للصداقة حق اسمه الوفاء
يفرض عليها أن تصبر على أخطاء الآخر
وأن تلتمس له العذر فيما بدر منه
وأن تراعي شعوره وأحاسيسه
وأن تحرص عليه فقد يكون قد ألم به
أمرا تجهله
إن الوفاء في هذه اللحظة يفرض عليها الاخلاص في النصح والتوجيه
حتى وإن عجزت عن ذلك
فإن للوفاء بعد انقطاع العلاقة تواجد معمور بالشكر والثناء وذكر للمحاسن
وحفظ للأسرار واحترام للخصوصيات بل عفو وغفران
فتلك هي مبادئ الأنفس العظيمة وتلك هي العقول الحكيمة
*فليس مع الوفاء ترصُّد ولا تصيُّد ولا إساءة ولا ظلم ولا نكران ولا جرح *
إلى تلك الأنفس التي افتقرت للوفاء
مع الوالدين ومع الأصدقاء ومع الأقربين ومع كل مسلم ومسلمة
****
ماهكذا تكون الأنفس وماهكذا يكون الوفاء
****
فمهما حدث من الواجب أن يبقى الحوار
هو المعيار المتبع حتى تنفذ محاولات الاقناع
وما أجمل أن يكون الانسان منصفا مع غيره
يحاور بكل هدوء