تسجيل دخول

منتدى الشـريعة والحيــاة منتدى مخصص للمواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 09-22-2013, 06:09 AM
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: اليمن
المشاركات: 500
افتراضي رد: ألفاظ قرآنية

لفظ (الآية) في القرآن

(الآية) -كما يقول أهل اللغة- هي العلامة الظاهرة. والصحيح في اشتقاقها أنها من (التأيي)، الذي هو التثبت. قال في (اللسان): يقال: قد تأييت، أي: تلبثت وتحسبت. وتفيد أيضاً معنى الإقامة على الشيء. وذكر ابن فارس في (مقاييس اللغة) أن أصل هذه الكلمة يفيد معنى النظر، يقال: تأيَّا يتأيَّا تأيياً، أي: تمكث. واستشهد لهذا الأصل بقول الكميت:

قف بالديار وقوف زائر وتأيَّ إنك غير صاغر

ونقل ابن فارس عن بعض أهل اللغة قوله: تأييت الأمر: انتظرت إمكانه. وذكر أيضاً، أن لهذا اللفظ أصل آخر، وهو التعمد، يقال: تآييت، على وزن تفاعلت، أي: تعمدت آيته وشخصه.

وقالوا: هذه آية مأياة، كقولك: علامة معلمة.

ثم إن لفظ (الآية) ورد في القرآن الكريم في اثنين وثمانين وثلاثة مائة موضع (382)، جاء في مواضعه كافة بصيغة الاسم، فجاء مفرداً في ستة وثمانين موضعاً، من ذلك قوله تعالى: {ما ننسخ من آية} (البقرة:106). وجاء مثنى في موضع واحد، وهو قوله سبحانه: {وجعلنا الليل والنهار آيتين} (الإسراء:12). وجاء جمعاً في خمسة وتسعين ومائتين موضع، من ذلك قوله تعالى: {ويريكم آياته لعلكم تعقلون} (البقرة:73).

ومجيء (الآية) بصيغة المفرد (آية) في بعض المواضع، ومجيئها في مواضع أخر بصيغة الجمع (آيات)، إنما كان ذلك لمعنى مخصوص، يفيده السياق، ويقتضيه المقام.

وقد ذكر بعض أهل التفسير، أن لفظ (الآية) جاء في القرآن الكريم على عدة معان، هي:

أولاً: بمعنى الحجة والدليل، من ذلك قوله تعالى: {ومن آياته منامكم بالليل والنهار} (الروم:23)، قال الطبري: ومن حججه عليكم تقديره الساعات والأوقات، ومخالفته بين الليل والنهار. ونحو ذلك قوله سبحانه: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} (فصلت:39)، أي: ومن حجج الله تعالى وأدلته على قدرته، أنك ترى الأرض لا نبات بها ولا زرع، ثم الله يحييها بالغيث. فـ (الآية) في هاتين الآيتين ونحوهما بمعنى الدليل والحجة. وقد وجدنا الطبري كثيراً ما يفسر لفظ (الآية) في القرآن بمعنى الحجة والدليل.

ثانياً: بمعنى الآية من القرآن، من ذلك قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها} (البقر:106)، فالمراد هنا الآية القرآنية، وهي الجزء من القرآن. ومن هذا القبيل، قوله عز وجل: {وإذا بدلنا آية مكان آية} (النحل:101)، والمقصود هنا أيضاً الآية من القرآن.

ثالثاً: بمعنى المعجزة، من ذلك قوله تعالى: {فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات} (القصص:36)، أي: ما آتاه الله من المعجزات الباهرة والدلالات القاهرة، على صدقه فيما أخبر عن الله عز وجل من توحيده، واتباع أوامره. ومثل ذلك قوله سبحانه: {وإن يروا آية يعرضوا} (القمر:2)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: انشق القمر حتى رأوا شقيه. ومجيء (الآية) على هذا المعنى كثير في القرآن.

رابعاً: بمعنى العبرة والعظة، من ذلك قوله تعالى: {ولنجعله آية للناس} (مريم:21)، قال البغوي: أي: عبرة ودلالة على البعث بعد الموت. قاله أكثر المفسرين. ونحو ذلك قوله عز وجل: {وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية} (الفرقان:37). أي: جعلنا إغراقنا إياهم، وإهلاكنا لهم عظة وعبرة للناس، يعتبرون بها.

خامساً: بمعنى الكتاب (القرآن)، من ذلك قوله تعالى: {يسمع آيات الله تتلى عليه} (الجاثية:8)، أي: يسمع آيات كتاب الله تقرأ عليه. ونحو ذلك قوله عز وجل: {قد كانت آياتي تتلى عليكم} (المؤمنون:66)، أي: كانت آيات كتابي تقرأ عليكم.
سادساً: بمعنى الأحكام الشرعية، من ذلك قوله تعالى: {كذلك يبين الله لكم آياته} (البقرة:242)، أي: أُبيِّن لكم سائر الأحكام في آياتي التي أنزلتها. ومن هذا القبيل قوله سبحانه: {كذلك يبين الله لكم الآيات} (البقرة:266)، أي: يعرفكم أحكامها، وحلالها، وحرامها. و(الآية) بحسب هذا المعنى كثيرة الورود في القرآن.

سابعاً: بمعنى العلامة والدلالة، من ذلك قوله تعالى: {لقد كان لسبإ في مسكنهم آية} (سبأ:15)، أي: علامة دالة على أن لهم خالقاً خلقهم. ونحو ذلك قوله سبحانه: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا} (آل عمران:13)، يعني: علامة ودلالة على صدق ما أقول: إنكم ستغلبون.

وليس ثمة ما يمنع أن يفسر لفظ (الآية) في القرآن الكريم بأكثر من معنى من المعاني المتقدمة، أو بمعنى من المعاني التي ذكرنا؛ إذ إن معظم معاني لفظ (الآية) الآنفة الذكر متداخلة ومترابطة، وهي تعود في معناها إلى أصلها اللغوي، وهو معنى العلامة؛ لذا نجد بعض المفسرين يذكرون معنى من هذه المعاني للفظ (الآية)، في حين نجد بعضاً آخر يفسره بمعنى ثان، ومرد ذلك إلى ما بيناه.
رد مع اقتباس
  #62  
قديم 09-22-2013, 06:10 AM
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: اليمن
المشاركات: 500
افتراضي رد: ألفاظ قرآنية

لفظ (الغيب) في القرآن الكريم

لفظ (الغيب) في أصل اللغة يدل على تستر الشيء عن العيون، ثم يقاس عليه. من ذلك الغيب: ما غاب مما لا يعلمه إلا الله. ويقال: غابت الشمس تغيب غيبة وغيوباً وغيباً. وغاب الرجل عن بلده. وأغابت المرأة فهي مغيبة، إذا غاب عنها زوجها، وفي الحديث: (لا تدخلوا على المغيبات) رواه الدارمي. ووقعنا في غيبة وغيابة، أي: هبطة من الأرض يغاب فيها. قال الله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: {وألقوه في غيابة الجب} (يوسف:10). والغابة: الأجمة، والجمع غابات وغاب. سميت بذلك؛ لأنه يغاب فيها. والغِيبة: الوقيعة في الناس مأخوذة من هذا؛ لأنها لا تقال إلا في غَيبة المُستغاب.

ولفظ (الغيب) ورد في القرآن الكريم في ستين موضعاً، جاء في جميعها بصيغة الاسم سوى موضع واحد جاء بصيغة الفعل، وهو قوله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا} (الحجرات:12)، ومن الآيات التي ورد فيها بصيغة الاسم قوله تعالى: {الذين يؤمنون بالغيب} (البقرة:3). وكثيراً ما يقترن لفظ (الغيب) في القرآن الكريم بلفظ الشهادة، نحو قوله سبحانه: {عالم الغيب والشهادة} (الأنعام:73).

وجاء لفظ (الغيب) في القرآن الكريم بمعان مختلفة، حاصلها ما يلي:

{الغيب} كل ما غيَّبه الله سبحانه عن عباده، وبه فُسر قوله عز وجل: {الذين يؤمنون بالغيب}، قال الطبري: آمنوا بالجنة والنار، والبعث بعد الموت، وبيوم القيامة، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وقيل: الغيب هنا: هو الله سبحانه، أي: يؤمنون بالله. وقيل: الغيب هنا: القرآن. وقيل: الغيب: القدر. قال ابن كثير: كل هذه الأقوال متقاربة في معنى واحد؛ لأن جميع هذه المذكورات من {الغيب} الذي يجب الإيمان به. ونظير هذا قوله عز وجل: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا} (الجن:26). وأكثر ما ورد لفظ {الغيب} في القرآن الكريم على هذا المعنى.

{الغيب} بمعنى الوحي والقرآن، من ذلك قوله سبحانه: {وما هو على الغيب بضنين} (التكوير:24)، فـ {الغيب} هنا -كما قال المفسرون- هو: القرآن. قال قتادة: إن هذا القرآن غيب، فأعطاه الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فبذله، وعلمه، ودعا إليه، والله ما ضنَّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

{الغيب} بمعنى حوادث القدر، من ذلك قوله عز وجل: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير} (الأعراف:188)، أي: لو كنتُ أعلم ما هو كائن مما لم يكن بعد، لفعلت الكثير من الخير. ومن هذا القبيل قوله عز وجل: {وعنده مفاتح الغيب} (الأنعام:59)، قال الطبري: فأخبر الله تعالى ذكره أن عنده علم كل شيء كان ويكون، وما هو كائن مما لم يكن بعد، وذلك هو {الغيب}. وفَسَّرَ مجاهد {الغيب} هنا، بـ: الموت.

{الغيب} بمعنى عِلْم الغيب، وهذا غير قليل في القرآن، من ذلك قوله سبحانه: {أم عندهم الغيب فهم يكتبون} (الطور:41)، قال الطبري: أم عندهم علم الغيب، فهم يكتبون ذلك للناس، فينبئونهم بما شاءوا، ويخبرونهم بما أرادوا. وقال ابن كثير: أي: ليس الأمر كذلك، فإنه لا يعلم أحد من أهل السموات والأرض الغيب إلا الله. ونحو هذا قوله عز وجل: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا} (الجن:26)، قال ابن كثير: إنه يعلم الغيب والشهادة، وإنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلا مما أطلعه تعالى عليه.

{الغيب} بمعنى غيبة الزوج، وعلى هذا المعنى قوله سبحانه: {حافظات للغيب بما حفظ الله} (النساء:34)، قال السدي وغيره: تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله. وقال الطبري: حافظات لأنفسهن عند غيبة أزواجهن عنهن، في فروجهن وأموالهم، وللواجب عليهن من حق الله في ذلك. ونظيره قوله عز وجل: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} (يوسف:52)، قال الطبري: لم أفعل معها فاحشة في حال غيبته عني. وإذا لم يكن منه ذلك بمغيبه، فهو في حال مشهده إياه أحرى أن يكون بعيداً من فعل فاحشة معها.

{الغيب} بمعنى قعر البئر، وعليه قوله تعالى: {وألقوه في غيابة الجب} (يوسف:10)، أي: ألقوه في قعر الجب، حيث يغيب خبره، ولا يُعلم أثره. ونظيره قوله عز من قائل: {وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب} (يوسف:15). وليس غيرهما على هذا المعنى في القرآن. وفُسَّرَ بعضهم (الغيابة) في الآيتين بمعنى: الظلمة، أي: ظلمة البئر. والمعنى قريب، بل هو لازم المعنى الأول.

{الغيب} بمعنى الظن، ومنه قوله تعالى: {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} (سبأ:53)، قال ابن كثير: {بالغيب} بالظن. يعني أنهم يرجمون محمداً صلى الله عليه وسلم، وما أتاهم من كتاب الله بالظنون والأوهام، فيقول بعضهم: هو ساحر، وبعضهم شاعر، وغير ذلك. ونظيره قوله سبحانه: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب} (الكهف:22)، أي: قذفاً بالظن غير يقين علم.

{الغيب} بمعنى كل ما غاب عن حواس الإنسان وعلمه، من ذلك قوله تعالى: {وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} (النمل:20)، يقول القرآن على لسان سليمان: أخطأه بصري، فلا أراه، وقد حضر، أم هو غائب فيما غاب من سائر أجناس الخلق، فلم يحضر.

{الغيب} بمعنى ملازمة العذاب الكفار، وعلى هذا قوله عز من قائل: {وما هم عنها بغائبين} (الانفطار:16)، قال ابن كثير: لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة، ولا يخفف عنهم من عذابها، ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة، ولو يوماً واحداً. وارتأى الطبري أن المعنى هنا: وما هؤلاء الفجار من الجحيم بخارجين أبداً، فغائبين عنها، ولكنهم فيها مخلدون ماكثون، وكذلك الأبرار في النعيم، وذلك نحو قوله: {وما هم منها بمخرجين} (الحجر:48).

{الغيب} بمعنى أنه سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وعلى هذا قوله تعالى: {وما كنا غائبين} (الأعراف:7)، قال ابن كثير: يخبر تعالى عباده يوم القيامة بما قالوا وبما عملوا، من قليل وكثير، وجليل وحقير؛ لأنه تعالى شهيد على كل شيء، لا يغيب عنه شيء، ولا يغفل عن شيء، بل هو {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} (فاطر:19)، كما قال: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} (الأنعام:59).

{الغيب} بمعنى أحداث يوم القيامة والآخرة، من ذلك قوله عز وجل: {الذين يخشون ربهم بالغيب} (الأنبياء:49)، قال الطبري: يعني يخافون في الدنيا أن يعاقبهم في الآخرة إذا قدموا عليه بتضييعهم ما ألزمهم من فرائضه، فهم من خشيته، يحافظون على حدوده وفرائضه، وهم من الساعة التي تقوم فيها القيامة مشفقون، حذرون أن تقوم عليهم، فيردوا على ربهم قد فرطوا في الواجب عليهم لله، فيعاقبهم من العقوبة بما لا قِبَلَ لهم به. ونظيره قوله تعالى: {أطلع الغيب} (مريم:78)، قال ابن كثير: أعلم ما له في الآخرة حتى حلف على ذلك.

والمتأمل في مجمل المعاني التي ورد عليها لفظ {الغيب} في القرآن الكريم، يجد أنها تدور على معنى ما استأثر الله بعلمه، وحجب علمه عن عباده، وما جاء على غير هذا المعنى، فهو صادر منه، وراجع إليه.
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 09-22-2013, 06:10 AM
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: اليمن
المشاركات: 500
افتراضي رد: ألفاظ قرآنية

لفظ (الوحي) في القرآن

من الألفاظ القرآنية التي تحمل دلالات خاصة، لا نجدها إلا ضمن الخطاب القرآني، لفظ (الوحي)، وهو من الألفاظ المركزية في القرآن الكريم، فما المراد من هذا اللفظ لغة، وما هي الدلالات التي جاء عليها في القرآن الكريم؟

معنى الوحي لغة

جاء في معاجم العربية أن الجذر اللغوي (وحي) أصل يدل على إلقاء علم في إخفاء. قال الطبري: "أصل (الإيحاء)، إلقاء الموحي إلى الموحى إليه؛ وذلك قد يكون بكتاب، وإشارة، وإيماء، وبإلهام، وبرسالة". ولذلك قالوا: الوحي: الإشارة، والكتاب، والرسالة. وكل ما ألقيته إلى غيرك حتى علمه، فهو وحي كيف كان. وأوحى الله تعالى ووحى. قال الشاعر:

وحى لها القرار فاستقرت .. أي: ألقى لها...

قال ابن فارس: "وكل ما في باب الوحي فراجع إلى هذا الأصل. والوحي: السريع. والوحي: الصوت". وقال القرطبي: "الوحي إعلام في خفاء، يقال: وحى إليه بالكلام يحي وحياً، وأوحى يوحي إيحاء".

وقال الراغب الأصفهاني: "أصل الوحي: الإشارة السريعة، ولتضمن السرعة قيل: أمر وحي، وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعريض، وقد يكون بصوت مجرد عن التركيب، وبإشارة ببعض الجوارح، وبالكتابة".

وما ذكره أهل العربية بخصوص الأصل اللغوي للفظ (الوحي) يفيد أنه بمعنى (الإلقاء) بشيء، بغض النظر عن هذا الشيء الملقى.

معنى الوحي اصطلاحاً

ولفظ (الوحي) اصطلاحاً هو الكلام الذي يلقيه سبحانه على أنبيائه وأوليائه، وذلك إما برسول مشاهد، تُرى ذاته، ويُسمع كلامه، كتبليغ جبريل عليه السلام للنبي في صورة معينة؛ وإما بسماع كلام من غير معاينة، كسماع موسى كلام الله؛ وإما بإلقاء في الرُّوع، كما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: (إن روح القدس نفث في رُوعي) رواه الحاكم في "المستدرك"، وإما بإلهام نحو قوله عز وجل: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} (القصص:7)، وإما بتسخير نحو قوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل} (النحل:68)، أو بمنام كما قال عليه الصلاة والسلام: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات)، قالوا: وما المبشرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة) رواه البخاري.

قال الطبري: "وأما (الوحي)، فهو الواقع من الموحِي إلى الموحَى إليه؛ ولذلك سمت العرب الخط والكتاب (وحيا)؛ لأنه واقع فيما كتب ثابت فيه، كما قال كعب بن زهير:

أتى العجم والآفاق منه قصائد بقين بقاء الوحي في الحجر الأصم

يعني به: الكتاب الثابت في الحجر.

إحصاء لفظ (الوحي) في القرآن

ورد لفظ (الوحي) في القرآن الكريم في واحد وسبعين موضعاً، ورد في أربعين منها بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل} (النحل:68)، وورد بصيغة الاسم في واحد وثلاثين موضعاً، من ذلك قول الباري عز وجل: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} (طه:114).

دلالات لفظ (الوحي) في القرآن الكريم

ولفظ (الوحي) جاء في القرآن على عدة دلالات، وهي على النحو التالي:

- الوحي بمعنى الإرسال، من ذلك قوله سبحانه: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} (النساء:163)، قال الطبري: يعني جل ثناؤه: إنا أرسلنا إليك، يا محمد، بالنبوة كما أرسلنا إلى نوح، وإلى سائر الأنبياء.

- الوحي بمعنى الإلقاء، وهذا المعنى هو الأصل في معنى الوحي، وعلى هذا قوله سبحانه: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به} (الأنعام:12)، قال الطبري: أي: ألقي إلي بمجيء جبريل عليه السلام به إلي من عند الله عز وجل.

- الوحي بمعنى الإشارة، من ذلك قوله سبحانه: {فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا} (مريم:11)، قال مجاهد وغيره: أي: أشار. وفي رواية له: كتب لهم في الأرض، وهذا قول السدي في معنى الوحي هنا.

- الوحي بمعنى الإلهام، وهذا كثير، من ذلك قوله سبحانه: {وأوحى ربك إلى النحل} (النحل:68)، قال الطبري: ألقى ذلك إليها فألهمها. ومثله قوله عز وجل: {وإذ أوحيت إلى الحواريين} (المائدة:111)، قال ابن كثير: أي: ألهموا ذلك، فامتثلوا ما ألهموا. ومنه أيضاً قوله عز وجل: {وأوحينا إلى أم موسى} (القصص:7)، أي: ألهمناها.

- الوحي بمعنى الأمر، من ذلك قوله سبحانه: {بأن ربك أوحى لها} (الزلالة:5)، قال مجاهد: أي: أمرها. وقال القرظي: أمرها أن تنشق عنهم. وهناك من قال: أمرها، أي: أذن لها.

- الوحي بمعنى الإعلام في المنام، من ذلك قوله سبحانه: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا} (الشورى:51)، قال البغوي: يوحي إليه في المنام أو بالإلهام. وقال مجاهد: قال مجاهد: ينفث في قلبه فيكون إلهاماً.

- الوحي بمعنى الوسوسة، من ذلك قوله سبحانه: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم} (الأنعام:121)، قال الطبري: يلقون إليهم ذلك وسوسة. ونظيره قوله عز وجل: {يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} (الأنعام:112)، قال القرطبي: عبارة عما يوسوس به شياطين الجن إلى شياطين الإنس. وسمي وحياً؛ لأنه إنما يكون خفية. وقال البغوي: أراد أن الشياطين ليوسوسون إلى أوليائهم من المشركين؛ ليجادلوكم.

والمتأمل في المعاني التي جاء عليها لفظ (الوحي) في القرآن الكريم، يجد أنها ترجع إلى معنى (الإلقاء)، وهو المعنى اللغوي لهذا اللفظ؛ وهذا الإلقاء قد يكون عن طريق الإشارة، أو العبارة، أو الإلهام، أو الوسوسة، أو الرؤيا المنامية.
رد مع اقتباس
  #64  
قديم 09-24-2013, 05:59 PM
الصورة الرمزية شيهآنه
شيهآنه غير متواجد حالياً
مشرفة منتدى المواضيع العامة ومنتدى اليوم الوطني
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: مكه
المشاركات: 14,536
افتراضي رد: ألفاظ قرآنية

بوركت يمناك
كتبت فأبدعت
أسال الله بمنه وكرمه أن يحرم أناملك عن النار
وأن يثقل ميزان حسناتك بكل حرف كتبتيه من أجل الله
لا حرمنا الله نبض قلمك الناصح ..

__________________


رد مع اقتباس
  #65  
قديم 09-24-2013, 08:06 PM
الصورة الرمزية شمنـــصير
شمنـــصير غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 1,129
افتراضي رد: ألفاظ قرآنية

جع لهُ.. آللهْ.. فيّ.. ميزآنْ.. حسنآتك
أنآرَ.. آللهْ.. بصيرتك.. وَ بصرِك.. ب/ نور.. آلإيمآنْ
وَ جع لهُ ..شآهِدا.. لِك.. يوم.. آلع رض ..وَ آلميزآنْ

وَ ثبتك.. على.. آلسُنهْ.. وَ آلقُرآنْ

وأنار.. دربك.. وبارك.. فيك
رد مع اقتباس
  #66  
قديم 09-30-2013, 03:28 AM
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: اليمن
المشاركات: 500
افتراضي رد: ألفاظ قرآنية

صاحب الايادي البيضاء..
شـاكر أطــلاعــكما . . . . . . وايضاً مروركما . .
دمتما بحب وسعاده ..

هذا ليست ردود مقتبسه
هذي مواضيع بحد ذاتها..
أجزلتم لنا بالعطاء
فكيف نجازيكما بالثناء
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون