أيــن ذاك المداد .. يا منتدانا ؟

الرحيل لحظة مؤلمة تُبقي خلفها جراحًا غائرة .. و عبرة لها حشرجة في الصدر ..
ونحن نعلم يقينًا بأنَّه ما من شمسٍ إلا ستأفُل ..
والظلُ مهما امتدّ .. مصيره الغياب في بهيم الليل الحالك ..
وإن كان الرحيلُ مرًّا كالعلقم .. ومحرقًا كما القطران على جلود الجربى ..
فهذا حاله إذا استوفى البقاءُ زمانَه .. وأكملَ نهارَه ..!!
ولكن يصلُ ألـــمُ الرحيلِ بنا أحيانًا .. إلى أقصى حدودِ الإيلامِ ..
حين تذبل الوردة باكرًا .. وتمدُّ الظلمةُ الداجيةُ خيوطَها قبلَ الغروبِ .. وتسقطُ الثمرة قبل إناها ..
تلكَ الصورُ الغريبةُ .. والمفزعةُ ..في آن .. هي واقعٌ .. لأقلامٍ شقت جُفُونَ الإبداع ِ ..
واعتلت مراقي التميزِ .. وتبوأت أعلى مراتبَ الرقيّ ..
وكان لها بيننا .. حضورٌ قد تسربلَ بالتألقِ.. والتحف بالذوق الرفيع .. إلى أن مازجَ ضوءَ القمرِ ..
ولكنها مع هذا .. آثرت الرحيلَ لأسبابٍ لم تُفصح عنها .. وبعضٌ منها يستعصي على الأفهام ..!!
ولا أقصد بما قلت .. تلكَ الأسماءَ التي ملأت المنتدى نشاطًا وتفاعلاً .. كلا ..
مع ما لها من الإجلال والإعظام على ما يبذلونه من جهودٍ سخيةٍ ..
ولكن سهامِي من هذا الطرح .. أرمي بها مقاصدَ أحسبُها غايةً في النبلِ ..
ووقفةُ وفاءٍ ننهضُ بها .. لأقلامٍ غابَ مدادُها .. وبقي رسمُها .. مُضيئًا .. مُشعًا ..
فأرجو .. أن أحوزَ الغايةَ .. وأبلغَ القصدَ ..
و هي رسالة أصدعُ بها إلى إدارة ِالمنتدى مُعاتبًا .. لأني أراها مقصرة .. في احتواءِ تلكَ الأقلامِ ..
والإبقاءِ عليها.. فالأقلامُ المبدعةُ .. نادرة .. كندرة ِالقطرة ِالعذبةِ في الصحراء المجدبة ..
و قد لا أكون مُحقًا في هذا العتب ..
ولكنها مشاعرُ تفجّرت في نفسي حين قرأت ما خطته تلك الأنامل المبدعة ..
ولم يبقَ لشخوصها أثرًا .. وكل ما بقي مجرد ذكرى .. يجهلها الكثير ..
عمار الفني