التطور التاريخي لإدارة الجودة الشاملة

هديتي للطلبة الباحثين في إدارة الجودة الشاملة وطلاب الدراسات العليا

التطور التاريخي لإدارة الجودة الشاملة
فلقد نشأت إدارة الجودة الشاملة خلال الأربعينات من القرن العشرين على يد الأمريكي "إدوارد ديمنج" والذي لقب بأبي إدارة الجودة الشاملة . وقد أنتشر نظام الجودة الشاملة بالولايات المتحدة الأمريكية من قبل علماء الإدارة والإحصاء والعلوم الهندسية في منتصف الخمسينات عندما تم نشر أول مقالة عام 1956م عن هذا الموضوع . وقد تعددت مداخل وأساليب دراسة الجودة تعدداً كبيراً ، فمثلاً استخدم مدخل "ديمنج" الأساليب والمقاييس الاحصائية لتحسين الجودة ، في حين وضع "جوزيف" الأساس الفلسفي لتنمية وتطوير الجودة من خلال التركيز على عمليات المشاركة ، والتخطيط والمراقبة والتحسين المستمر للجودة ، ولقد ركز "كروسبي" على الحد من حجم العيوب ، لدرجة يمكن أن تقترب من مستوى العيوب الصفرية .
ولقد نادى "اشيكاوا" بأهمية تكوين حلقات مراقبة الجودة كعمل تطوعي يشارك فيه جميع العاملين بالمؤسسة .
وبعد سنوات من الحرب العالمية الثانية ، أخذ "إدوارد ديمنج" صاحب النظرية الجديدة في الإدارة ، أخذ أفكاره إلى اليابان . لقد كان اليابانيون المدمرون بعد الحرب يتطلعون إلى إعادة بناء اقتصادهم فأصبحت مبادئ "ديمنج" هي ورقة المحتوى التخطيطي الذي أرادوه . والآن وبعد أكثر من أربع عقود من الزمن ، أصبحت المنتجات اليابانية مطلوبة على المستوى العالمي . لقد جعلت قصة النجاح الياباني من نظرية "ديمنج" في الإدارة التي يسميها البعض "إدارة الجودة الشاملة" ظاهرة أُعيد الانتباه إليها في أمريكا من خلال تركيزها على عمليات إرضاء الزبون وتفويض السلطات إلى الموظفين ، وجودة المنتج ، بدأ المديرون الأمريكيون يهتمون بها ، بداية من مصنعي السيارات إلى مديري المستشفيات ورجال التربية حديثاً . وفي عام 1991م تم عمل مسح شامل لآراء المستهلكين الأمريكيين من أجل التعرّف على فاعلية الجودة في أمريكا ، وقد أظهرت النتائج تراجعاً تاماً في هذا النطاق مقارنة باليابان مثلاً . ومن العلماء الذين أشاروا لذلك هما "ديمنج" و"جوران" الذي حضر إلى اليابان لاستقصاء معايير الجودة .
وجاء شعار ( صنع في اليابان ) مقترناً بجودة الإنتاج وانخفاض سعره ، وقد كان لذلك رد فعل قوي على أمريكا فيما بعد ، حيث دعت إلى التنافس من أجل الجودة ، ويرى البعض أن سر تقدم اليابان يرجع إلى مديري الجودة الذين يهتمون بعمليات التفتيش وأساليب قياس الجودة الإحصائية ، وقد ساهمت برامج دوائر الجودة المكثفة في تحقيق المعجزة اليابانية ، وقد أخذت اليابان من تدني مستوى الجودة الأمريكية نقطة انطلاق نحو تحقيق هذا التقدم ( أحمد ، 2003م ) .

من تجميعي
محبكم / الأذيني