قرقعة قلم ..!!

أزمة أمه .. ( بين المصدر الأساس وبين الموروث القولي المتشعب) .. (والفجوة الشاسعة بين حضارة الإنشاء وانحطاط الحاضر .. والتغني على الأطلال) ..

هنا تعبير فلسفي خاص يعبر عن مونولوج بيني وبين تلك الأسس والانقسامات التي تعاني منها الأمة ومحاولة الربط بين مجدها السابق وواقعها المأساوي .. هنا وجهة نظر مستقراه من باطن التاريخ لعلي فردت المعنى وأجدت الصنيع ..

...

إن الأمة بشتى طوائفها .. وبشتى عرقياتها المتصلبة في جذور الرجعية الجاهلية .. وبشتى أيديولوجياتها التي لا تهتدي إلى معالم تسترشد بها إلى الطريق الآمن ..

تعيش انقساماً كبير .. وفجوة كبعد أبراج السماء عن قيعان البحار .. من ناحية القيم والأخلاق والتأصيل النفسي والروحي للمثالية السامية ..

هنا كل نواقيس الخطر تدق .. منبهه إن الأمة على شفا جرف هار فوق فوهة بركان متوقد لو انزلقت قيد أنمله ,, لكانت في غياهب ملتهبة ,, وهي لا تدرك هذا بالتأكيد لما تعانيه من تبلد في استشعاراتها بشكل شامل ..

...

إني لأستغرب كيف لأمه سادة الدنيا شرقاً وغرباً .. أن تتراجع وتصل إلى الحضيض .. وبين أعينها حضارة عريقة شيد على أثرها أناس آخرين حضاراتهم التي نحن اليوم عبيدها ..

وإني لأقف في حالة ذهول مستغبي كيف لأمة بين يديها تشريع رباني نوراني لو طبقنا نصف ما فيه لقدنا العالم بأسره .. ولشيدنا حضارة معلوماتية تتعلم البشرية منه جمعا ..

هذا لو طبقنا نصف ما فيه من نور وهدى إلهي متكامل دونما أن نجعل ثقافاتنا المهترئة أو عاداتنا المجتمعية تأثر أو تخدم ما نضمره من فكر أو ثقافة مستظلة .. أكتسبناها عبر موروث سقيم لا يسمن أو يغني من جوع ..

إنني أوقن لو طبق النور الرباني كما هو لسرنا على الأرض دونما ((قانون)) ينظم هذه الحياة ولما كان هناك منغصات ,, أو تيارات دنيويه قسمت عباد الله إلى أحزاب كلٌ ينظر من زاويته الدار ونية الساذجة كيف يملك الأخر .. ويستعبده ..

...

إن الإنسان ليطغى .. لو سلط ووجه منظومة أفكاره على الإضرار بهذا النسق الإلهي المتمثل في التشريع الكامل والتام .. والمصيبة الكبرى حينما ينصب نفسه قديسا وحارسا على تعاليم الإله ويصدر صكوك الغفران بفتاوى تندرج تحت الضمير المنفصل عن السياق المتكامل الذي أنزل بحفظ وخلود مادام فوق السماء رب ..

...

فالمؤشر التاريخي يحدثنا إنه لكل حضارة حاضره أو حضارة نسعى لتحقيقها في الزمن القادم لابد لها من أساس بنية عليه ومن لبنه وقاعدة صلبه ترتكز عليها ,, وقد كانت لنا حضارة أضئنا بها الدنيا

ولكن على حين غفلة من عقولنا وانجراف نحو هاوية الدنيا وزينتها .. كان الطرف الأخر يعد العدة حيث سعى وبمرور الأيام سعياً حثيثا على هدم الجسر الذهبي الممتد بين زمننا هذا وبين زمننا القديم المجيد ...

وصنع لنا حضارة ورقيه مزيفه كي يلهينا بها .. أجج من خلالها الصراع الطائفي والمذهبي والعرقي النتن ,, وجعل الأمة في دوامه داخت منها عقول المفكرين والمستنهضين .. فكلما قامت راية للإصلاح أثبطت من خلال بني الجنس نفسه .. وكلما قام بناء لتشييد ذلك الجسر الذهبي مات تحت الركام ... وقيل يا لسوء المؤنة ..

...

ضرب مثل فاستمعوا يا أولى الألباب ,, لو إن الإنسان المسلم استمسك بهذا الحبل المتين والنسق المتكامل القويم ووطن نفسه على النور الرباني المحفوظ لسدنا ونعمنا ..

ولو إن الإنسان تأصل وهذب النفس بالمنهج السماوي وتشبث به كبعوضة كوليكس التي تبحث بحثا دؤبا عن الإنسان كي تمتص دمه وتلازمه أينما وجد .. لكان الكون في سلام .. ولتعايشت الأمم وأمتي في إخاء حاني ...

أن موروثنا القديم زاخر بالكم الكبير من التعددية الفكرية والثقافية المتشعبة المستمدة من شتى البيئات والسبب في ذلك إندياح الرقعة الإسلامية وبطون الكتب مليئة بالمنظومات المتسلسلة من ينابيع مختلفة .. وهذا ما تمسكنا به دون الأخذ بالأساس والأصل فتفرقت الأمة من هنا .. وأصبح التعصب سمه لكل منادي إلى منهاج جديد أو موروث قديم ..

والعلاج في إعادة التأصيل واستنساخ الهمة دون مضمون الموروث المتشعب أي نأخذ منهم الإقدام في الولوج إلى القاع دون أن نخرج بمضمون يشبه ذلك الموروث لاختلاف الزمكانية بيننا وبينهم ..

إذا فلابد من ثورة بعثيةوليست عبثيه لإحياء ما اندثر خلف تلك الكثبان .. من قومية إسلامية سامية وعربيه مجيده ومن ثورة بعثيه لإحياء المجد العتيق بنموذج جديد يناسب ما نحن عليه كي نواكب الدورة الفلكية في تحديد المصير مع الأمم التي لها سيادة القرار والتأثير حضاريا وفكريا ودينيا وسياسيا واقتصاديا ..

...

أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وإنكم إلينا لا ترجعون

...

مونولوج : حديث النفس .

ايديولوجيا: منظومة الأفكار .

غياهب: أعماق .

بعوض كوليكس: نوع من انواع البعوض يقوم على امتصاص دم الإنسان والبحث عنه.

اندياح: إنتشار او اتساع .

الزمكانية: تعبير يقصد به الزمان والمكان

بقلم

محامي متمرد
11-11-1430هـ