تسجيل دخول

منتدى ( القُــــــراء وطلبة العلم ) يهتم بقُــــــــراء القُران الكريم وطلبة العلم وخطب الجمعة والفتاوي العلمية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-20-2009, 03:44 PM
الصورة الرمزية الزهراء
الزهراء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: الدنيا الفانية
المشاركات: 4,297
افتراضي شرح رياض الصالحين؛ الوصيّة بالنساء






\7




قال الله تعالى : ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ)) [النساء : 19].
و قال تعالى : ((وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً)) (3) [النساء : 129 ]


274- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اسْتوْصُوا بِالنِّسَاءِ (4) خيْراً ؛ فَإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أَعْلاهُ ، فَإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وإنْ تَرَكْتَهُ ، لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ )) متفقٌ عليه .
وفي روايةٍ في ((الصحيحينِ)) : (( المَرْأَةُ كَالضِّلَعِ إِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا ، وَ إنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا ، اسْتَمْتَعْتَ وَفِيهَا عَوَجٌ )) .
وفي رواية لمسلمٍ : (( إنَّ المَرْأَةَ خُلِقتْ مِنْ ضِلَعٍ ، لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ ، فَإنْ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا ، اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وفِيهَا عَوَجٌ ، وَإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا ، وَكَسْرُهَا طَلاقُهَا )). قولُهُ : ((عَوَجٌ)) هو بفتحِ العينِ والواوِ .




275- وعن عبد الله بن زَمْعَةَ رضي الله عنه ، أنه سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ ، وَذَكَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِى عَقَرَهَا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذِ انْبَعَثَ أشْقَاهَا )) انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ، عَارِمٌ (1) مَنِيعٌ في رَهْطِهِ (2) ثُمَّ ذكَرَ النِّسَاءَ ، فَوَعَظَ فِيهنَّ ، فَقالَ : (( يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فَيَجْلِدُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ فَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا (3) مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ )) ثُمَّ وَعَظَهُمْ في ضَحِكِهِمْ مِنَ الضَّرْطَةِ وقال : (( لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ ؟ )) متفقٌ عليه .
(( وَالْعَارِمُ )) بالعين المهملةِ والراءِ : هُوَ الشِّرِّيرُ المُفْسِد ، وقولُهُ : (( انْبَعَثَ )) ، أَيْ : قَامَ بسُرْعَةٍ .



276- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقاً رَضيَ مِنْهَا آخَرَ )) (4) أَوْ قَالَ : غَيْرَهُ، رواه مسلم.


وقولُهُ : (( يَفْرَكْ )) معناه : يُبْغِضُ ، يقالُ : فَرِكَتِ المَرْأَةُ زَوْجَهَا ، وفَرِكَهَا زَوْجُهَا ، بكسر الراءِ ، يَفْرَكُهَا بفتحِها : أَيْ : أَبْغَضَهَا ، والله أعلم .


277- وعن عَمْرِو بن الأَحْوَصِ الجُشَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ الله تعالى ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ وذَكَّرَ وَوَعَظَ ، ثُمَّ قال: (( أَلا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً ، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ (1) لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئاً غَيْرَ ذَلِكَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشةٍ (2) مُبَيِّنَةٍ ، فإنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ في المَضَاجعِ ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ (3) ، فإنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبيلاً (4) ؛ أَلا إنَّ لَكُمْ عَلَى نِسائِكُمْ حَقّاً ، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقّاً ؛ فَحَقُّكُمْ عَلَيْهِنَّ أَن لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ ، وَلا يَأْذَنَّ في بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ ، أَلا َوحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَن تُحْسِنُوا إِليْهنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطعَامِهِنَّ)) رواه الترمذى وقال : حديث حسن صحيحٌ .



278- وعن مُعَاويَةَ بنِ حَيْدَةَ رضي الله عنه قال : (( قلت يا رسولَ الله ما حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ ؟ قال : أَن تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ ، وتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسيْتَ ولا تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلا تُقَبِّحْ ، ولا تَهْجُرْ إِلاَّ في الْبَيْتِ )) حديثٌ حسنٌ رواه أَبو داود وقال : معنى (( لا تُقَبِّحْ)) أَي : لا تقُلْ قَبَّحَكِ اللهِ .



279- وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً ، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ )) رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .



280- وعن إياس بن عبد الله بن أبي ذُبابٍ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لاَ تَضْرِبُوا إمَاء الله (5) فَجَاء عُمَرُ رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : ذَئِرْنَ النِّسَاءُ (6) عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ، فَرَخَّصَ في ضَرْبهِنَّ (7) ، فَأَطَافَ (1) بِآلِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ أَطَافَ بآلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِير يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أُولِئكَ بخِيَارِكُمْ )) رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح .
قوله : ((ذَئِرنَ)) أَيْ : اجْتَرَأْنَ ، قوله : ((أَطَافَ)) أَيْ : أَحَاطَ.



281- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أَن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : (( الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِهَا المَرْأَة الصَّالِحَةُ )) (2) رواه مسلم.







(3) هذه الآية نزلت كما قال ابن عباس، في ميل القلب و الحبِّ و الاستمتاع، و معناها : لن تستطيعوا تحقيق العدل التام الكامل بين النساء ، و تسوُّوا بينهن في المحبة و الأنس، و الاستمتاع، و لو بذلتم أقصى وُسْعكم، لأن المحبة، و ميل القلب، ليس بمقدور الإنسان، فلا تميلوا ميلاً كاملاً عن إحدى الزوجات، فتجعلوها كالمعلَّقة التي ليست بذات زوج و لا مطلَّقة ، تشبيهاً لها بالمعلَّق بين السماء و الأرض، وهذا من أبدع التمثيل و التشبيه، و لقد كان صلى الله عليه و سلم يعدل بين نسائه في القسمة و يقول : ((اللهم هذا قَسْمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك و لا أملك)) رواه الترمذي.
(4) ((استوصوا بالنساء)) السينُ و التاء للطلب، أي أطلب منكم أن تستوصوا خيراً بالنساء، فإنهن ضعيفات عاجزات عن الانتصار لأنفسهن ، و قد شبههن صلى الله عليه و سلم بالضلع المنحني إذا أراد أحد تسويته انكسر، و يدل على أن الحديث على التشبيه الرواية الأخرى ((المرأة كالضلع ...)) الحديث.
(1) ((عزيز عارم)) أي رجل قوي، شرِّير مفسد، أشقى القوم، الذي عقَرَ الناقةَ.
(2) ((منيعٌ في رهطه)) أي ذو قوةٍ و مَنَعَة في عشيرته و قومه.
(3) ((لعله يضاجعها)) أي يجلدها في النهار ، ثم يجامعها في الليل؟ كيف يليق به أن يصنع ذلك !؟ و فيه تقبيح و زجر للرجل الذي يضرب زوجته، ثم ينام معها في فراش واحد يستمتع بها في الليل.
(4) معنى الحديث: لا يبغضْ المؤمن زوجته المؤمنة، فإن كان فيها خُلُقٌ سيءٌ ، ففيها أخلاق أخرى حسنة، و الحسنةُ تستر و تمحو السيئة.
(1) ((عوانٍ عندكم)) شبَّههنَّ صلى الله عليه و سلم بالأسيرات، لدخولهن تحت حكم الأزواج، و الأسير ينبغي الإحسان إليه، و العطف عليه.
(2) ((بفاحشة مبينة)) أي ذنب كبير كالنشوز و العصيان، و سوء العشرة.
(3) ((ضربا غير مبرِّح)) أي غير شديد و لا شاق، بسواكٍ و نحوه ، لإخراج الشيطان من رأسها، لا لكسرها و تحطيمها.
(4) ((عليهن سبيلاً)) أي لا تطلبوا طريقا تحتجُّون به على إيذائهن و ضربهن، فالله أكبر منكم و أقدر.
(5) ((لا تضربوا إماء الله)) المراد بالإماء: النساءُ.
(6) ((ذئرن النساءُ)) أي تطاولن و اجترأن على أزواجهن.
(7) ((فرخَّص في ضربهن)) هذا الترخيص علاج في بعض الحالات ، التي يستعصي فيها على الرجل إصلاح المرأة ، بالنصح و الإرشاد، ثم بالهجر في المضاجع ، و ضربُها أهون من إيقاع الطلاق عليها، إذا ما تمردت و عصت ، و جعلت الحياة الزوجية ، جحيماً لا يطاق، و كما قيل : (عند ذكر العمى يُستحسن العَوَرُ) !!
(1) ((فأطاف)) أي أحاط ببيوت أزواج النبي نساء كثيرات.
(2) ((الدنيا متاع)) أي منفعة و شهوة يتسلَّى بها الإنسان، و خير تسليةٍ و منفعة في هذه الدنيا: المرأة الفاضلة الصالحة ، التي تعرف حق الله و حقّ زوجها فتسعِدُه و تسعد معه.


\7
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون