تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتدى الــعـــام > منتدى المواضيع العامة
منتدى المواضيع العامة هذا المنتدى مخصص للمواضيع التي لا يوجد لها قسم.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2011, 04:57 PM
الدكتور سليم السلمي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 27
افتراضي من شعراء العرب القدامى

ذو الرُّمة ... شاعر الحب والصحراء

هو غيلان بن عقبة بن مسعود العدوي المضري، ولد سنة 77هـ، وتوفي سنة 177هـ، وذو الرمة لقب لقب به لقوله:
أشعث باقي رُمَّة التقليدِ
شاعر كبير من شعراء البادية ينتمي إلى قبيلة الرباب، نشأ في مناطق نجد، وشرقي الجزيرة، وكان يزور البصرة، ويقيم فيها وينشد الشعر في شوق المربد، وقد اشتهر بالغزل، ووصف مشاهد الصحراء، وكان أهل البادية يعجبهم شعره، ويفضلونه على شعراء الحاضرة.
يقول الأصمعي:" ما أعلم أحداً من العشاق الحضريين وغيرهم شكا حبًا أحسن من شكوى ذي الرمة، مع عفة وعقل رصين".
كان دميمًا قصيراً أسود اللون، الناس يجتمعون حوله يسمعون شعره، فتقول أمه: استمعوا إلى شعره ولا تنظروا إلى وجهه.
وكان جرير، والفرزدق، يحسدان ذا الرمة ويعجبان بشعره، وأهل البادية يعجبهم شعره، وقال حماد الراوية:" أحس الجاهلية تشبيهًا امرؤ القيس، وذو الرمة أحسن أهل الإسلام تشبيهًا".
يرى صاحب الأغاني أن الرُّمة قطعة من الحبل الباقية في الوتد الذي ينزع، وقيل سمي ذا الرمة؛ لأنه خشي عليه العين، وهو غلام، وقيل كان يُرَوَّع في الليل فأتي به إلى شيخ من الحي فصنع له معاذة، وشدت على عضده بحبل، وقيل لقبته به مّيَّة. وكان أو مارآها، وعرفها، فقد اجتاز بخبائها وهي جالسة إلى جنب أمها، فاستسقاها ماءً، فقالت لها أمها: قومي فاسقيه، وقيل: بل خرّق إدواته لما رآها، وقال لها اخرزي لي هذه فقالت: والله ما أحسن ذلك فإني لخرقاء، قال: والخرقاء التي لاتعمل بيدها شيئاً لكرامتها على قومها، فقال لأمها: مُريها أن تسقيني ماء، فقالت لها: قومي ياخرقاء فاسقيه ماء، فقامت فأتته بماء، وكانت على كتفه رُمَّة؛ وهي قطعة من حبل، فقالت: اشرب يا ذا الرُّمَّة، فلقب بذلك.
وفي ذات يوم كان ذوالرمة مع أخية وابن عمه يطلبون إبلاً لهم، فمروا ببيوت متدانية فقال له أخوه وابن عمه: استسقِ لنا ماء يا ذا الرمة، فأتى البيت فوجد عجوزاً جالسة فاستسقى فقالت: ياميَّ، اسقِ هذا الغلام، قال: فدخلت عليها فإذا هي تنسج ثوبًا لها وتقول:
يامـن يـرى بــرقًا يمـرُّ حينـا
زمْـزمَ رعـدًا وانتحـى يمينــا

كــأنَّ فــي حافاتــهِ حنينــا
أو صـوتَ خيلٍ ضُمَّـرٍ يردينــا

قال ذو الرمة: ثم قامت تصبُّ في شَكوتي ماءً، فلما مالت على القربة رأى جمالاً وحسنًا بهره، قال" فلهوتُ بالنظر إليها، وأقبلتْ تصبُّ الماء في شكوتي، والماء يذهب يمينًأ وشمالاً، فأقبلت عليه العجوز تقول: يابُني ألهتك مي عمَّا بعثك أهلُك له، أما ترى الماء يذهب يمينًا وشمالاً، فقلت: أما والله ليطولنَّ هُيامي بها. قال: وملأتُ شكوتي، وأتيت أخي وابن عمي، ولففتُ رأسي، فانتبذت ناحيةً، وقد كانت ميّ قالت: لقد كلفك أهلك السفر على ماأرى من صغرك وحداثة سنك، فأنشأتُ أقول:
قـد سَخـرَتْ أُخـتُ بنـي لبيــدِ
منِّـي ومـن سَلْـمِ ومـن وليــدِ

رأتْ غُلامَــيْ سفـــرٍ بعيــدِ
يدَّعــانِ الليــلَ ذا الســـدودِ

مثـل أدِّراعِ اليَلمـقِ الجديـد
قال: وهي أول قصيدة قلتها ثم أتممتها، ثم مكثتُ أهيمُ بها في ديارِها عشرين سنه.
وقال يتشوق إليها ويذكر محاسنها وقد رحلت عنه:
تجيـشُ إليَّ النفسُ في كـلِّ منـزلٍ
لمـيٍّ ويرتـاعُ الفـؤادُ المشــوَّقُ

أرانـي إذا هَـوَّمْتُ يامـيُّ زُرْتِني
فيـا نِعمتا لـو أنَّ رؤيايَ تصـدقُ

فمـا حُبُّ مـيٍّ بالذي يكذِبُ الفتـى
ولا بالــذي يُزهــى ولا يُتَمَلّـَقُ

لعمـرُكَ إنِّـي يـومَ جزعـاءِ مالكٍ
لـذو عَبْـرةٍ كُلاً تفيـضُ وتخنُـقُ

وإنسـانُ عيني يحسرُ المـاء تـارةً
فيبـدو وتـاراتٍ يًجُـمُّ فيغــرقُ

يلـومُ علـى مَيٍّ خليلـي ورُبَّمــا
يجـورُ إذا لامَ الشفيـقُ ويخــرُقُ

ويبين زينتها وما حباها الله من حسن وجمال ونعومة، ويذكر خيالها الذي يُلمُّ به ليلاً في قوله:
ولو أن لقمانَ الحكيمَ تعرَّضت
لعينيهِ مَيُّ سافراً كادَ يبرَقُ

غداةَ أمَنِّي النفسَ أن تُسعفَ النوى
بميٍّ وقد كادت من الوَجدِ تزهَقُ

وتكسو المجَنَّ الرِّخْوَ خضرًا كأنَّهُ
إهانٌ ذوى عن صُفرةٍ فهو أخلَقُ

لها جيدُ أمِّ الخشفِ ريعَتْ فأتلَعَتْ
ووجهٌ كقَرنِ الشمسِ رَيَّانً مُشرِقُ

وعينٌ كعينِ الرئمِ فيها ملاحَةٌ
هي السحرُ أوأدهى التباسًا وأعلَقُ

وتبسمُ عن نورِ الأقاحيِّ أقفرت
بوعساءَ معروفٍ تُغامُ وتُطلَقُ

أمن ميَّةَ اعتادَ الخيالُ المُؤَرِّقُ
نعم إنها مما على النأي تطرقُ

وبقي ذو الرمة يحن إلى حبيبته، وتذكره بها الريح التي تهب من ناحيتها، فتذرف عيناه دموع الشوق إليها، وظل غاضبًا على زوجها يتمنى أن يموت قبله ليخلص له وجه مي، يقول:
ألا لا أرى الهجرانَ يشفي من الهوى
ولا واشيًا عندي بميٍّ يعيبُها

إذا هبَّت الأرواحُ من نحو جانبٍ
به أهلُ ميٍّ هاجَ شوقي هُبوبُها

هوىً تذرفُ العينانِ منهُ وإنَّما
هوى كلِّ نفسٍ حينُ حَلَّ حبيبُها

ألا ليتَ شعري هل يموتَنَّ عاصمٌ
ولم تَشتَعبني للمنايا شَعوبُها

وهل يجمَعَنْ صَرْفُ النَّوى بين أهلنا
على الشَّحْطِ والأهواءُ يدنو غريبُها

رمى اللهُ من حتْفِ المنيَّةِ عاصماً
بقاضيةٍ تُدعى لها فيُجيبُها

ويذكرها في كل حال ويشتاق إليها ويتمنى رضاها، وقد يبعد عنها وهو مكره، ولكنه مشدود إليها مقيم على عهدها لا يبوح بسر ولا يغيره طول الهجر والبعاد، فيقول:
عدتني العوادي عنك ياميُّ برهةً
وقد يُلتوى دونَ الحبيب فيُهجَرُ

على أنَّني في كلِّ سيرٍ وأسيرُهُ
وفي نظري من نحو أرضكِ أصوَرُ

فإنْ تُحدِثِ الأيامُ ياميُّ بيننا
فلا ناشرٌ سِرَّاً ولا متغيِّرُ

أقولُ لنفسي كلَّما خفتُ هَفوَةً
من القلبِ في آثارِ ميٍّ فأكثرُ

ألا إنَّما ميٌّ فصبراً بليَّةٌ
وقد يُبتَلى المرءُ الكريمُ فيصبُرُ

ويقف عند محاسنها فيتأمل في وجهها وقوامها وأعضائها، فعيناها عينا ظبي، وفمها زهر الأقحوان في أول تفتحه، وهي كالظبية حسنة الجيد حوراء العينين، هيفاء ضامرة البطن جميلة الخصر ممتلئة الذراعين والساقين، وهي طويلة كالرمح قد كملت محاسنها، يقول:
تذكرني ميًَّا من الظبي عينُهُ
مِراراً وفاها الأقحوان المنَوِّرُ

وفي المِرْطِ من ميٍّ توالي صريمةٍ
وفي الطَّوقِ ظبيٌ واضحُ الجيدِ أحوَرُ

وفي العاج منها والدماليج والبرُى
قنًا ماليء للعينِ ريَّانُ عبهَرُ

وكانت وفاة ذي الرمة في طريقه إلى هشام بن عبد الملك، ويبلغ من العمر مائة سنة، وكان آخر ماقاله هو:
ياربِّ قد أشرفتْ نفسي وقد علمتْ
علمًا يقينًا لقد أحصيتَ آثاري


ترك لنا ديوانًا ضخمًا، أكثره في التشبيب، والبكاء على الأطلال، وأخذ مذهب الجاهليين في كثير من شعره.
ومن المصادر التي نقلت شعره: وفيات الأعيان، لابن خلكان، والموشح، للمرزَباني، والشعر والشعراء لابن قتيبة، وكتاب معاهد التنصيص، لعبد الرحيم العباسي، وخزانة الأدب للبغدادي، وجمهرة أشعار العرب، لأبي زيد القرشي، والأعلام للزركلي.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-09-2011, 05:22 PM
الصورة الرمزية غرور سليم
غرور سليم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 665
افتراضي رد: من شعراء العرب القدامى

\7
__________________
\7
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-09-2011, 09:58 PM
الصورة الرمزية عوض البقيلي
عوض البقيلي غير متواجد حالياً
نائب المدير العام للمنتديات
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: جـــدهـ _ الرياض
المشاركات: 8,104
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى عوض البقيلي
افتراضي رد: من شعراء العرب القدامى

بارك الله فيك دكتور سليم .

استمتعنا وتعرفنا على شعراء كبارمن خلالك , لاحرمك الله الأجر .

دمت مبدعاً .

تحيتيـ .
__________________
...............
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون