الرمزية بالشعر الشعبي الليبي

الرمزية بالشعر الشعبي الليبي
يحتل الشعر في الثقافة الشعبية الليبية مكانة كبيرة فمن خلاله يعبر الشعراء عن احاسيسهم التي هي في انعكاس لمشاعر واحاسيس افراد مجتعماتهم فكل مستمع للشعر يجد مايطربه وما يعبر عن مشاعره و انعكست هذه المكانة بدورها على مكانة الشعراء ففي المجتمع الليبي يحضى الشاعر بمكانة خاص لدى قبيلته وفي المجتمع باسره فيكون دائما محل ترحيب وتقدير حيث يرغب الناس بالاستماع الي اشعاره تارة وتارة يخشون ان تطولهم ابياته بالهجاء حيث يبقى الشعر طويلا اكثر من عمر صاحبه او من قيلت فيه الابيات
ونظرا لطبيعة المجتمع الليبي القائم علي عادات وتقاليد صارمة تمنع الحديث مباشرة في العديد من مجالات الحياة فمثلا لايستطيع الرجل ان يتحدث عن الزواج امام ابيه او ان يستمع الي شعر عاطفي او موسيقي او فمن العيب في الثقافة الليبي ان يذكر الرجل كلمة عرس او عريس اوعروس امام ابيه بل انه في السنوات القليلة الماضية كان من واجب احترام الابن لابيه عند زواجه ان لا يرى ابيه او يسلم عليه قبل مضي اسبوع كامل وفرضة كذلك طبيعة المجتمع التي تمنع الاختلاط وتمنع التصريح بالعلاقات العاطفية بين الرجل والمراة ولتغلب على هذه العادات والتقاليد كانت الرمزية في الشعر العاطفي الليبي هي السائدة فالنار في الشعر هي الحب و المرهون هي المراة المخطوبة والغني هو المراة المتزوجة و تشبه قصة الحب بالمسدة و ببيت الشَعر ولشعراء تفاصيل كبيرة لسنا بصدد الخوض فيها ومع تطور المجتمع وتطور اغراض الشعر انتقلت الرمزية من المجال العاطفي الي بقية اغراض الشعر الاخرى وفي السطور القادمة ساحاول تحليل وشرح قصيدة الشاعر عبدالسلام بوجلاوي والتي عنوانها
لاشكنَ لا جضن والتي يقول في احد شطراتها
[font="arial

\7

فعند قراءة هذه الابيات قد يتخيل القاري ان الشاعر يصف رحلة مجموعة من الابل يقودها انسان قاسي لايبالي بما تعاني من الم ولكن عند تحليل الابيات لفظيا و من ثم تحليلها من خلال الصورة الرمزية التي وضعها الشاعر سنكتشف مايقصده الشاعر
التحليل اللفظي
(لا شكن لا جضن ) شكن : اشتكن من الالم جضن : لم يئنن من الالم ايضا
(احواهن خاوي ) الحوا هو مايوضع تحت حمل الجمل و عادتا يكون من كيس يحتوي صوف او أي شي اخر حتي يتقي الحمل الموضوع على الجمل و الحبال عندما تشد بقوة والخاوي هو الفارغ
وراس شض عروتهن عليهن هاوي وراس الشض هو ملتقى حملي الجمل عن جانبيه اليمن واليسار فمع شدة سحب الحبال حتى لاتقع الاحمال تلتقي على ظهر الجمل قطعتي الخشب التي يوضع الحمل عليهما فتهويان بقوة علي سنام الجمل فتسببان الالم شديدة
تعابا وسايقهن شديد وفاوي : هذه المجموعة من الابل متعبة ويقودها انسان قاسي وفاوي والفاو هو الارض الخالية وهو كناية عن ان سائق الابل شخص لا يشعر و لاانسانية لان عقله فارغ له
وايام السفر بمرارهن مافضن : ومع طول ايام السفر لم تفضي الابل بما تشعر به من الم و تعب ومرارة
الا امغير يمتلكن اعزوم مقاوي ابهن في صحاري حافيات ايقضن لن تسطيع الابل ان تكمل المسيرة الا اذا كانت تملك عزما قويا يمكنها من قطع الصحراء حافيات وايقضن بمعنى يقطعن الصحراء
بحمول ع الدبر شقن افجوج خلاوي ملاحيق لكن مابعضهن عضن أي ان الابل شقت الفج الخالي بحمول علي ظهورها واثار الدبر وهو موضع التقرح من احتكاك الاحمال بظهرها تؤلمها وقد لحقها الاذى منه لكن لم تعض بعضها من شدة الالم
هذا هو التحليل لكن مايقصده الشاعر هنا ليس الابل بل المقصود هو محاكمة الرئيس صدام حسين ورفاقه فهم لم يشتكوا او يضعفوا برغم ماتعرضو له من الم ومعاناة وهموم و ضعت على عواتقهم وتهم تؤدي الي الموت وسجانهم هو انسان فاوي أي لاانسانية او رحمة لديه ومع طول المحاكمة لم يترجوا او طلبوا الرحمة من القاضي او من الاخرين لقد حملوا همومهم وسارو نحو المجهول وعلى رغم الالم لم يتهم احدهم الاخر او تنصل من المسئولية حتى ينجو بحياته على الرغم من انه يدرك ان حبل المشنقة يتدلى امامه ولكل اخي القارن ان تقارن تلك الصور التي وضعها الشاعر بما تعرض له الرئيس صدام حسين ورفاقه من معاناة تحملولها بقوة الايمان والصبر
ملاحيق لكن مابعضهن عضن